الخذلان

الخذلان

بقلم :: عثمان البوسيفي

حين يقع سؤالك في غياهب النسيان رغم محاولاتك المتكررة في البحث عن إجابة في عوالم يموت فيها الإنسان والسؤال ويبقيان في العراء في انتظار غربان السماء رمال من ذهب وآبار ملئى بالنفط وأرض مكتظة بالمعادن يسكنها قلة من البشر تقف في طوابير طويلة من أجل البنزين وتلهج بالدعاء حين يعم الظلام وتركض في شوارع التراب للذهاب إلى مدارس بائسة نوافذها لا تأتي إلا بالبرد والغبار في ظل غياب كل ما تحتاجه المدارس أحلام كثيرة تدوسها أحذية بالية تنتظر أكذوبة أن في آخر النفق ثمة ضوء وتنام على وقع الموت القادم من الشرق والغرب وحكومة ثالثة تبحث عن مكان لها في وطن يتسع لكل شيء إلا خيار إقامة دولة تمنح للمكان هدوء يستحقه بعد سنوات شداد حان لها أن تنتهي الخذلان أن تركض بطفلك الصغير إلى مستشفى فارغ فاه وهو يشكو فراغه من الأدوية ومن طبيب يشخص العلة ويصف الدواء ولا تجد مفر من بيع ما تملك وتستدين فوق ذلك وفي آحيان أخرى تمارس الاستعطاء الذي ظللت لسنوات طويلة تعتبر فعل مشين للروح الطيبة الخذلان أن تمر الأيام والطرقات كما هي تحكمها العصابات ويقودها البلطجية ويظل حلم الجيش والشرطة حكاية تحكيها إلى أطفالك عن أزمان كان فيها الجيش والشرطة في هذا المكان دائما أنا مسكون بالخذلان والخيبة حين أعجز عن فك طلاسم الحرف وعن مساعدة نفسي التواقة للحياة في معرفة كيف أجد أجوبة لأسئلة كان المفترض أن تجد جوابها دون عناء خمس سنوات مرت ثقيلة وتركت الكثير من الوجع في أنفس قيل لها أن الخير قادم ولم يأتي منه شيء وفي ذات الوقت المفقود أكثر من المولود بعضهم يخطفهم الموت والبقية يخطفها مستقبل أفضل في بلدان أخرى تفتح لهم أبوابها لحياة جديدة فيها كل شيء إلا الوطن وبقية باقية في وطن محاصر بالهموم والغيوم مؤتمر قيل أنه وطني وبعده جاء برلمان هو الآخر شعاره الوطنية لكنه غارق في ذات الدهاليز التي غرق فيها سابقه والآن حكومة أسموها حكومة التوافق الوطني القائمة على المحاصصة التي ستلتهمها أجندة بعيدة في بعضها عن الوطن ويبقى الوطن حكاية جميلة مزروعة في أوصال البسطاء

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :