أمي

أمي

  •  علي جمعة إسبيق

الكثير نصحنها ..لتحفظه

…عليها:

الذهاب للعرافة

وقارئة الفنجان

نكت ملابسه بحثا عن شعرة لامرأة أخرى

رائحة عطر علقت جراء قبلة مسروقة

أحمر شفاه

لكن أمي منهمكة في ترضيته

غسل ملابسه جيدا

كويها

خياطتها

طبخ الطعام

تهيئة مدفأ القاز

غلي الماء في أكبر طناجرها وأكثرها حبا إليها

لا وقت للشك عندها

من سيتهم رئيس عرفة وحدة ضبط متلبسا بحب الوطن؟

ترفع إصبعها في وجوهنا مهددة

لا أحد يزاحمه على طعامه..

اتركوا المدفأة له وحده

ناموا مبكرا

ولا تجهدوه بالتوقيع على علاماتكم العالية

في الصباح

تجد أمي بكرج الحليب والخبز الساخن

10 دينار تحت وسادته

ولأنها أمية تقترح أنه ترك لها رسالة طويلة

في كلمة واحدة

أحبك

2

الآن صرتم تشبهونه

تقول أمي لنا بعد عقود من الكفاح ..

لطالما حكت عنه كأعظم ملك عرفه تاريخ الرجال، في كل مرة تعلمنا مكرمة أو فضيلة تدعو الله أن يشبه أحدنا ذلك السلطان، أمي أمية بدرجة دكتورة، يمكنها أن تسامح في أي شيء إلا ما يتعلق بالتعليم ، تردد دائما ( نحنا أيش امقعدنا في هالجبل المصقع غير القراية ) حين يتغيب أحدنا تواصل تعزيرها له أسبوعا كاملا، اليوم حين ترى منا ما تحب تبكي تستذكر والدها وتخبرنا أنها من تلقت منه تلك الفضيلة وزرعها داخلنا .. بات لأمي عشرة أباء يحاكون والدها الذي لاتعوضه الرجال

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :