أتى الماء فبانت العورة

أتى الماء فبانت العورة

إبراهيم فرج الشوشين

تعاني مدينتنا من انهيار تام في البنية التحتية خاصة مسارات تصريف مياه الصرف الصحي وهو أمر ليس جديدا، بل هو منذ سنوات تعدت العشرين عاما أو أكثر وكم ابتهجنا بالإعمار الذي حل بمدينتي أخيرا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يكون هذا الإعمار مفيدا وذو جدوى والذي أراه بدأ بالشكليات متجاوزا الأساسيات التي كان يجب أن تكون لها الأولوية في عملية الإعمار ؟ كانت نشوة الفرح تلازمنا منذ أن بدأ هذا الإعمار ظناً منا أنه سيواري سؤءة هذه المدينة البائسة التي عانت .. ولكن … ما إن تعرضت مدينتنا للأمطار حتى سقطت الورقة التي تغطي تلك السوءة ،فأصبحت المدينة تغرق بتلك الأمطار التي هطلت لتستقبلها مياه خرجت من مسارات الصرف الصحي لتشكل كارثة بيئية لم تشهدها مدينتنا من قبل،  وبسقوط ورقة التوت توالت السقطات لتبين مدى الاستهتار الواقع من المسؤولين عن عملية الإعمار التي أراها قائمة عى البهرجة ولم تكن مدروسة  حيث أن الأولوية في الإعمار كانت يجب أن تكون في إعادة تهيئة البنية التحتية، وتلاشت تلك الفرحة بما تم إنجازه مع معاناة المواطنين من المياه الملوثة التي أصبحت تتميز بها شوارع مدينتنا لتضيف بؤساً إلى بؤس المعاناة … وهكذا حالنا فما نفتأ أن نفرح بشيء جميل حتى نرى معضلة جديدة تقلب الفرح حزناً … والأكثر أن عيون الإعمار كأنها تغض البصر عما يحدث …

إن الأموال الطائلة التي صرفت وتصرف على إعمار سبها كان الأولى أن تصرف على استحداث بنية تحتية تليق بمدينتنا وإلا ما حاجتنا إلى حدائق جميلة تقبع في أحواض ماء نتن وطريق مغلق؟ يمنعنا من الوصول إليها أو التمتع بجمال تلك الحدائق .. وما حاجتنا إلى فنادق وعمارات تصان  محاطة ببنية منهارة؟

في اعتقادي الراسخ أن من يقومون بالإشراف على تلك المشاريع إما أن يكونوا غير مؤهلين للقيام بمهمتهم بحيث إعطاء الأولوية للأهم قبل المهم، أو أن ما يريدونه هو واجهة دعائية تعتمد على الظاهر ليفضحهم الباطن، إن تغييب المختصين في مجال الإعمار هو أكبر معضلة تواجه واقع مدينتنا ، ونحن إذ ننتقد الوضع الحاصل الآن ليس لمجرد النقد بل إننا نسعى إلى بيان مانراه يخدم مصلحة مدينتنا وقاطنيها فما عانته هذه المدينة من إهمال في السابق  نتمنى أن نتجاوزه بالطرق السليمة والصحيحة.

فهل ياترى نجد آذانا مصغية لتستدرك ما يحدث وتصحح مسار الإعمار مادامت الفرصة سانحة لنعيد ترتيب الأولويات؟ أم أننا سنبقى على هذاا الحال؟

إن التغير المناخي الذي يحدث الآن قد أرسل لنا رسالة واضحة لكي نستقيظ من السبات فالاستعداد لما هو قادم يتطلب الالتزام بروح المسؤولية والعمل الجاد في سبيل تفادي تكرار ما حدث.

حفظ الله البلاد والعباد.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :