الحرب

الحرب

سليمة بن نزهه

جنبنا الحكماء الخيرين الأيام الماضية حرباً محتومة بين قوات الجيش والداخلية أثر استيلا الأولى على سيارات تابعة لثانية في منطقة الشاطئ بسبها .

لأول مرة ومنذ سنوات ينتصر صوت العقل على جنون الحماقات في مدينة منكوبة بلا حرب وبلا اقتتال ، سبها التي فقدت خيرة شبابها في حروب مضت ، تلقنت الدرس جيداً فمن الغباء دخول حرب جديدة لا ناقة فيها لها ولا جمل .

لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن ويفرض نفسه بقوة ما الذي يقوم به الجيش والداخلية في سبها ، الا يفترض أن يستقر الجيش على البوابات وخارج حدود المدن لحمايتها ، بل وعلى حدود المدن البعيدة وداخل ثكناته العسكرية ، لمواجهة العدو المفترض ، هذا العدو الذي دخل لحدودنا وصار جزء من المعادلة الليبية الاصيلة !

والداخلية والشرطة ترى ماهي مهمتها الحقيقية ونحن نرى السيارات المعتمة تسيطر على شوارع المدينة اكثر من سيطرة الداخلية عليها ونخشاها اكثر من خشيتنا لرجل الشرطة الذي نشعر بالتعاطف معه وبالخجل لوضعه كلما ممرنا بأحد شوارع سبها  وريناها فجأة ، صرنا نتمنى كلما قرانا خبر عن القبض على مجرم او قاتل او سارق في مدينة أخرى صرنا نتمنى أن يحدث ذلك في مدينتنا التي تحولت لايام مضت لمسرح لاقتتال جيشنا وداخليتنا !

الأمهات الثكالى والزوجات الارامل والاخوات والاخوة والاباء والامهات الذين فقدوا أحبتهم ابدا لن يخوضوا حرب بالوكالة عن أطراف تحقق بهم المكاسب السياسية فقط لا غير .

كنا نتمنى أن نرى الحرب التي يقودها الطرفان المتصارعان ضد الخارجين عن القانون من يفتكون هواتف المواطنين بعد استلاب ارواحهم من يعتدون على ممتلكات الدولة ويغيرون ملكيتها لصالحهم من جعلوا لتر البنزين في سبها 4 دينار واكثر بينما هو في طرابلس وبنغازي ب 15 درهم ، كنا نطمح أن يقبضوا على المجرمين الذين سلبونا سياراتنا وراحة بالنا وجعلونا نسير ونحن نلتفت يمنى ويسرى  باحثين عن مامن وماؤى في بيوتنا .

كم مفقود في سبها وكم جريمة قيدت ضد مجهول كم عدد عمليات السطو اليومية في مدينة تفتقد أبسط مقومات المدنية بل ولا ترتقي لمستوى قرية مدينة لا تمتلك إلا الامتنان لمن جنبها ويلات حرب جديدة .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :