السيناريو والسيناريست

فاطمة البركي

• السيناريو القوي أو الورق المكتوب جيدا مع ممثلين جيدين … يخلق حالة من الإبهار ، وسيأسر المتلقي حتي ما بعد النهاية .بالإضافة للنواحي الفنية والصورة الجيدة ، فقلم السينارست هو القائد لأي عمل درامي ، وسيرسم ملامح كل شخصية ويضعها في الوقت والزمن المناسب ليخلق الحبكة والتشويق والإثارة .ماذا لو كان الورق ضعيفا … !!! السيناريو حتي وأن حمل قضية مهمة إلي أنه لن يعرضها كما يجب … حتي لو أدي الأدوار ممثلين ذائعي الصيت سيظهر العمل مخيبا لأمال المشاهدين …
• مثلا مسلسل باب الخلق … مسلسل مصري يعرض قضية عودة المواطن المصري المكني بأبو عبدالله من وكر القاعدة في آسيا إلي وطنه … والذي جسد دور أبو عبدالله فيه الممثل القدير محمود عبدالعزيز الذي رغم إمكانياته وخبرته الكبيرة لم يتمكن من إنقاذ العمل … لأنه السيناريو دون مستوي العرض . رغم الإستعانة بكوكبة كبيرة من الفنانيين مع النجم الكبير محمود عبدالعزيز … ولكنه لم ينجح فالممثل كان أقوي من السيناريو بكثير وتبدو الكثير من المشاهد حشو زائد لا تمت لقضية المسلسل بأي صلة .
• في عمل آخر للمطربة شيرين عبدالوهاب التي ظلمت مسلسل … طريقي … بتجسيدها دور البطلة دليلة مع الفنان المتميز السوري باسم خياط في دور الزوج الغيور جدا والمتمرد رغم تفوقه في أداء الدور بالمقابل كانت المطربة شيرين بعيدة جدا عنه … بإيماءات وجهها المصطنعة وردود فعلها المتكلفة رغم روعة السيناريو …للسيناريست تامر حبيب وجودة الصورة وجمال المكان … لكن وجود المطربة كان خطأ كبيرا ! أخيرا … السيناريو هو البطل الأول ولكنه لن يخرج للحياة إلا بوجود ممثل ذكي أو كوكبة من الممثلين المميزين … فالممثل الجيد يقرأ الورق وما وراء الورق وينسج الشخصية من جديد التي أن نجح في أدائها ستعلق في ذهن الجمهور لوقت طويل وربما سيساهم في عرض قضية مهمة أو ظاهرة خطيرة … قد يحد منها أو يجد لها حل .. فقلم السيناريست الجيد يحمل سحرا … لا مثيل له … يجعلك تتابع أجزاء مسلسل دون ملل … بل ستنتظر كل حلقة بشوق ولهفة كبيرة …