أطباء مدينة درنه يتحدثون عن مرض السرطان ورحلة العلاج المريرة

أطباء مدينة درنه يتحدثون عن مرض السرطان ورحلة العلاج المريرة

تقرير : صافيناز محجوب

أنت مصاب بالسرطان !

هذه الجملة القاسية والتي ما يكاد يقولها الطبيب لأحد مرضاه حتى تدق أجراس الإنذار ويبدأ مشوار العلاج الطويل ويتخبط المريض بين التفاؤل واليأس وبين الاستسلام والتمسك بالحياة .

السرطان مرض حي علماء الطب وجعلهم يقفون عاجزين بسبب كل تلك الفوضى التي تحدث داخل الخلية الحية وبدأت المحاولات المستميتة في كشف اللثام عن هذا الفيروس الغريب الذي يربك عمل الخلية والذي يقوم بتحويلها فيفقد فيها عنصر الاتصال ويكون تكاثر الخلايا بلا حدود

الحملات التوعوية  التي تقوم بها جهات معنية بهذا المرض من شأنها ان تنشر الوعي الصحي لدي السيدات للقيام بالفحص المبكر لتجنب مرض سرطان الثدي تحدثنا إلي أكثر من طبيب من مدينة درنه وفي أكثر من تخصص وتحديدا عن مرض السرطان ولماذا توجه الحالات للعلاج بالخارج أو خارج مدينة درنه كان لقاءنا الأول مع الدكتور

 علي عطية عبد الله استشاري جراحة العظام والكسور وعضو جمعية جراحين العظام الليبية السويدية وعضو هيئة التدريس بكلية الطب البشري عمر المختار درنه

حيث قال ( تعتبر أورام العظام من الأورام النادرة في مدينتنا درنة والحمد لله وكأي نوع أخر من الأورام تنقسم أورام العظام إلي أورام حميدة وأورام خبيثة كما تنقسم الأورام الحميدة الي أربعة أنواع وأيضا الأورام الخبيثة لها أربعة أنواع وعادة ما يتم تشخيص أورام العظام بمحض ألصدفه فمثلا يأتي المريض للمستشفي لأسباب غير الورم كإصابته اثر مشاجرة أو حادث وقوع او حادث سير يجري للمريض صورة أشعه سينية x-ray فيلاحظ الورم بالعظم

والسبب في ذلك ان أورام العظام عادة لا تسبب أي نوع من الأعراض علي المريض وخاصة في المراحل الأولي من المرض وفي حالات استثنائية كأخطر نوعين من الأورام الخبيثة يشكو المريض من الألم بالمنطقة المصابة للورم يصاحبه بعض الأعراض كالقيء وارتفاع درجة الحرارة  عندما يشتبه الإصابة بالورم عادتا ما نلجئ لأجراء صورة أشعة مقطعيه ( صورة كمبيوتر أو الرنين المغناطيسي ) وتعالج أورام العظام كغيرها من الأورام بوسائل منها :

التدخل الجراحي

بالإشعاع

الجرعات الكيميائية

وتتراوح نتائج العلاج من تحسن تام من المرض إلي الوفاة عند الإصابة بالأنواع الخبيثة  وخاصة في حالات الأطفال وللأسف الشديد لعدم توفر قسم خاص بالأورام بمستشفي درنة يتم تحويل الحالات إلي بنغازي حيث  يوجد قسم خاص بالأورام بمستشفي الجمهورية

أما عن الحالات المصابة بمرض سرطان العظام  سنويا يشخص ما بين 7 – 12 حالة ويتم تحويلها كما أسلفنا

أما الدكتورة جميلة فتح الله ليس بك طب وجراحة عيون

 فقد نبهتنا إلي عدد من الأعراض منها إمراض الحساسية والبكتيريا ومراض الشبكية المتعلقة بمرض السكر والضغط ومرض الماء الأبيض ومرض الماء الأزرق واخطر الأمراض التي تؤدي إلي العمى الماء الأزرق كذلك تأثر الشبكية بمرض السكري وخاصة لدي الأشخاص المهملين والذين لا يتبعون فحص شبكة العين كل 6 اشهر

مرض سرطان العين والحمد لله غير منتشر انتشارا واسعا في مدينة درنه ولكن يجب متابعة أي ورم ولو كان بسيطا ويظهر علي الجفون او ازدياد بروز العينيين أو حالات الصداع المزمن وعند الأطفال يجب فحص حديثي الولادة لان هناك أورام سرطانية شائعة لديهم

إما عن العلاج وأنواعه فيعتمد نوعه وحدته واغلبها يتم استئصاله وعلاج ما بعد العملية بالكيماوي والإشعاعي

أما عن العلاقة بين مرض السرطان والهاتف المحمول لم تثبت دراسة محددة ذلك ولك أخطار الهاتف كثيرة ويمكن ان يؤدي الي ذلك

نسبة المصابين لا أستطيع تحديدها لان هذا المرض غير منتشر أما عن العلاج فيتم في الغالب بالخارج ونصيحتي إذا شعر الشخص بان هناك مشكلة في العين أن يسارع بالتوجه إلي طبيب العيون وان يداوم علي الفحص كل 6 اشهر وذلك لسلامته

التقينا الدكتور إبراهيم الزاوي أخصائي جراحة عامة

الدكتور%20ابراهيم%20الزاويحيث قال ( تختلف أسباب السرطان باختلاف نوع الورم ومكان حدوثه حيث توجد عدة عوامل ترتبط بحدوثه أكثر هذه الأسباب أو العوامل هو التدخين حيث يرتبط التدخين بسرطان الرئة والمرئ والفم والمعدة وتبين إن أكثر من 90% من حالات سرطان الرئة هم من المدخنين كما ان التعرض للغبار لفترات طويلة وخاصة المشبع ببعض المواد الكيميائية قد يسبب سرطان الرئة

ومن الأسباب المعروفة أيضا لدي الأطباء هو التعرض للإشعاعات النووية حيث يرتبط التعرض للإشعاعات النووية بإحداث تغيرات في المادة الوراثية مما يسبب حدوث السرطان ولا تزال تظهر أنواع مختلفة من السرطانات علي الأناس الذين تعرضوا لإشعاعات القنبلة النووية التي ألقيت علي هيروشيما وناجازاكي والأشخاص الذين تعرضوا للإشعاع نتيجة انفجار مفاعل شار نوبل في عام 1980 في أوكرانيا كما أن التعرض للأشعة فوق الحمراء الموجودة بأشعة الشمس لفترات طويلة وخاصة أصحاب البشرة البيضاء حيث يكونوا أكثر استعداد للإصابة بسرطان الجلد كما ان تعرض الأنسجة لتهيجات لفترة طويلة كما في حالة الالتهابات المزمنة قد يحدث تغيرا في الأنسجة ينتج عنها الإصابة بالأورام الخبيثة كما أن هناك علاقة بين طرق وأساليب الغذاء وحدوث الأمراض الخبيثة حيث يكثر حدوث سرطان القولون في المناطق التي يتناول سكانها الأطعمة الغنية بالدهون والخالية من الألياف الغذائية كما أن الوراثة تلعب دورا بارزا في حدوث الأمراض الخبيثة

بصورة دقيقة لا يمكن تحديد عدد المصابين بالسرطان وذلك لعدم وجود سجل دقيق ومدون للحالات حيث يتم تحويل معظم الحالات إلي مستشفيات أخري وقد لوحظ أن أكثر الإصابات بالسرطان هي سرطان الرئة وسرطان القولون والجهاز الهضمي الاخري مثل المعدة والكبد والبنكرياس وسرطان المثانة وسرطان الدم تختلف طرق العلاج باختلاف نوع السرطان ومكان حدوثه ومدي انتشاره في الجسم ولكن بصفة عامة فان الطرق المتبعة في العلاج هي  الجراحة والأدوية الكيميائية والأشعة تلعب الجراحة الدور الأساسي في شفاء الأورام الصلبه كسرطان القناة الهضمية والرئة والجلد حيث يتم استئصال الورم وجزء من الأنسجة السليمة المحيطة به لضمان استئصال الورم بشكل نهائي وأحيانا يتم أعطاء المريض جرعات إشعاعية ا مواد كيميائية بعد استئصال المرض لضمان القضاء علي أية خلايا سرطانية متبقية بعد العملية كما في حالات استئصال الثدي او جزء من القولون او جزء من المعدة

كم أن الجراحة قد تلعب دورا في التخفيف من معاناة المريض في حالات اذا اكتشف الورم في مرحلة متقدمة لا يكن الشفاء منها فمثلا في حالات سرطان القناة المرارية يتم أحداث وصلة جراحية بن الحويصلة المرارية والأمعاء الدقيقة وذلك للتخفيف من أعراض مرض الصفراء

ان المواد الكيميائية والإشعاعات تلعب دورا أساسيا في الشفاء من بعض سرطانات الدم كما انها تستخدم بعد العمليات الجراحيه لاستئصال الأورام

يحتاج علاج حالات الإصابة بالسرطان إلي مستشفي متكامل يتوافر فيه فرق يكون من اختصاصين في الجراحة والأشعة وعلم الأنسجة والتحاليل الطبية كما يحتاج الي معدات وأجهزة متقدمة للكف المبكر علي السرطان وتحديد المرحلة التي وصل إليها والتي علي أساسها يتم علاج المريض ويتم علاج الحالات الجراحية بالعيادات المجمعة ويقتصر العمل فيه علي أجراء الإشعاعات الأولية وأجراء عمليات لإنقاذ الحياة مثل الحوادث ولعدم توفر أخصائيين في مجال تحاليل الأنسجة والأشعة فانه يتم تشخيص الحالات بطريقة سريرية أو باستخدام التحاليل والفحوصات المتوفرة لدينا ويتم تحويل الحالات الي  المستشفيات القريبة اما لاستكمال الفحوصات والتحاليل او للعلاج

22-4اما الأستاذ  توفيق عوض الحصادي اخصائي تغذية علاجية جامعة جيسن الالمانية فحدثنا عن علاقة الغذاء بالسرطان قائلا

تحتل الأبحاث العلمية حول علاقة الغذاء بمرض السرطان صدارة الأبحاث العلمية العالمية التي تعنى بصحة الإنسان. وعلاقة الغذاء بمرض السرطان هي علاقة وطيدة لكنها معقدة في نفس الوقت.

الغذاء هو من أهم العوامل البيئية، ويعتقد بأن الأنماط الغذائية مسؤولة عن 80 بالمئة من سرطان القولون والثدي والبروستاتا. أما عن سرطان الرئة فقد يتأثر بالعامل الغذائي إلا أن التدخين هو المسبب الرئيسي له كما أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بسرطانات أخرى مثل سرطان المريء وسرطان المثانة.  فالغذاء قد يكون مسبب مباشر لمرض السرطان , وفي نفس الوقت يعتبر الغذاء عامل أساسي للوقاية من مرض السرطان , بل ويستخدم في أحيان كثيرة لعلاج حالات الإصابة بهذا المرض

يتميز كل مجتمع بعادات غذائية مرتبطة بالوعي الصحي والثقافي والبيئي، وهناك عادات غذائية تندرج تحت عنوان الصحة الفائقة من قبيل البدانة او الاكثار من اللحوم الحمراء ولكنها مستقبلا ستودي بحياة الاشخاص حيث تسبب امراض القلب وأنواع معينة من السرطان وكذلك امراض المعدة المزمنة.

الإكثار من اللحوم الحمراء و الدهون  يسبب السرطان وفي سياق متصل يتعلق بالعادات الغذائية المضرة وجدت دراسة ان الناجين من سرطان القولون الذين يتناولون وجبات غنية باللحوم الحمراء والأطعمة الدهنية (مثل المقليات) تزيد احتمالات عودة اصابتهم بالمرض او الموت منه بمعدل ثلاثة امثال مقارنة بهؤلاء الذين يتجنبون مثل هذه الاطعمة.

وكانت دراسات سابقة قد اوضحت ان الوجبات الغنية بالدهون وخاصة الوفيرة باللحوم الحمراء ربما تزيد من مخاطر الاصابة بسرطان القولون وهو احد السرطانات الرئيسية القاتلة. وسرطان القولون بالاضافة الى سرطان المستقيم مسؤولان عن حوالي 50 الف حالة وفاة سنويا في الولايات المتحدة وحدها. كذلك أثبتت الدراسات الطبية علاقة كثرة الدهون في الوجبات الغذائية بازدياد نسبة الإصابة بالسرطان لا سيما سرطان الثدي لدى النساء، فالإكثار من الدهون واللحوم الحمراء في الغذاء و الإقلال من الخضار والفواكه يزيد من مخاطر الإصابة.

الأطعمة المساعدة على الوقاية من مرض السرطان الخضروات والفاكهة

تعتبر الخضروات والفاكهة التي تحتوي على مادة الكاروتين وفيتامين سي وفيتامين إي  ومادة السيلينيوم من أفضل الأطعمة المساعدة على الوقاية من مرض السرطان , وذلك لاعتبارها مصادر غنية بمضادات الأكسدة والتي تعمل على حماية خلايا الجسم من التلف ، ومنبه قوي للإنزيمات الطاردة للسموم من الجسم، والتي تخفف خطر الإصابة بالسرطان , كما إنها تعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم مما يساعد على مقاومة الإصابة بمرض السرطان واهمها زهرة القرنبيط، أو الملفوف, العنب الاحمر ,الشاهي الاخضر , الجزر, الحمضيات و زيت الزيتون

هذا وتعتبر الخضراوات والفواكه مصادر غنية بالألياف والتي تقي من الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي وخاصة سرطان القولون والمستقيم.

كون الخضراوات والفاكهة مصدر قليل بالدهون فإن تناولها يساعد على التقليل من إحتمال الإصابة بالسرطان, هذا وننصح بشدة تجنب تناول الأغذية المعلبة والتي تحتوي على المواد الحافظة وذلك لاحتواء معظمها على مواد مسرطنة.

من ناحية أخرى , فإن اتباع الحمية الغذائية بواسطة التقليل من كمية الطعام في الوجبة الغذائية يساعد على التقليل من الإصابة بمرض السرطان عن طريق تخفيف الوزن , حيث أثبتت الدراسات علاقة السمنة لدى الرجال والنساء بارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان لدى الجنسين.

هذا ما يقوله الأطباء عن هذا المرض وفي ليبيا بدأ هذا المرض في التزايد هذا حسب بعض الإحصائيات الموجودة مما يضعنا أمام موقف يحتاج إلي الاستعداد ويحتاج إلي تكاثف جهود كل المؤسسات في التنبيه بخطر هذا المرض وتجهيز وتوفير كل الأدوية وأجهزة الفحص الضرورية مع الأخذ في الاعتبار انه كلما تم اكتشاف المرض مبكرا كلما كانت فرصة العلاج من هذا المرض اكبر وأسهل  وكذلك الحملات التوعوية التي تنبه بخطورة مرض السرطان فلماذا لا يكون في ليبيا مستشفي كامل متكامل لعلاج السرطان  ؟؟

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :