إذَا

إذَا

شعر :: فوزي الشلوي 
إذَا ..
إذَا أَحْبَبْتِ شَاعِرًا يَا سَيْدَتِي ..
فَأَعِدِّي لَهُ فِنْجَانَ الْقَهَوةِ ..
ومِنْفَضَةَ الْسَّجَائِرِ ..
والْجَرِيدَةَ الْيَومِيَّةَ ..
وكَأْسَينِ مِنْ صَوتِكِ الْرَّخِيمِ ..
ولَكِنْ !! ..
لاَ تَنْتَظِرِيهُ ..
………..
اتْرُكِي أَبْوَابَكِ مُوَارَبَةً ..
وشُرْفَتَكِ مُهَيَّأَةً لِلْدُخُولِ ..
فَلَرَبَّمَا جَاءَ ..
مَلْفُوفَاً بِالْصَّقِيعِ
يَبْحَثُ عَنْ شَيءٍ مِنَ الْدِّفْءِ
افْتَحِي سِتَائِرَ الْنَّوَافِذَ ..
أَشْعِلِي مِصْبَاحَ الْغُرْفَةِ ..
و فَاجِئِيهِ ..

مِثْلَمَا تَفْعَلُ الْرِّيحُ .. والْمَطَرُ
وأُمْرِقِي ..
مِنْ بَيْنِهِ وبَيْنِهِ ..
ومِنْ حَولِهِ وحَولِهِ ..
ولَكِنْ !!
لاَ تَنْتَظِرِيهُ
……..
إذَا أَحْبَبْتِ شَاعِرًا يَا سَيْدَتِي ..
كُونِي لَهٌ أَلْفَ أَنْثَىَ و أُنْثَىَ ..
وألْفَ حِكَايَةٍ .. وحِكَايَةٍ ..
فَهْوَ يَعْشَقُ الْمَرْأَةَ الَّتِي تُشْبِهُ كُلَّ الْقَصَائِدِ ..
وتُشْبِهُ الْضَوءَ والْظُلْمَةَ مَعَاً ..
وتُشْبِهُ الْغُرُوبَ والْشُّرُوقَ مَعَاً ..
لاَ تَتَكَرَّرِي ..
ولاَ تُبْقِي عَلَىَ تَسْرِيحَةِ شَعْرٍ وَاحِدِةٍ ..
ولاَ تَرُشِّينَ ذَاتَ الْعِطْرِ مَرَتِينِ ..
واتْرُكِيهِ يَنَامُ فِي حِجْرِكِ سِنِينَاً ..
لاَ تَتَوقَّعِي أَنْ يَصْحُو قَرِيبَاً ..
ولاَ تَنْتَظِرِيهُ !!!!
…….

إذَا أَحَبَّكِ شَاعِرٌ ..
فَلاَ تَعْتَقِدِي أَنْ سَيَضُمَّكِ ..
وَقْتُ تَشَائِينَ ..
وأَنْ سَيُقَبِّلَكِ ..
إذَا مَا ارْتَعَشَتْ شَفَتِيكِ بِالْحَنِينِ
فَلَرُبَّمَا يَرَاكِ قَصِيدَةً ..
تَمْتَطِي مُهْرَةَ الْجُنُونِ ..
لاَ يَعْرِفُ مَوَاعِيدَ احْتِضَانِهَا ..
ويَجْهَلُ تَمَامَاً وَقْتَ قُدُومهَا ..
…….
إذا أَحَبَّكِ شَاعِرٌ ..
فَجَهِّزِي مَفَكَّرَتَكِ الَّتِي تَحْوِي أَرْقَامَ الْطَّوَارِئ ..
والإسْعَافَ الْسَّرِيعِ ..
و شُرْطَةَ الْمَطَافِي ..
وأَخْرِجِي مِنْ خَزَانَتِكِ ..
كُلَّ خَرَائِطِ الْفُلْكِ .. والْنُّجُومِ ..
واحْمِلِي فِي حَقِيبَةِ يَدِكِ ..
جِهَازَ رِيخْتَر ..
وجِهَازَ قِيَاسِ سَرْعَةِ الْضَوءِ .. والْرِّيَاحِ
وتَعَلَّمِي كَيْفَ تَسْتَعْمِلِي المَنَاظِيرَ الْفَضَائِيَةَ
لأَنَّ رِحْلَةَ الْعَودَةِ ..
سَتكُون شَاقَّةً .. ومُرْهِقَةً
إذَا أَحَبَّكِ شَاعِرٌ ..
اشْطُبِي مِنْ لُغَتِكِ
عَلاَمَاتَ الإسْتِفْهَامِ والْتَّعَجُّبِ .. والْغَرَابَةِ

وأُكْتُبِي بِلُغَةِ الْبّوحِ ..
ولُغَةِ الْتَرَدُّدِ ..
ولُغَةِ الْعَصَافِيرِ ..
ولُغَةِ الْصُّخُورِ ..
اكْتَشِفِي مَسَارِيبَ غَيرَ مُعْتَادَةٍ ..
لِمَتَاهَاتِ الْدُّخُولِ .. والْخُرُوجِ
ولإطْفَاءِ الْحَرَائِقِ ..
وضَعِي رَسَائِلَكِ فِي كُلِّ صَنَادِيقِ الْبَرِيدِ ..
ولاَ تًسَجِّلِي عَلَيهَا الْعَنَاوِينَ !!
………..
إذَا أَحَبَّكِ شَاعِرٌ ..
فَارْتَدِي مِعْطَفَكِ الأَبْيَضَ ..
وجَهِّزِي الْمِلاَيَاتِ ..
والْسَّرِيرَ ..
وتَوقَّعِي فِي أَيِّ لَحْظَةٍ ..
أَنْ يَلِدّكِ مِنْ عَيْنَيهِ !!!
هَذَا !! …
إذَا …
إذَا أَحَبَّكِ شَاعِرٌ ..


 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :