فاجعة

فاجعة

كتب :: عثمان البوسيفي 

أنا مع التواريخ في حالة زهايمر بالكاد اعرف تاريخ ميلادي لكن الشخوص تعلق بذاكرتي وتستوطن عمقي ولا تنفك تحاصرني في شوارع التراب محطات كثيرة حطت بها رحالي وكلها سكنت قلبي .

المفوضية العليا للانتخابات كانت أحدى محطاتي البهية لترتسم في داخلي شخوص جميلة رافقتني في رحلتي القصيرة معهم وأنا الذي يغادر الأمكنة ولا تغادره محبة الافراد الذين قابلتهم

مدة شهرين هي المدة التى بقيت فيها هناك اتمرث اصدار العدد الأول من صحيفة إنتخاب بصفحاتها القليلة .

بعض الذين قابلتهم هناك ظللت على الدوام التقيهم وكلما قادتني الخطى الى هناك اطلق سلامي العابر لهم وابتسامة فرح تسكن محياهم .

غبت بعض الاشهر عنهم وحين التحقت بالجميلة فسانيا عادت زيارتي للمفوضية التى غادرت مكانها الأول لستقر في منطقة غوط الشعال مقابل محال زرقاء اليمامة

أنا المهووس بالتفاصيل كلما زرتهم اشعر بأني عدت لمكان اعرفه جيدااا والاسئلة تتراكم في طريقي وتصنع حفر كثيرة تحيل حياتي الى جحيم.

الزميلة الشرسة سليمة رئيس تحرير فسانيا قبل يومين من وقوع الحادث الأليم تسألني هل ذهبت للمفوضية واجابتي كانت جاهزة لم أذهب لكن أفكر في الذهاب إليهم لشرب كوب شاي لذيذ تعده سيدة أنيقة في ودها من بلد شقيق اكن له كل المحبة والتقدير ..

أنشغالي في ملاحقة استكمال أوراق عمل خاص بي دفعني لعدم الذهاب الى المفوضية يوم الاربعاء وفي بالي الذهاب والحديث ككل مرة مع الصديق الودود أبوبكر مردة أبن مرزق الجنوبية العزيزة على قلبي

تسللت الى هاتفي بعد سماعي للخبر وجأني صوته بلغة حزينة مبعثرة يا عثمان هنا قتلي وجرحى المكالمة كانت قصيرة لكنها كانت عميقة جداا كبئر فقد تمنيت أن يكون الخبر مجرد اشاعة تلوكها الألسن لكنها كانت واقع مؤلم .خلف قتلى وجرحى .

الشوارع اكتظت وأنتشر الخبر واغلقت كثير من الطرقات دون سبب منطقي وهل للمنطق دور في بلاد ارتسمت الفوضى فيها وبات منظر الدم والقتل مشهد عادي يتكرر مرارا وتكرارا ..

فاجعة كبيرة 14 قتيل بعضهم ترك خلفه أطفال صغار و19 جريحا والبقية سترافقهم صدمة الهجوم سنوات وربما تساهم في بعثرتهم نفسيا والسؤال الذي ما انفك يرافقني هل كانت خسارتنا بهذا الحجم الكبير لو تحقق للمفوضية جدار حماية متين والى متى يستمر السياسيون في غيهم الذي اثمر فوضى عارمة ؟؟

الاسئلة في وطني تموت مثل ما يموت الإنسان …

رحم الله الموتي وشفى الجرحي واعان البقية على العمل في ظروف كارثية …

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :