- فسانيا – وكالات
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسحب سفنها للتنقيب عن الغاز الطبيعي شرق البحر المتوسط “إذعانًا لصراخ وعويل البعض”. تصريحات أردوغان كانت على هامش افتتاحه ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف، مراسم ربط خطيْ “تاناب” و”تاب” لنقل غاز أذربيجان إلى أوروبا عبر الأراضي التركية. وجاء حديث أردوغان تعليقا على اعتراض دول، من بينها مصر واليونان، على مذكرتيْ تفاهم في مجاليْ التعاون الأمني والمناطق البحرية بين أنقرة وحكومة الوفاق الليبية، التي يتوقع بموجبها أن تتوسع تركيا في عمليات البحث عن الغاز الطبيعي شرق البحر المتوسط. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان قوله إن “تركيا لن تسمح بانتهاك حقوقها ولا مصالح القبارصة الأتراك”، مؤكدًا أنها لن تسحب سفن التنقيب بشرق المتوسط، بقوله: “لن نسحب سفننا من هناك إذعانا لصراخ وعويل البعض”. وتابع أردوغان: “لن نتخلى عن حقوقنا ولن نجعل حقوق القبارصة الأتراك لقمة سائغة، كما أننا لن نطالب بشيء ليس من حقنا”. ورأى الرئيس التركي أن “هناك من يسعى لتأجيج التوتر بدلًا من التقاسم العادل لموارد الهيدروكربون شرق البحر المتوسط، ويلجأ إلى لغة التهديد والابتزاز رغم وجود إمكانية التقاسم العادل، ولا توجد دولة فوق القانون الدولي”. وقال أردوغان إن “البنود الأخرى للاتفاقية بين تركيا وليبيا ستدخل حيز التنفيذ أيضًا، وأعمال التنقيب التي نقوم بها سينبثق عنها السلام والازدهار وليس الصراع والدم” حسب تعبيره. وأدانت مصر توقيع مذكرتيْ التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق في إسطنبول، مُعتبرة أنها “معدومة الأثر القانوني”، حسب بيان لمجلس الوزراء المصري. وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية، ألكساندروس ينيماتاس، في مؤتمر صحفي من تبعات التفاهم البحري بين ليبيا وتركيا، وانتهاكها القانون الدولي للبحار، مُعتبرًا أنه ليس متسقا مع مبدأ حسن الجوار، وفق ما أورده موقع الخارجية اليونانية. من ناحية أخرى، أشار أردوغان إلى أن 16 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الأذري أصبحت في متناول تركيا وأوروبا، وتحول الحلم إلى حقيقة عبر مشروع “تاناب”. وقال أردوغان خلال مراسم مشروع ربط خط نقل الغاز إلى أوروبا: “نشهد لحظة تاريخية بالنسبة لبلادنا ومنطقتنا”، لافتا أن “تاناب” يعتبر أهم جزء من ممر الطاقة الممتد من أذربيجان إلى أوروبا بطول 3 آلاف و500 كيلومتر.