عندما تنهار منظومة الأخلاق!

عندما تنهار منظومة الأخلاق!

إبراهيم فرج الشوشين

إن انهيار الأخلاق في المجتمع وأقصد هنا انتشار الظواهر اللا أخلاقية في مجتمع يُعتقد أنه محافظ بالفطرة هي نتيجة حتمية لغياب الواعظ والواعز الديني أولا ومن ثم غياب الأمن وأدوات تطبيق القانون إضافة إلى الفهم الخاطئ لمعنى الحرية في مجتمع كمجتمعنا.

إن الأحداث التي توالت خلال حقبة من الزمن مر بها هذا المجتمع ربما كان لها التأثير الأبرز على بروز الظواهر التي نراها الآن وقد انتشرت في المجتمع ولعل ما نسمعه من أخبار كانت مفجعة في وقت ما وأصبحت الآن تمر علينا وكأن شيئا لم يكن أو يحدث وأصبحت أخبارا عادية.

إن تبلد المشاعر والتعود على سماع تلك الأحداث ومرورها دون أي رادع لها كعمليات الخطف والقتل والابتزاز والتنكيل وهتك الأعراض إلى أن وصلت هذه الأحداث بأن تكون داخل الأسرة الواحدة هي نتاج ما نراه اليوم من جرائم يندى لها الجبين وللأسف أصبحت أجهزة الدولة هي الراعي الرسمي في انتشارها من خلال عرض تلك الأحداث وإبرازها للمجتمع وفضح مرتكبيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقصد أو بدون قصد هو في الواقع جريمة وربما أكبر من الجريمة المرتكبة

المتلقي لمثل هكذا أخبار سيكون ضحية وفي كثير من الأحيان تكون تلك الأخبار سبباً في نشر التفسخ في المجتمع والأسرة خاصة في ظل غياب الرقابة الأسرية. إن الأجهزة الأمنية وهي تروج لنفسها عبر بث مثل هذه الأخبار هي في الواقع تزيد من انتشار الجريمة والرذيلة في المجتمع. وذلك لأن الكثير مما ينشر من جرائم هي غير متكاملة الأركان وفي الكثير منها نسمع أن مرتكبيها أفلتوا من العقاب في غياب الجزء الأهم وهو أجهزة وأدوات تنفيذ القانون والعقاب.

إذا من المستفيد من ذلك في دولة ضعيفة غير قادرة على بسط سيادتها داخليا وخارجيا مما جعل تلك الأجهزة الضبطية والأمنية تعمل بخيارات آمريها دون الالتفات إلى ما يفرضه القانون في تلك الأحداث ؟

إن انهيار منظومة الأخلاق ليست بالضرورة أن تكون لصيقة بمن ارتكب الجرم فقط بل يمكن أن تتجاوز ذلك إلى أن يكون الانهيار في الأخلاق في الأجهزة التي تعتبر أمنية وضبطية ومنها إلى المجتمع بشكل عام إلا من رحم ربك.

 لذا فإن غياب من ينفذ القانون بشكل سليم وبما يراعي أخلاق المجتمع دينياً وعرفياً فإن مآل ذلك انهيار في كافة مناحي الحياة المدنية وسيكون لها الأثر السلبي على المواطن وحياته اليومية.

 فهل من آذان صاغية وقلوب واعية لتقف أمام انهيار منظومة الأخلاق؟ .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :