يناير

يناير

  • الأفتتاحية

مرت قبل أيام 19 / 1 / 2020 الذكرى السادسة لاستشهاد الزميل الصحفي عبد الله بن نزهه في حرب يناير الشهيرة التي دافع فيها شباب سبها عن مدينتهم بكل شجاعة واستشهد منهم زهاء المائتين شهيد . ونحن هنا إذ نستذكر هذه المرحلة من تاريخ سبها وفزان وليبيا عامة لا ندعو بذلك لسفك مزيد من الدماء ، ولا لنشر ثقافة الاقتتال والانتقام إنما نتساءل ترى ما مصير أسر كل ضحايا الحروب الليبية؟ ما مصير الأمهات اللواتي فقدْنَ أبناءهن؟ وفي بعض الأحيان وفي مجتمعنا تحديدا قد يكون هذا الابن هو العائل الوحيدة لأسرته ما مصير اليتامى والأرامل ؟ وهل تساءلنا عن مصير الجرحى ومبتوري الأطراف والمفقودين ، كثيرون ربما لا يعلمون الأوضاع المأساوية القاسية التي يعانيها ذوو من قضوا نحبهم في مدن هذا الوطن المترامي الأطراف ، الشاسع حد الرهبة والخوف . ستنتهي كل الحروب التي يقودها أبناء الوطن الصادقين لاسترجاعه وعلى مختلف الأصعدة وفي مجالات عدة ومختلفة وسيبقى ما بعد الحرب عالقاً بالأذهان وراسخاً في النفوس . وسيظهر في مناهج دراسية مشوهة تلوث أفكار هذا الجيل فتظهر المناضلين الأبطال من الأجداد الذين حاربوا الغزاة لسنوات طويلة على أنهم متمردون . وتجبرنا بذلك على ثقافة العمالة والخنوع وبيع الوطن بلا ثمن ولنمعن النظر قليلا سندرك حتما أن صناعة القادة الجدد بدأت في ليبيا منذ سنوات وأن الكثير من المنظمات الأجنبية وبمباركة بعض المنظمات المحلية ، تمكنت وللأسف من زرع جواسيس لها من أبناء هذا الوطن ، كثيرون سيقولون إن ليبيا أصبحت دولة مكشوفة ولا سر فيها حتى نخاف إفشائه أو البوح به صحيح ، لكن بالمقابل ليبيا بلد ثري جدا بموارده الطبيعية المختلفة وهو محط مطامع الكثير من الدول . لازال الأمل يحذونا كما يحذو الكثيرين في لملمة شتات هذا الوطن مجددا ، لكننا بحاجة للنوايا الصادقة ، وللإخلاص الذي صار عملة نادرة في وطننا . كثير من قادة الرأي العام مسؤولون بشكل مباشر عما يحدث هم شركاء في كل الجرائم المرتكبة ضد الوطن والمواطن والتاريخ ولا يختلفون عن المليشيات الخارجة عن القانون وعن الدواعش حتى . وكثير من المنظمات المحلية التي تعمل بالفعل لأجل الوطن والتي تتعثر وتترنح في جهات عدة بلا هدف واضح عليها أن تتخذ هدفا وحيدا لها وهو ترميم هذه الشروخ العميقة ومعالجتها ، ومد يد العون لمن فقدوا العائل والمعين وشردوا بلا أي ذنب ، ابحثوا عنهم ولا تتاجروا بقضاياهم فقد أثبتت التجارب والسنوات أن هذه التجارة المعيبة خاسرة !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :