سعد السني
في العادة أن المترشح لمنصب الرئاسة يباشر دعايته الانتخابية ومن المفترض أن الدعاية الآن في ذروتها نظرا لاقتراب موعد الانتخابات المزعومة ،وهو ما يقوم به جميع المترشحين هذه الأيام ،أما سيف الإسلام فتصدر عنه تغريدات مكتوبة مقتضبة ،وبعضها على لسان محاميه وعندما أُحضر إلى مقر المفوضية بسبها ،اكتفى بتلاوة آيات قرآنية ، حمالة أوجه ،فما هو السر وراء هذا الحضور الغائب؟ لا يوجد إلا أحد تفسيرين: إما أن الرجل في قبضة قوة قاهرة تمنعه من الظهور ،ومخاطبة أنصاره وحشدهم للانتخابات ، والاحتمال الثاني، أنه كان معزولا عن الأحداث طيلة الفترة السابقة ،وأن عشر سنوات بتفاصيلها غائبة عنه ، ولا دراية له بما وصلت إليه الأمور ،،وبالتالي لا يمكنه الحديث عن اي شيء ،وهذا ما يفسر حيرته عندما أُحضر إلى مقر المفوضية.
وربما حتى تلك اللحظة لم يستوعب بالكامل لماذا أتوا به إلى هذا المكان ، والتفاتاته وتمعنه في وجوه من حوله هي محاولة للعثور على إجابة وتفسير لما يدور حوله، ثم أعيد إلى عزلته من جديد ومُنع من الظهور ومخاطبة أنصاره، وكأن المطلوب فقط هو تلك الصورة داخل مقر المفوضية لإثبات أنه تقدم للترشح لمنصب الرئيس ، والهدف من هذه الخطوة شق صف تيار الكرامة إلى نصفين من جهة.
ومن جهة أخرى خلق حالة رعب عند أتباع تيار بركان الغضب وإيهامهم بإمكانية وصول أنصار النظام السابق إلى الحكم عن طريق الانتخابات ،ودفعهم إلى الانقلاب عليها إذا تطلب الأمر ، وليس من المستبعد أن قيادات أنصار النظام السابق تعرف هذه الحقائق ،،ولكنها تتعامل مع القضية بطريقة: (اللي يمدلك حبل كتفا بيه).