سَنَنْهَضُ كَمَا نَهَضَتْ رُوَانْدَا

سَنَنْهَضُ كَمَا نَهَضَتْ رُوَانْدَا

كتب :: سالم أبوظهير

نعم سيسجل التاريخ الإنساني نهضة ليبيا من جديد ، بعد انتكاسة قاربت عقدا من الزمان، وستكون نهضتنا وصحوتنا توثيقاً وتأكيداً لما قاله جدّنا هيردوت:(من بلادنا يأتي الجديد) وسننجح كما نجحت رواندا ، التي أذهلت العالم بماوصلت إليه من تقدم وعمار في البنيان وفي بناء الإنسان، بعدما تخلصت من الفقر والجهل والتأخر. وجدتُ في بريدي شريطا مصورا، يحكي بالوثائق والأرقام قصة نهوض رواندا من ركام الحرب الأهلية ، وكيف تحولت من دولة ينخرها سوس الحرب والفساد إلى واحدة من أقوى الدول ؟و كيف قدم بلد صغير في قاع القارة السمراء للعالم كله، درسا مستفادا في العزيمة والإصرار. وبحسب الشريط ، فإن رواندا بقيَت أكثر من100 يوم من عام 1994م نارا حمراء تفتك بكل شيء، تفككت فيها أواصر العلاقات الاجتماعية بين الروانديين بشكل مرعب ، وساد التعصب الأعمى للقبيلة، لدرجة أن قتل الرجل زوجته لأنها من قبيلة معادية يعتبر أمرأ بطوليا،وانتشر الخراب وعم القحط والجوع والنزوح،والخطف وانتهاك الحريات والاغتصاب، والقتل الجماعي. وأودت الحرب الرواندية الأهلية الطاحنة،بحياة 800 ألف رواندي . لم يدم الحال على ماهو عليه ، بسبب صحوة شعب ، وعزيمة رئيسه بول كاغامي، الذي استلم السلطة عام 2000م ، وكان همه تخليص بلاده من جحيم الفساد ، فبدأ بترتيب بيته الرئاسي، فقلل مرتبه ومرتبات جميع الوزراء والمتنفذين ، ولم يكن من أولوياته رشوتهم والتودد إليهم لإطالة فترة بقائه في الحكم ،كما لم يكن همه ركوب الطائرات الرئاسية ، ولا اقتناء السيارات المصفحة ،وربطات العنق الزاهية ،وساعات الرولكس الثمينة الغالية..!! كافح الفساد وأوعز للجهات التشريعية بإصدار قوانين صارمة تردع الفاسدين وتقدمهم لمحاكمات عادلة،بعد أن تمكن في مدة قصيرة من إعداد دستور جديد يضمن لرواندا الحياة الكريمة والعدل والمساواة . ثم انطلق يرتب بيت رواند رغم فقره وقلة إمكانياته ، فلا متعلمين وأصحاب شهادات عليا ،تعج بهم البلاد ولا أنصاف متعلمين ، ولاتملك بلاده موارد معدنية ولاساحلا بحريا طويلا ، لكنه حولها إلى دولة في مصاف الدول المتقدمة.وفي وقت قياسي قصير ، تخلصت تقريبا من الفساد ، وتحسنت فيها البنية التحتية ،وتحولت تيجاني العاصمة إلى مدينة نظيفة من أجمل مدن العالم ، بلاد فيها تخطيط سليم عنوانه رواندا برنامج ورؤية 2020، بلد ينعم بالاستقرار ، وباقتصاد ضخم ، وسياحة نشطة ، وتعليم خصصت له الحكومة ربع ميزانتها. هذه رواندا نهضت وواكبت العالم، بفضل شعبها الذي قرر أن يسامح بعضه البعض، وبفضل رئيسها الذي همه بلاده ، فمتى تنهض بلادي كما نهضت بلاد كاغامي؟؟!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :