سالم أبوظهير
الباحث عبد المنعم صالح قريره، الأستاذ بكلية الأقتصاد والمحاسبة في جامعة سبها ، نشر في سبتمبر 2017 م ، ورقة علمية عنوانها (منظور إدارة الأزمة في التعليم الجامعي:قراءات من جامعة سبها) وذلك في العدد السادس من مجلة شؤون ليبية، وهي مجلة مستقلة تعنى بالدراسات حول ليبيا المعاصرة، ويصدرها المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا.
تناولت الورقة توضيح بعض الصعوبات التي يواجهها التعليم الجامعي في ليبيا ،ومدى اختلاف هذه التحديات من حيث الطبيعة والتكوين ، ووصفت حقيقة تدهور مستوى التعليم في ليبيا بشكل عام خلال العقود الأخيرة ، وما نتج عن هذا التدهور من تدني في جودة المخرجات ، وعدم تناسبها مع حاجة التنمية الاقتصادية في ليبيا.
في ختام الورقة ، استعرض الباحث أهم الأزمات التي مرت بها جامعة سبها خلال الفترة ( 2011م – 2017م)، فبين أنها تعرضت لعدد من التحديات والعراقيل التي ساهمت في تدني مستوى أداء التعليم فيها منذ تأسيسها عام 1983م .وبين أن قائمة المشكلات والتحديات التي واجهت جامعة سبها خلال تلك الفترة طويلة، لكن أهم هذه المشكلات الجانب الأمني، والجانب التمويلي ،وجانب الجودة.
الجانب الأمني تمثل( بحسب الورقة) في أنعدام توفرالأمن بالشكل المطلوب خلال تلك الفترة ،مما أثر بشكل كبير جداً على أداء الجامعة ومخرجاتها وترتيبها في سلم التقييم المحلي والدولي والعالمي ، مما أدى لنقص حاد في أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ، بعد رجوع المغتربين منهم لبلدانهم الأصلية، وتدهور الأمن، أنعكس بشكل مباشر أيضا في بنية التعليم في الجامعة ، فتم إيقاف الدراسة في بعض الكليات ، بشكل مؤقت او دائم قد يستمر أيام أو أسابيع أو أشهر ، وأن هذا التوقف في غالب الأحيان سببه حدوث الاشتباكات المسلحة والنزاعات بين القبائل أو المناطق أو المدن القريبة من حرم الجامعة أو مرافقها الحيوية . كما أن إزدياد حالات الخطف والحرابة وازدياد معدلات الجريمة بشكل عام،كان جانباً سلبياً مهماً، أثر كثيراً في أداء الجامعة لمهامها، خصوصا مع تزامن هذا الانفلات الأمني مع التعطيل التام، أو الجزئي للمؤسسات الأمنية والقضائية.
نقص التمويل للجامعة ، وعدم كفاية ميزانيات الجامعات، وعدم تكافئ بنود صرفها، وقصور وضعف التخطيط الإستراتيجي، عوامل راى الباحث أنها شكلت أزمة واجهت الجامعة في تلك الفترة ،و أن هذه العراقيل أدت لعدم توفر العدد المناسب من الأجهزة والمعامل، خاصة في بعض الكليات العلمية.
جودة التعليم تأثرت بشكل كبير، حيث لم تدخل جامعة سبها في تلك الفترة من ضمن أفضل 15 جامعة ليبية في تصنيف الجامعات. كما أن الظروف المحيطة بالجامعة، وطبيعة الممارسات الإدارية داخلها أثرت بشكل كبير على قدرتها وأدائها كمؤسسة منوط بها تحقيق أهداف تربوية وتنموية وتعليمية سامية.