- شعر :: مفتاح العلواني
كلّما رأيتُ طفلاً يبتسمُ
أحاولُ مجاراتهُ فأبكي من غيرِ قصد..
أُكررُ المحاولةَ فأبكي..
ثمّ ألوّح له بيدٍ طويلةٍ كـ يأسي وأبتعِد..
أريدُ أن أكتُب عن طفولتي..
ستضحَكونَ ربما لأنّه نصٌّ رديء
ثم ستَبكُون كثيراً..
لأنكُم صرتُم كباراً فجأة..
كباراً بالقدرِ الذي لا تستطيعُون
فيه كتابةَ كلمةٍ عن طفولَتكم التي
تذوي..
بينما كبرتم بعمرٍ مشتبهٍ فيه..
الأمر مُربكٌ حقاً
أين تذهبُ طفولتنا مرةً واحدةً هكذا؟
دونَ عِناقٍ حتى..
تقفُ مشدوهاً مبهوراً وهي تركُض بعيداً عن زمانِك
برجلين حافيتين..
وضفائر تمسّدها الريح..
أريدُ أن أكتُب عنها قبل أن تتلاشَى
أحاولُ مراراً أن أكونَ طفلاً
ولو لنصفِ يوم فقط..
وفي كل محاولةٍ أقفزُ سنةً للأمام ..
سنةٌ هكذا بالمجّان..
الطفولةُ جنّة..
نحنُ الذين أُخرجنا منها ولم نأكل التفّاحة يا رب.
المشاهدات : 288