استطلاع :: أسمهان الحجاجي
وسط ظروف اقتصادية وسياسية وأمنية صعبة ومعقدة تفاقمت هذا العام
أزمة السيولة لدى المصارف الليبية وخاصة قبيل عيد الأضحى.
الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد والتي حالت دون اكتمال فرحة العيد لعدد كبير من الأسر الليبية، بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي و السيولة التي تضرب العديد من المصارف، لاسيما مع وصول أسعار الأضحية إلى 800 واكثر دينار في العديد من المناطق.
أسعار الأضاحي
شهدت ارتفاعا ملحوظا عن العام الماضي داخل اسواق العاصمة طرابلس حيث تراوحت الأسعار بين (800/1000) دينار ليبي للخروف المحلي، فيما بلغ سعر الماعز المستورد القبرصي من 400 إلى 750 دينار ليبي .
رأي المواطنين
وخلال استطلاعنا حول الأسعار ووضع السوق اكد المواطنين أن السوق يشهد بداية غير متوقعة وغير مطمئنة من حيث الأسعار المرتفعة مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد بداية منخفضة تلاها فيما بعد ازدياد في الأسعار وخصوصا السيولة النقدية .
ومن جهتهم اكدوا التجار من داخل السوق أن الإقبال من قبل المواطنين يعتبر محدود وخصوصا ان السيولة النقدية لم تتوافر لذى اغلب المواطنين أملين في فتح التعامل بالصكوك النقدية خلال هذه الفترة لمساعدة المواطنين على شراء الأضاحي مشيرين إلى أن الأسعار الموجودة لا تتوافق مع المرتبات المحدودة للمواطنين الذين أكد بعضهم انه لم يستلم مرتبه حتى الآن.
واشار التجار الى ان ارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي؛ كان لعدد من الأسباب من بينها قلة السيولة، فضلاً عن عمليات تهريب عبر مدينة إمساعد والمناطق الحدودية إلى الجانب المصري.
قال : سالم الشكري من منطقة قصر بن غشير إن الأسعار هذا العام ارتفعت نسبيا مقارنة بالعام الماضي وانا اشك في أن يتمكن كل الليبيين من شراء الأضاحي هذا العام بسبب أزمة السيولة.
وأضاف: احمد يوسف موظف قال أنه شخصياً اقترضت ثمن الاضحية لهذا العام من أخي وهو ميسور الحال لأنه لا يستطيع أن يوفر الاضحية على حساب متطلبات أطفاله الأربعة بمناسبة العودة المدرسية خلال الشهر القادم .
وأكد : علي الصويعي تاجر أغنام “إن الإقبال على شراء كبش العيد هذا العام يسير ببطء مقارنة بالعام الماضي”، إلا أنه قال “إنه لا يمكنه أن يعطي أي حكم قبل الأيام الأخيرة التي يقبل فيها سكان العاصمة طرابلس، حيث القوة الشرائية الأكبر في ليبيا على شراء الأضاحي”.
واضاف : على إن الخروف المستورد من إسبانيا ساهم إلى حد كبير في استقرار السوق بالنسبة لأسعار الأضاحي المحلية.
عودة المدارس في اكتوبر .
قررت وزارة التعليم بحكومة الوفاق ان بداية شهر اكتوبر بداية العام الدراسي لهذا العام ، هو ما اضطر اغلب العائلات في توفير بعض السيولة لتوفير متطلبات المدارس من ملابس وادوات ، وخاصة بعد ارتفاع الأسعار الذي طال الأقلام الرصاص والتلوين وثمن الكراسات والحقائب
الصكوك المصدقة
وبرزت ظاهرة الصكوك المصدقة بشكل كبير العام، حيث يقبل تجار المواشي الصكوك المصدقة من المصارف التجارية.
وقال بعض الذين تعاملوا بتلك الصكوك أن الدفع نقداً يكلف أقل بنحو 20 % من الدفع بالصكوك المصدقة .
تجار الماشية وتراجع سعر الدينار
تجار ماشية لجؤوا إلى تونس للاستفادة من أسعار الصرف وبحسب مصادر مطلعة، قاد البعض من تجار الماشية في غرب البلاد كثيراً من رؤوس الأغنام الجاهزة للأضحية إلى تونس هذا العام كما فعلوا العام 2011، مستفيدين من أسعار الصرف في السوق الموازية، حيث تراجع سعر صرف الدينار الليبي أمام الدينار التونسي إلى نحو 60%.
وطالت عملية الإبادة على وجه التحديد قطيع الإبل بسبب رحيل الرعاة وعمليات السرقة التي تستهدف الجِمال المحلية الفاخرة باتجاه السودان والنيجر وتشاد، وقطيع الأبقار بعد الحرب التي شهدتها منطقة ورشفانة العام 2014، حيث يتمركز أكبر مربي الأبقار في البلاد.
وجاء رد السيد الفيتوري غاضبا “كيف تريدون أن يقبل الليبيون على شراء الأضاحي ومعظمهم لم يتلقوا مرتبات لعدة أشهر وعند تحويلها ينتظرون في طوابير مرعبة أمام أبواب المصارف بسبب نقص السيولة.
اما على ابورقيقة تاجر اغنام قال خسائري هذا العام ستكون كبيرة لأني لن أتمكن من تصريف كل الخراف في مناسبة عيد الأضحى، ما يعني أني سأواصل الصرف عليها وبيعها في الأسواق الأسبوعية بعد انقضاء عطلة العيد وعودة الحياة إلى طبيعتها” .
اكد ابورقيقة ان ارتفاع سعر الأضاحي واللحوم عموماً إلى تكاليف تربية الماشية والدواجن وتحديداً ارتفاع أسعار العلف الحيواني المحلي والمستورد بعد انهيار الدينار الليبي أمام الدولار.
وأضاف ابورقيقة ان سوق صرف العملة شهد مؤخراً ارتفاعاً كبيراً للدولار الأميركي في السوق السوداء، حيث تجاوز سقف الـ 8 دينارات مقارنة مع سعره الرسمي الذي يتراوح بين 1.3 و 1.4 دينار.
ويتساءل كثير من مراقبي الشأن الليبي اليوم وبإلحاح: هل أن وضع الحرمان والمعاناة التي انزلق إليها الليبيون بعد الثورة سيستوقف السياسيين الليبيين شرقاً وغرباً وجنوباً وفرقاء الأزمة الليبية المجتمعين في تونس ومصر ومن قبلهما المغرب والجزائر، مراعاة للشعب الليبي الذي يطمح للعيش في سلام وحرية؟!
المصرف المركزي منح الموافقات
كما اعلن مصرف ليبيا المركزي مؤخرا منح الموافقة لعدد 54 شركة لغرض استيراد أضاحي العيد ، وذلك وفقا لما تقدمت به وزارة الاقتصاد والصناعة بحكومة الوفاق الوطني.
وأوضح المصرف المركزي، أن موافقة الاستيراد تتم عن طريق المستندات برسم التحصيل، مشيرا إلى أن قيمة الموافقات الممنوحة بلغت حوالي 100 مليون دولار، أي ما يعادل 750 ألف رأس تقريبا، مشترطا أن يتم توريد الأضاحي قبل العشرين من الشهر الجاري، على أن تتولى وزارة الاقتصاد والصناعة التنسيق مع الـموردين لوضع آلية مناسبة تضمن وصول الأضاحي وتوزيعها بأسعار مناسبة قبل حلول عيد الأضحى .
ورغم كل ذلك مازال الليبيين يتمسكون بإحياء المناسبات الدينية حتى لو اضطروا إلى الاقتراض.