المُنتِجَات الليبيات : من العمل المنزلي إلى رائدات في المجال الاقتصادي

المُنتِجَات الليبيات : من العمل المنزلي إلى رائدات في المجال الاقتصادي

تقرير : منى شها

بات هناك اهتمام متزايد بالمشاريع الصغرى وتمكين النساء في هذا الجانب و تحفييز الأسر المنتجة ، وهو ما يشكل ظاهرة صحية في المجال الاقتصادي، فكثير من الدول العملاقة في مجال المال والأعمال، وفي مقدمتها الصين تعتمد بشكل كبير على قطاع المشاريع الصغيرة فيما تصدره إلى الخارج.
سطعت الأسر المنتجة في فضاء الأسواق بعديد المشاريع كالأشغال اليدوية وصناعة العطور والصابون والبخور والمأكولات وإعادة التدوير و مؤخرا قامت وزارة الشؤون الاجتماعية ، بتسهيل مشاركة عدد من الأسر المنتجة بمشاريعها المختلفة في معرض أهالينا الذي أقيم على أرض المعارض في طرابلس قبل شهور، وذلك بهدف توفير فرص تسويقية مناسبة لمنتوجات الأسر ومشروعات المنازل، كي يكون العائد مرضيا وكذلك يساعد على تطوير هذه المشاريع من صغيرة إلى متوسطة ومن ثم إلى كبيرة لمن أراد واستطاع ، وبالتأكيد هناك العديد من مؤسسات المجتمع المدني التي عملت في هذا الجانب بتنظيم دورات تدريبية من أجل مساعدة المنتجين على التميز والتنافسية، والمشاركة الإيجابية في مسيرة التنمية وكذلك تنظيم بازارات لتشجعيهم وخاصة النساء

مؤسسات مدنية تدعم و تشجع الأسر المنتجة
وفي هذا الصدد ” نعيمة محمود رئيس منظمة خذ بيد الأرامل والمطلقات سبها ” ترى أن دور منظمات المجتمع المدني كبير جدا في تشجيع هذه الأسر بتمكينها و تشجيعها حيث قاموا بتنظيم دورات في الخياطة والحياكة والحلويات وجلسات حوارية ومحاضرات إلى جانب التوعية القانونية الذي هو الهدف الأساسي للمنظمة، وكذلك هناك استعدادات قبيل رمضان لتنظيم بازار لتسويق منتجات الأسر المنتجة ، حيث ترى أن المشاريع الصغرى ذات جدوى وذات إقبال للشراء لكن من أكبر التحديات التي تواجه هذه الأسر هي عدم توفر الآلات مما يحد من توسع سوق الإنتاج الخاص بها.
و أوضحت” نعيمة عبدالله الشيخ رئيسة منظمة دروب المعنية بالمرأة ” أنهم في دروب نظموا العديد من الدورات في هذا المجال ولكن دائما التحدي الأكبر هو غياب الآلات و المواد الخام ما يتسبب بعرقلة المنتجات.
وتابعت أنها ترى وبصفة عامة أن هذه المشاريع الصغرى ذات جدوى اقتصادية وتشجع النساء على الاستمرار.

أغلب المنتِجات يفتقرن إلى الآلات والمواد والتسويق
أما عائشة قليوان “من فريق الدعم النفسي قالت ” إنه في ورش دعم النساء تطرق إلى جانب تمكين النساء في المشاريع الصغرى والإنتاج واستمعنا إلى سيدات لهن مشاريع قائمة ولهن الخبرة في مجال مشارعيهن، ولكن لاحظنا أن أغلبهن يفتقرن إلى الآلات والمواد والتسويق للاستمرار أو التوسعة.
هذا وترى قليوان غابت الدولة وأشاحت نظرها عن دعم هذه الأسر بينما تحاول مؤسسات المجتمع المدني دعمهن وتمكينهن، وعلى الدولة والبلدية أن تولي اهتماما كبيرا بهذه المشاريع مما لها من عائد إيجابي على الدولة نفسها على المدى القريب
مواقع التواصل بيئة خصبة للدعاية
وقالت” سعاد نورالدين مصممة ملابس لها مشغل منزلي” إنها استفادت من مواقع التواصل الاجتماعي حيث منحتها الفرصة الكاملة للإعلان من خلال منصات الفيس بوك و الواتساب، وهكذا ، مما يساعدها في الوصول لأكبر عدد من الزبائن للتسويق لأعمالها، وفي نفس الوقت ترى أن تطوير عملها صعب بسبب عدم وجود إمكانيات للتوسعة حيث تتمنى أن يتم دعم وتشجيع المنتج المحلي من قبل الدولة.

مشروعي علمني الاعتماد على النفس والإنتاج
ومن مرزق قالت أمنية تركي صانعة حلويات” إنها تصنع الحلويات للأفراح والمناسبات المختلفة، والفكرة جاءت بعد حرب مرزق بسبب نزوح الأهالي الذين كانت لديهم مشاريع صغرى في هذا المجال ومحلات مختصة بها ولكن الأوضاع تغيرت وخضت هذه التجربة. حيث وجدت إقبالا وإرادات جيدة.
وتابعت أنها عملت دعاية لها بمساعدة قريباتها عبر الواتس اب والفيس بوك، حيث كانت مقتصرة فقط على الأعياد ولكن تطورت نظرة الناس للحلويات وأشكالها فأصنع لكل مناسبة شكلا خاصا وأصنافا خاصة بها، مضيفة أن هذه التجربة علمتها الاعتماد على النفس والإنتاج وهي في صدد افتتاح محل للحلويات خاص بها.
أما حنان الهبودي من الزاوية منتجة الزيوت والكريمات الطبيعية والتي حصل منتجها العطري الذي يقوي عضلة القلب ومعالج للسكر على التربيب الأول في معارض عديدة
قالت ” عن فكرة مشروعها إنها جاءت بتشجيع الأهل والأقارب إلى أن انتشرت ولها زبائن في كل مدن ليبيا بخدمات التوصيل ، وقد سبق لها المشاركة في معارض عدة كمعرض الزاوية حيث حصلت على الترتيب الأول فيه .
وتحدثت عزيزة صالح أبوبكر فنية مختبرات وأخصائية تغذية” عن مشروعها وهو صناعة البخور والعطريات بأفكار مستجدة وخامات جديدة.
وأكدت : إنها أخذت كورسات تعليمية لصناعة البخور بالطريقة التقليدية فلم يعجبها التكرار فقررت أن تضع بصمتها وطورت أنواع البخور كالرجالي و الدلكة وغيرها

المنتِجات الليبيات مبدعات و لهن أفكار جديدة
أبدت” عائشة معتوق” صاحبة مشروع السعفة” المشاركة رأيها حول ما إذا كانت المشاريع الصغرى ذات جدوى وناجحة في ليبيا حيث ترى أن هناك أنواعا من المشاريع ذات جدوى، حيث أنها لاحظت خلال مشاركاتها العديدة في المشاريع أن هناك إبداعات وأفكار جديدة لدى الليبيات و كذلك تجديدهم لأشياء تراثية كالمنتجات السعفية


المشاريع الصغرى إلى التقنين.
وأشارت لو تم تقنين هذه المشاريع ستدخل الدولارات إلى الدولة إذا تم تشجيع مثل هذه المشاريع.
وعن رأيها في المعرض ككل قالت إنه ينقصه التنظيم الجيد ولكن على الجانب الآخر شجعت هذه المعارض التي اعتبرتها فرصة لتلاقي الثقافات وانتشارها وكذلك الأفكار المستفادة من المشاريع المتواجدة في المعرض يجعلنا نشجع مثل هذه الفعاليات
ذكرت ” حنان إبراهيم مشاركة من فرع مكتب الشؤون الاجتماعية بوادي عتبة في مشاركتها الأولى أن المنتجات المعروضة هي من عدة مشاركات بوادي عتبة ليتمكنّ من تسويق وعرض مشاريعهن .
أفادت ” زنوبة نصر التي شاركت كمشروع أسري بمجموعة من الأشغال اليدوية كالخط العربي وإعادة التدوير المخلفات المنزلية كالعلب والأعصاب العطرية.
وأوضحت أنهم يستخدمون أشجار الزيتون غير الصالحة منتهية العمر واستعمالها كتحف بالكتابة عليها بالخط العربي وبيعها.
الظروف المادية والسيولة سببت في هذا الركود
وقالت إلهام إبراهيم عضو المنظمة الوطنية لحقوق المرأة والطفل فرع طرابلس إنهم يعملون بالأشغال اليدوية، والمنظمة لها فروع المنظمة من درج وهون، إلا انهم في بعض الأحيان لا يجدوا قبولا لشراء المنتجات معتبرة أن الظروف المادية والسيولة سببت في هذا الركود.

وتحدثت ” فاطمة عبدالنبي من منظمة الرحمة للتراث والزي الشعبي بالجفرة إنهم مختصون بالأزياء التراثية وبدلات المواليد والعطور والبخور للمنطقة .
أردفت ” حفيظة عبدالله من جمعية إطلالة الصحراء للصناعات التقليدية كالأطباق و السلال والأواني المنزلية قالت إن السيدات بجمعيتها يصنعن هذه الأشغال.
مؤكدة أن هناك دخلا وإقبالا على منتجاتهم و مشيرة إلى أنها شاركت في العديد من المعارض
وقالت سليمة حمان مديرة جمعية فزان للأزياء والمقتنيات الشعبية و فزان للبخور والعطور” وأعربت عن سعادتها بالمشاركات التي قدمتها جمعيتها ، بأغلب المدن وتلاقي الثقافات فيه مشيرة أنها لاحظت تواجد عروض جديدة ومميزة كالنحت والرسم على الأخشاب وصناعة العطريات والصابون وإبداع من السيدات في بعض المعارض التي شاركت فيها .
متمنية أن يكون هناك دعم وأن يكون هناك تولية الاهتمام من قبل الدولة بالمعارض القادمة من جميع الجوانب.
في الختام هناك أمر آخر لابد من الإشارة إليه عند الحديث عن الأسر المنتجة، يتعلق بالنساء فالحقيقة هي العمود الأساسي الذي يقوم عليه هذا القطاع، فمعظم ما نشاهده من إنتاج سواء كان مواد غذائية أو تجميلية أو أشغالا يدوية هو من صنع المرأة التي تمكنت وعززت من دورها ومشاركتها في السوق المحلي ، فلم يعد شيئا غريبا أن ترى بضاعة جميلة لا تجد نظيرا لها في السوق، وحين تسأل عن مصدرها يقال لك صنعتها امرأة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :