الفنان القطري فيصل التميمي: حفل قرعة المونديال نقل للعالم فنون وتراث الدولة المستضيفة للبطولة

الفنان القطري فيصل التميمي: حفل قرعة المونديال نقل للعالم فنون وتراث الدولة المستضيفة للبطولة

الباحث في الموروث الشعبي: فن لفجيري يؤرخ لمرحلة هامة في تاريخ قطر والمنطقة أكد الموسيقي والمخرج القطري فيصل التميمي أن حفل القرعة النهائية لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، الذي استضافته الدوحة في الأول من الشهر الجاري، نقل للعالم جانباً من الفنون والتراث القطري من خلال العروض التي ألقت الضوء على الطابع الثقافي للبلاد، لا سيما الفنون التقليدية التي تنفرد بها قطر والمنطقة. وشارك التميمي، الباحث في الفنون والموروث الشعبي، في حفل قرعة المونديال من خلال عرض استثنائي بعنوان “رحلة إلى فن لفجيري”، وشكّل الشخصية الرئيسية التي عملت على تقديم العمل الفني المبتكر، انطلاقاً من جهوده لتكريس حياته للحفاظ على الثقافة القطرية وإحياء الموروث الغني للبلاد. وتضمنت الفقرة طبقات الصوت التقليدية لـ “النهّام”، وهو المغني الذي كان يؤدي الأناشيد التراثية لبث الحماس لدى غواصي اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، والتي دُمجت مع الموسيقى الإلكترونية في إشارة إلى دور البطولة في بناء جسور التقارب الثقافي بين الشعوب عند استضافة النسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط. الفنون الشعبية توثيق للحياة اليومية وفي حوار مع موقع: (قطر 2022) من مجلسه بمدينة الدوحة، حيث يستقبل المهتمين بالموسيقى التقليدية والقطع التراثية، تحدث التميمي عن دور الموسيقى التراثية في حياته، وقال: “لعبت الموسيقى والفنون دوراً كبيراً في حياتي منذ مرحلة الطفولة، وكنت حريصاً على الاستماع إلى الأغاني التراثية التي لم تكن ضمن الأغاني الرائجة في تلك المرحلة، ومع مرور الوقت وتقدمي في العمر، أردت معرفة المزيد عن مصدر هذه الموسيقى الرائعة، وعندها أدركت مدى عمق ثقافتنا.

” وتابع التميمي، الذي تمتد مسيرته في الفنون والموروث الشعبي القطري لتشمل التلحين والتأليف والإخراج المسرحي وتصميم الاستعراضات: “يجسّد الفن الشعبي في أي مجتمع الحياة اليومية للشعوب، ويوثق أسلوب الحياة في المجتمعات، وهذا هو الغرض من الفن الشعبي، الذي ينبع مغزاه من قدرته على وصف المجتمعات التي نحيا فيها، وليس من التأليف الموسيقي بحد ذاته، ولهذا السبب من المهم بالنسبة لي المحافظة على هذا الفن وإحيائه.” دمج الموسيقى التقليدية مع الفنون العالمية وعلى مدى السنوات الثلاثة التي سبقت مراسم سحب القرعة النهائية لمونديال قطر 2022 عمل التميمي على مشروع لإلقاء الضوء على الموسيقى التراثية في قطر ومنطقة الخليج أمام الجمهور في أنحاء العالم، كما سعى إلى دمج الموسيقى الخليجية التقليدية مع المؤثرات الإلكترونية وموسيقى الجاز، من خلال التعاون مع عدد من المنتجين الموسيقيين من حول العالم. وأضاف” في البداية كنت قلقاً من عدم تقبل الجماهير في قطر والمنطقة والعالم لهذا النوع من الموسيقى، إلا أنني على ثقة تامة أن الموسيقى ظاهرة عالمية تجمع الناس وتوحدهم معاً، إنها لغة مشتركة يفهمها الجميع، بالتالي لم لا نبني جسوراً نصل من خلالها بين الأنواع الفنية المختلفة ونخرج من قوالبنا الموسيقية الثابتة

.” وبدأ التميمي من خلال هذا الشكل الفني في التعاون مع استوديوهات كتارا، ومع الملحن الأمريكي جريج م. جونسون لتأليف وإخراج العرض التي جرى تقديمه خلال حفل القرعة النهائية لكأس العالم، بأداء النهام الشهير علي الحداد جنباً إلى جنب مع مؤلفات جونسون الموسيقية، والذي كان مصحوباً بخلفية بصرية مستوحاة من عناصر تصميم تميزت بها الاستادات التي ستحتضن منافسات مونديال قطر 2022. فن لفجيري يؤرخ لمرحلة هامة في تاريخ قطر والمنطقة وأوضح التميمي أن فن لفجيري يصف الحياة في هذا الجزء من العالم على مدى مئات السنين قبل اكتشاف النفط، مشيراً إلى أن أغاني البحارة سواءً على الشاطئ أو على متن القوارب، تقدم وصفاً كاملاً لطبيعة الحياة في قطر والخليج خلال تلك الفترة، مؤكداً أنه اختار تقديم هذا الفن خلال حفل القرعة النهائية حيث يؤرخ لبداية فترة على قدر من الأهمية في تاريخ المنطقة، وهي الانتقال من اقتصاد قائم على الغوص للبحث عن اللؤلؤ، والذي كان النشاط الأساسي للسكان آنذاك، إلى مرحلة اقتصادية ترتكز على إنتاج النفط والغاز. وعن تطلعاته لمونديال قطر 2022، أعرب التميمي عن طموحه في أن تشكل البطولة التاريخية منصة جامعة تتعرف من خلالها شعوب العالم على الثقافة المحلية والعربية.

وتابع: “هدفي أن يتعرف العالم على الثقافة القطرية الثرية، وتحديداً خصال الجود وحفاوة الترحاب بالضيوف التي تعد جزءاً هاماً في تشكيل هويتنا الثقافية.” وأضاف: “أريد أن يحظى المشجعون بتجربة فريدة خلال المونديال، وأن يعودوا إلى أوطانهم وهم يحملون معهم ملابس أو غيرها من القطع المرتبطة بعاداتنا وتقاليدنا، أود على سبيل المثال أن أرى مشجعاً إنجليزياً يرتدي “الثوب” و”القحفية”، أو مشجعاً يابانياً يحمل الدلة، أو إبريق القهوة التراثي، عائداً بها إلى بلده. وبصفة عامة أريد أن يأخذ المشجعون معهم ما يذكرهم بجمال ثقافتنا وتراثنا.” وعلى الرغم من أن الملحن فيصل التميمي كان شغوفاً برياضة كرة القدم في مرحلة مبكرة من حياته، وحلم أن يصبح لاعباً محترفاً، إلا أن ميوله للفن والموسيقى غلبت طموحه في عالم الساحرة المستديرة، فبعد حصوله على شهادة جامعية في علم الاجتماع، عمل في مجال الفنون، حيث تولى إدارة الفرق الثقافية التي تقدم عروضاً في الأحداث الكبرى بهدف إحياء التراث والتقاليد القطرية، بما في ذلك الملابس والموسيقى والحرف اليدوية. وشملت عروض هذه الفرق حفل افتتاح بطولة كأس الخليج العربي 1992، ودورة الألعاب الآسيوية 2006.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :