العقيد أحمد بركة لفسانيا : الجيش الموجود في سبها منقسم لفريقين وهذه هي المصيبة الكبرى

العقيد أحمد بركة لفسانيا : الجيش الموجود في سبها منقسم لفريقين وهذه هي المصيبة الكبرى

حوار :: سلمى عمر 

لازال الوضع الأمني في مدينة سبها متوترا ، رغم عدم وجود اشتباكات مباشرة بين المختلفين ، إلا أن المساء لا يحل هنا بلا أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي تسمع على أطراف المدينة ، الكل هنا يتحدث همساً وجهرا عن احتمالية نشوب الحرب ، والكل لا يريد لهذه الحرب أن تأتي ، وفد من أعيان قبائل الشرق يزور المدينة ، جلوس قبائل ومكونات المدينة ومحاولة لوضع حلول جذرية  لسلسلة الخلافات التي لم تتوقف منذ العام 2011 فكل محاولات الهدنة كانت هشة للغاية ، ولم تصمد أمام الخروقات العديدة حول كل ما يحدث في المنطقة كان لفسانيا لقاء صرح مع العقيد أحمد بركة وكيل وزارة الداخلية للمنطقة الجنوبية بالحكومة المؤقتة .

المجرمون معروفون تماما سواء كانوا من الطرفين أو من طرف ثالث

الذي استهل حديثه معنا قائلاً :

هناك تعتيم إعلامي على كل ما يحدث من مساع خيرة لأجل الصلح وحتى للمناشط والاجتماعات ، الليبيون يعيشون دائما ما بين الخوف والخجل يخجلون من المكاشفة ، والمنافقون دائما يختفون حتى لا يراهم أحد لأنهم يعملون في الخفاء لكي لا يكتشف الناس أمرهم  ، وهنا يقع الدور الكبير على الإعلام في كشف هؤلاء الذين يتسببون في أزمات الجنوب ، ونحن نعول على نجاح مهمتنا في الصلح على الإعلام بنسبة 80% ، لذلك نطالب مساندتنا إعلامياً لكشف الحقائق ووضع النقاط على الحروف .

لكي أكون صادقا مع الجميع الوافدون أيضا هم جزء من مشكلتنا

الكل يتساءل ما الذي يحدث حاليا في سبها ؟

المشكلة الواقعة حالياً بين أولاد سليمان والتبو ، وقد جلس الوفد القادم من برقة مع قبيلة التبو برئاسة الشيخ زيلاوي مينة صالح ، وأكد وفد التبو أن الجلوس مع أولاد سليمان من الضروري أن يكون وجها لوجه ومباشرة بدون وساطة من أي جهة أخرى وذلك حسب اتفاق روما ، وسبق أن قاموا بعمل مشابه وهو التهدئة عندما جلس الطرفان وجها لوجه هذا الجلوس لأجل البحث في نقاط الاتفاق والخلاف بينهما والتوصل لحل نهائي للأزمة وبالفعل تم الجلوس بين الطرفين وطرحت كل نقاط الخلاف بينهما واتفق الطرفان على حلحلتها جميعاً .

لماذا تحدث الخروقات بعد كل اتفاق بين الطرفين ؟

منذ العام 2011 ومنذ مشكلة القاعة وحتى اللحظة في مشكلة مقهى الناصرية الأخيرة كل هذه الأحداث مبنية على جرم جنائي بحث في ظل غياب الأجهزة الأمنية والضبطية في المدينة وفي كل مرة تدفع قبيلتي أولاد سليمان والتبو ثمن هذه الجرائم ، ويتولد عنها خروقات في كل هدنة بين الطرفين وإن لم يرتكب الطرفان شيئًا  .

الوافدون والدخلاء تم تسليحهم من بعض المليشيات من خارج الجنوب

هل المجرمون معروفون لكم سواء كانوا من الطرفين أو من أطراف  أخرى  ؟

المجرمون معروفون تماما سواء كانوا من الطرفين أو من طرف ثالث وهو الذي يقوم بإشعال الفتن بين الطرفين لأنه مستفيد من الفوضى وعدم الاستقرار الحاصل في المنطقة ، الآن على سبيل المثال ارتفعت الأسعار في الجنوب بشكل خيالي نتيجة عدم مرور أو قدوم الشاحنات للمنطقة الجنوبية ، المستفيدون مما يحدث هم السبب في كل شيء ، ولكي أكون صادقا مع الجميع الوافدون أيضا هم جزء من مشكلتنا ، الوافدون من الخارج من كل حدب وصوب ممن استقروا في مدينة سبها ، يقومون بإشعال الفتن وهم سبب الخلافات والمشاكل الدائرة أيضا ، لأنهم تحصلوا على حاضنة لهم،  لأن وجود مشكلة بين أولاد سليمان والتبو في صالح هؤلاء .

فكما هو معروف التبو مقيمون في رقعة جغرافية معينة ، وأولاد سليمان أيضا مقيمون في رقعة جغرافية معينة ، و هناك من يقوم بالدخول على الطرفين وإشعال الفتن بينهما ، هؤلاء الوافدون والدخلاء تم تسليحهم من بعض المليشيات من خارج الجنوب ، لأن لديهم أجندة يعملون عليها أجندة تبيح الفوضى وعدم الاستقرار في سبها هذه حقيقة علينا مواجهتها والاعتراف بها

مشكلة سبها خاصة والجنوب عامة متمثلة في ثلاث قبائل هي  أولاد سليمان ، القذاذفة ، التبو

كيف ومتى نصل إلى الحل النهائي لما يحدث في سبها ؟

معلومة مهمة جدا عليكم نقلها للإعلام وهي نتيجة دراسات وبحوث وتقارير ومناقشة كل ما يدور في مدينة سبها خاصة والجنوب عامة اتضح أن مشكلة سبها خاصة والجنوب عامة متمثلة في ثلاث قبائل هي: قبيلة أولاد سليمان ، قبيلة القذاذفة ، قبيلة التبو، هذه القبائل هي السبب الرئيسي فيما يحدث في الجنوب الليبي من خروقات ومشاكل هذا الكلام ليس اتهاما ولا هو اعتباط إنما هو وفق دراسة دقيقة جاءت من أجهزة أمنية و رقابية ، واجتماعية ، وقدمت مكتوبة للوفود التي جاءت من المنطقة الشرقية هنا في المصالحة الأولى ما بين القذاذفة وأولاد سليمان وقدمت بالأمس القريب عندما جاءت الوفود لحل هذه المشكلة بين التبو وأولاد سليمان من قبل مكونات سبها ، مطالبين بحل نهائي لهذه المشكلة ، لذلك قام البرلمان بتشكيل لجنة لحل مشكلة أولاد سليمان والتبو مباشرة كمرحلة أولى ، ثانياً لحل مشكلة القذاذفة وأولاد سليمان , وجلست هذه اللجنة في الشرق واتفقت على عدة نقاط ، والآن هم في المرحلة الأخيرة لتنفيذ هذه النقاط والخروج بجيش موحد ، بعيدا عن الجهوية والقبلية وإعطاء الأوامر لكل المليشيات القبلية بالخروج من كل المرافق الحيوية التابعة للدولة ، وأن تخلي  هذه الأماكن وفي حالة رفضها- أي المليشيات-  هناك قوة سوف تتشكل من قبائل الجنوب والشرق والغرب ، والتجهيزات موجودة لإخراجهم بالقوة إن لزم الأمر ، هذا الكلام تم الاتفاق عليه برعاية البرلمان الليبي وقبل قدوم مشائخ المنطقة الشرقية للجنوب ، نحن أعضاء في لجنة الأزمة وأخبرونا هناك أنه في حال تعنتهم وعدم استطاعتنا إخراجهم من هذه الأماكن ، هناك قوات من الجيش وقوات مساندة مستعدة للتدخل ، لتنفيذ هذه المهمة ، في كل المناطق الشرقية والغربية والوسطى ، وحتى في طرابلس ، نحن الآن بعيدون عن التجاذبات السياسية ونتعامل مع الجميع بشكل متساو ، لذلك قمنا بالتنسيق مع مديرية الأمن ومع كل الأجهزة الأمنية بالمدينة واكتشفنا أن هناك تقصيرا كبيرا ، والإمكانيات محدودة جدا.

مديرية أمن سبها لم تتلق دعما من حكومة الوفاق وتحصلت على 20 سيارة من الحكومة المؤقتة

وعن القوات الموجودة في البوابات قال : وضعنا خطة لاستلام البوابات أهم نقطة هي استلام البوابات لأن كل الشكاوى وكل التقارير تأتينا مدونة سوء المعاملة في البوابات وأخذ الرشاوى  وغير ذلك  .

هل لديكم تعامل مباشر مع قوات الجيش الموجودة في منطقة فزان عامة وسبها خاصة ؟

المشكلة أن الجيش الموجود في سبها منقسم لفريقين وهذه هي المصيبة الكبرى ، والآن نجحت القيادة العامة للجيش الليبي في تكليف العميد محمد بن نايل آمرا لمنطقة الشاطئ العسكرية ، الآن الرقعة الجغرافية الممتدة من الشويرف إلى ثمنهنت تحت سيطرة القيادة العامة للجيش وهي منطقة آمنة وبها مطار وبها قاعدة جوية وأسواق وكل شيء والناس تنعم بالأمن والأمان ، كما تم تكليف اللواء توفيق الشريف آمرا لمنطقة الجنوب الغربي الممتدة من أوباري إلى غاية غات إلى غاية وادي عتبة وهي أيضا آمنة وتحت السيطرة رغم أن بها أكبر الحقول النفطية وبها محطة غاز ومحطة كهرباء ومطارات إلا أنها حاليا منطقة آمنة تنعم بالخير والسلام ،

وأضاف :  الخلل الأساسي في سبها فعندما تم تكليف السيد رمضان عطا الله البرعصي آمرا لمنطقة سبها العسكرية حتى هذه اللحظة لم يستطع أن يضم الجيش وأن يعلن قيادة عسكرية موحدة وجلب كل المعسكرات تحت إدارته لأن هناك خللا في الجيش وفي قيادات الجيش في سبها ، هناك كتائب تتبع القيادة العامة لكن هل هي تحت سيطرة الجيش أم لا هذا هو السؤال ؟

لذلك انعدام التنسيق العسكري سببه عدم وجود قيادات عسكرية متواصلة مع مديريات الأمن الموجودة في سبها ومع الأعيان أيضا ولا مع الشباب المساند في الأحياء السكنية هذا الأمر يحتاج إلى إعادة النظر في القيادات العسكرية الموجودة الآن في سبها .

وها أنا أطرح مبادرة أتمنى أن تلقى القبول لدى أهلي فأنا ابن سبها وابن فزان ، ومستعد لاستلام أمن سبها، قلت ذلك في اجتماع في منطقة تمنهنت وطلبت أن تخولني كل القبائل وعلى رأسهم قبيلة أولاد سليمان ، وأرسلت رسالة مباشرة لمجلس شورى قبيلة أولاد سليمان وقلت لهم هل لديكم أي تحفظات علي في حالة استلامي مهام الأمن في سبها من الناحية القبلية أو غير ذلك ، فردوا علي شفويا قائلين نحن نبارك لك هذه الخطوة فقلت لهم أريد تخويلا مكتوبا منكم فإن تم الأمر لن يكون هناك أي عائق لأن قبائل التبو أنا واحد منها والقذاذفة لن يعترضوا وبقية القبائل والمكونات أنا ابن فزان ومن مواليد مدينة سبها ، وإن تم تخويلي سنقوم ببسط الأمن بدعم مديرية أمن سبها وبقية الأجهزة الأمنية ، وسنقوم باستلام البوابات والمطارات والمرافق الحيوية الموجودة في مدينة سبها ، مثل المستودع النفطي ومصرف ليبيا المركزي وسنقوم بتأمينها بقوة أمنية بعيدا عن الجهوية والقبلية وطلبت من القيادات الخروج وإعلان تخويلي أيضا إن رأوا  أنني استحق ذلك فأنا متطوع وقلت ذلك في اجتماع ضم عشرين شخصًا  من مختلف القبائل والمكونات في سبها

الغرف الأمنية التي شكلت لم يتم دعمها من قبل الحكومة المركزية

وأشار : نحن في حقيقة الأمر ضحية عدم وجود جيش موحد يحمي المدينة ويبسط الأمن فيها ، فبعض الوحدات العسكرية هنا تتبع حكومة الوفاق ومجموعة أخرى تتبع القوات المسلحة العربية الليبية وذلك واضح للعيان وتأكدنا منه من خلال التقارير والدراسات .

ثم إن آمر المنطقة العسكرية التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية لم يستلم بعد مقر منطقة سبها العسكرية رغم أنه مكلف بمهام آمر منطقة سبها العسكرية منذ 4 شهور وعدم استلامه هو أحد الأسباب الأساسية لخلخلة الأمن مما أعطى سلطة للمليشيات وللمجموعات المسلحة لارتكاب جرائم جنائية ، والقبائل هي من تدفع الثمن في كل مرة .

النقطة الأخرى عدم دعم مديرية أمن سبها بشكل صحيح حيث صرفت لها فقط 20 سيارة من الحكومة المؤقتة ، أما من حكومة الوفاق ومن وزير الداخلية بحكومة الوفاق لم يصرفوا أي دعم للمديرية ، رغم أن المديرية تقع في رقعة جغرافية واسعة وبها مؤشر جريمة مرتفع وبشكل دائم تحتاج لأكثر من 150 سيارة لتغطية العمل بشكل جيد .

النقطة الثالثة الغرف الأمنية التي شكلت لم يتم دعمها من قبل الحكومة المركزية لا من حكومة الوفاق ولا من الحكومة المؤقتة ، وهذه أيضا مشكلة أخرى.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :