الدبلومـاسيَّة في عـصـر العـولمة (3)

الدبلومـاسيَّة في عـصـر العـولمة (3)

  • خـالـد خميـس السَّحـاتي  

دبلوماسيَّة التواصُل الاجتماعيِّ: يُعْتَبَرُ مفهُوم “مواقع أو سائل التواصُل الاجتماعي” من المفاهيم المُرتبطة بالمُجتمع الافتراضيِّ، وما وفَّرتْهُ العولمة من بُنيةٍ تحتيَّةٍ للمعلومات والتقنية، وهُو مُصطلحٌ يُطلقُ على مجمُوعةٍ من المواقع على شبكة الانترنت مع الجيــل الثــاني للويب، أو ما يُعــــرفُ باســـم: (الويب2.0 (تتيح التواصُل بين الأفراد في بيئة مُجتمعٍ افتراضيٍّ يجمعُهُم حسب مجمُوعات اهتمامٍ أو شبكات انتماءٍ، كُلُّ هذا يتمُّ عن طريق خدمات التواصُل المُباشر مثل: إرسال الرسائل أو الاطلاع على الملفات الشخصية للآخرين، ومعرفة أخبارهم التي يُتيحُونَهَا للعَـرْضِ.. ويذكُرُ د.جمال سند السويدي في كتابه(وسائل التواصُل الاجتماعيِّ ودورُها في التحوُّلات المُستقبليَّة: ط4: 2014م) أنه: “قد أكـد كثير من الخبراء التقنيين أن وسائل التواصل الاجتماعي تسيطر في الوقت الراهن على نحو 71% من السوق الإعلامية والاتصالية عالميا. ولكل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي خصائصها ومُميزاتها، وتفرُّدها في نقل المُحتوى المطلوب بثه، ولكنَّها جميعاً تتفقُ في سمةٍ واحدةٍ، هي: القُدرةُ على تحقيق التواصُل بين البشر دُون حُـدُودٍ مكـانيَّةٍ أو زمنيَّةٍ.” (ص20). وقد أصدر مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي تقريراً في ديسمبر2012  بعنوان “الاتجاهات العالمية 2030 :عوالم بديلة، أشار فيه إلى دور التقنية المُعاصرة في تمكين الفرد من أداء دور مُؤثر على مُستوى العالم من خلال التوسع في استخدام “الإعلام الاجتماعي””Social Media الذي اعتبر التقرير أنَّهُ بات إحدى القــوى الفـاعـلة عـلى المُستوى الدَّوليِّ.

وضمن هذا الإطار سنتناول في هذه العُجالة “دبلوماسيَّة التواصُل الاجتماعيِّ”، والمقصود بهذا المصطلح هو الإشارة لهذا النوع من الدبلوماسية والسلوك الدبلوماسي، الذي يتم اتخاذه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مثل: فيسبوكFacebook) ) وتويتر(Twitter)، حيث بات واضحا أن هذه الوسائل تلعب دورا متزايدا في تحقيق الأهداف الدبلوماسية والسياسية للدول القوية والحكومات المختلفة بصورة أفضل من بعض الوسائل الدبلوماسية التقليدية. 

ويرى البعضُ أنَّ مُصطلحاً مثل “دبلوماسية الفيسبوك” ظهر في مُؤتمرٍ لمُناقشة أوضاع شبكات التواصُل الاجتماعيِّ والتكنُولوجيِّ، عُقد في نيويورك عام 2008م، تعليقاً على لُجُوء الحملة الانتخابيَّة للمُرشَّح الرئاسيِّ الأمريكيِّ وقتها، بارك أوباما، المُبالغ فيه للاعتماد على وسائل التواصُل الاجتماعيِّ في استخدامٍ وتوظيفٍ غير مسبُوقٍ لإحدى أدوات القُوَّة النَّاعمة الأمريكيَّة في الدَّاخل، وهُو الأمرُ الذي أكسبهُ نصف مليُون مُتطوِّعٍ لحملته الانتخابية دُون تكلفة..، وبالتأكيد أكسبتهُ السِّباق الرِّئاسيَّ عام 2008م. هذا التوظيف الناجح جعل الكثير من المُراقبين يُروِّجُون لإمكانيَّة استخدام هذه الوسائل الإلكترونيَّة في مجالاتٍ دبلوماسيَّةٍ وسياسيَّةٍ، مثل: مُكافحة الإرهاب، والتَّرويج للدِّيمُقراطيَّة في العـالم.. وللحديث بقيَّةٌ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :