عبيدات السي أن أن!

عبيدات السي أن أن!

بقلم :: عبد الرزاق الداهش 
ما بثته قناة (السي أن أن) صادم، ليس لكونه حقيقة، ولكن لأن هذه الشبكة العملاقة، لم تمارس أي جهد مهني لتحري الدقة.
التقرير الذي لا يرتقي إلى تحقيق استقصائي، لا يمكن أن يصمد أمام اسئلة صغيرة في امتحان التحقق من الصدقية.
ولكن ما يتوجب على أي ديسك تحرير في أي مؤسسة صحفية القيام به، غفلته شبكة أخبار عالمية، بوزن، وحرفية (السي أن أن).
ديسك مان (السي أن أن) لم يكلف نفسه بتحكيم اختبار الأذى، قبل السماح ببث تقرير سيكون مؤداه الاستعداء ضد شعب هو في الحقيقة ضحية في كل مرة.
لنفترض أن هناك أسواق للعبيد في ليبيا، وحتى قرب طرابلس، فكيف يكتشفها محرر من على بعد مئات الكيلومترات، ولا يعثر عليها ليبي، وعلى بعد امتار، ونحن نعرف سرعة الانتشار البيني للأخبار؟
لنفترض أن هناك باعة للعبيد في ليبيا، وهناك زبائن لهذه التجارة، فأين سيتم تصريفهم؟ أقصد هل سيتم تشغيلهم في الزراعة، أم في أعمال البناء، أم في الرعي؟ وهل سيرتدون طاقيات الإخفاء؟
أسئلة كثيرة أخرى يمكن أن تطرح أمام عمل يفتقر للمهنية، وأسوأ من ذلك إلى أخلاق المهنة.
هناك عمالة افريقية منتشرة في ليبيا، هذه حقيقة، وهناك حالات استغلال لهذه العمالة، أيضا حقيقة، ولكن ليبي يستخدم رقيق فهذا ما هو مستبعد.
هل الغرض من التقرير تشويه طرف سياسي ليبي دوليا؟
هل الغرض استعداء الأفارقة ضد الليبيين لضرب الاستثمارات الليبية في القارة، أو لتخويف الأفارقة من استخدام ليبيا كمنطقة عبور نحو الضفة الشمالية؟
هل الغرض احراج الإسلام، وإعادة تقديمه إلى العالم كدين يحرم تناول الخمر، ويبيح تجارة العبيد؟
ولكن بعيد عن كل هذه الأسئلة، وبعيدا عن نظرية المؤمرة، لماذا لم تجري (السي أن أن) تحقيقا استقصائيا عن الهجرة السرية، والتي صارت أشبه ما تكون بتجارة العبيد، ولكن بالقرب من بروكسل، وليس طرابلس؟
أسئلة مهمة حول الهجرة غير الشرعية، ولكن ثلاثة أربع اجابتها لا تتوفر إلا في الضفة الشمالية من المتوسط.
فمن يدفع لعصابات التهريب في ليبيا، مقابل وصول كل مهاجر إلى مراكب المنظمات الإنسانية في عرض البحر؟
وماذا تفعل هذه المافيات بهؤلاء المهاجرين بعد أن تدفع مقابل الحصول عليهم، وبسخاء؟
ولماذا يصل سعر البنغلاديشي (وهو الأعلى) إلى عشرة ألاف دينار عند عصابات التهريب؟ وكم تتقاض هذه العصابات على كل إنسان من عصابات الشمال؟
لا مؤسستنا الإعلامية، ولا الأمنية قادرة على تفكيك هذا الدوسيه العابر للأوطان، ولهذا ننتظر شطارتكم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :