أكد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش نشر قوات أميركية إضافية في سوريا للمساعدة في معارك استعادة الرقة. وقال المتحدث باسم التحالف جون دوريان -وهو من سلاح الجو الأميركي- إنه تم نشر وحدة مدفعية من مشاة المارينز ونحو 400 جندي آخرين لينضموا إلى 500 ينتشرون بالفعل في سوريا من قبل. وأضاف دوريان أنه لن يكون لقوات المارينز دور في الخطوط الأمامية، وأنها ستعمل مع شركاء محليين في سوريا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الأساسي فيها.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الجهود المبذولة لعزل الرقة معقل تنظيم داعش “تسير بشكل جيد للغاية”، ويمكن أن تستكمل خلال بضعة أسابيع، “وبعد ذلك يمكن اتخاذ قرار دخول” المدينة.
وتابع أن القوات الإضافية تهدف إلى توفير المزيد من المدفعية وتسريع هزيمة داعش في الرقة، وفق تعبيره.
كما نشرت الولايات المتحدة بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سوريا دعما للهجوم على معقل داعش في الرقة، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي.
وقال المسؤول إن جنودا من الوحدة 11 لمشاة البحرية نشرت بطارية “هاوتزرز” من عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية في سوريا.
وأوضح المسؤول أن مشاة البحرية “مستعدة للقيام بمهمتها” في دعم هجوم الرقة، مؤكدا بذلك ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست”. وتمثل هذه العملية خطوة مهمة للقوات الأميركية المتواجدة في سوريا.
ووفقا لـ”واشنطن بوست”، فإن نشر المدفعية كان في طور النقاش “لبعض الوقت”، وليس جزءا من طلب الرئيس دونالد ترامب وضع خطة جديدة لتكثيف القتال ضد تنظيم داعش. وكان البنتاغون أعلن في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن عسكريين أميركيين نشروا في سوريا قرب مدينة منبج رافعين العلم الأميركي على آلياتهم تفاديا لوقوع معارك بين مختلف القوات الموجودة في المنطقة.
الى ذلك، أبلغ تحالف ميليشيات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة، أمس الخميس، مسؤولين أميركيين بأنه لا يمكن أن يكون لتركيا دور في الحملة لاستعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم داعش.
وقال طلال سيلو المتحدث باسم التحالف “الطرف التركي هو طرف محتل لا يمكن السماح له باحتلال المزيد من الأراضي السورية.”
وذكر أن التحالف سلم الرسالة إلى اجتماع مع السناتور الأميركي جون مكين ومسؤولين عسكريين في شمال سوريا الشهر الماضي.
وفقدت تركيا زخمها في الحرب الدائرة للسيطرة على شمال سوريا مع اعتماد الولايات المتحدة على حلفائها الأكراد في الهجوم على الرقة، غير أن أنقرة مازالت تستحث واشنطن على التوصل لصفقة تهدئ مخاوفها من تعاظم نفوذ الأكراد. وفي انتقاد موجه لواشنطن قال بن علي يلدريم رئيس وزراء تركيا يوم الثلاثاء إن “من المؤسف أن بعض حلفاء تركيا اختاروا وحدات حماية الشعب الكردية السورية شريكا لهم في الحرب على داعش”.
ومن ناحية أخرى تشعر جماعات الأكراد السوريين بأن واشنطن تقف خلفها الآن بثبات أكبر من ذي قبل وتأمل أن يفيد هذا التطور طموحاتها في نهاية الأمر لنيل الحكم الذاتي بعد سنوات من اضطهاد الحكومة السورية لها.
والحرب الدائرة في شمال سوريا من أعقد مسارح العمليات في الصراع المتعدد الأطراف الذي تشهده سوريا وقد تطورت بسرعة خاطفة في الأسابيع القليلة الماضية حيث تقهقر مقاتلو التنظيم أو انهارت دفاعاتهم في بعض أنحاء المنطقة.
جريدة البلاد