- شكري السنكي
بعْد حوالي سنة ونصف السنة مِن الغياب يتمَّ العثـور على رفات المُهندس صلاح مُصْطفى بوقرين بجوار مزرعته الكائنة بمنطقة «سيِّدي فرج». اختفى صلاح بوقرين أحد أبرز المهندسين المعماريين فِي بّنْغازي، العضو السّابق لمجلس إدارة نادي الأهلي، مدير شركة التنميّة الوطنيّة القابضة بّنْغازي، والّذِي كلفه المجلس الوطنيّ الانتقالي بإدارة «المرافق» فِي فترة تولي المجلس إدارة البلاد، مساء يوم الإثنين الموافق 27 نوفمبر 2017م، وظلّ سبب اختفائه ومصيره مجهولاً منذ ذلك اليوم حتَّى الإعلان اليوم الثلاثاء الموافق 26 فبراير 2019م عَن العثور على رفاته.. وطوال هذه المدة لم تبذل أيّ جهة رسميّة جهداً يذكر، ولم يفد أحد بخبر يفصح عَن سبب اختفائه ومَا الّذِي حدث !!؟.
لن ينجو مؤكداً مَنْ فعل بالمُهندس صلاح بوقرين مَا فعل، وسينال المجرم عقابه، وسينكشف – وإن طال الأمـد – أمر مَنْ عبث ويعبث بأمن وأمان الوطن وإغراقه فِي هذه الفرقة والفوضى والإرهاب. صلاح بوقرين الّذِي طال غيابه عنا، عثر اليوم الثلاثاء الموافق 26 فبراير 2019م على جثمانه بعْد أن انقطعت أخباره وغابت أي معلومات عنه منذ مساء يوم الإثنين الموافق 27 نوفمبر 2017م تاريخ يوم اختطافه حيث صلى المغرب فِي مزرعته الكائنة بمنطقة «سيِّدي فرج» وغادرها قاصداً بيته الكائن بالفويهات الشّرقيّة فِي «منطقة الحدائق» ولكنه لم يصل إِلى بيته، ووجدت عائلته سيارته بمفتاحها متروكة بِالقرب مِن قصر «السندباد» بمنطقة بوهديمة وعليها آثار كدمات بالجهة اليسرى.
لن ننساك أبداً يا صلاح.. وأنت الّذِي كنت محباً لمدينتك بّنْغازي ومخلصاً لوطنك، ورجلاً مستقيماً مؤمناً تخاف ربك وترجو رحمته، وقد لقيت وجه ربك الكريم مغدوراً بك، والله نسأل أن يتقبلك عنده من الشهداء، وأن ينتقم مِن هؤلاء المجرمين ومَنْ ورائهم عـــاجلاً غير آجــــــــــــــــل.
رحلت يا صلاح وأنت باقٍ فينا، وأنا أكاد أراك تطالعني الآن ببشاشتك المعهودة وبابتسامتك الناعمة وبصوتك الهادئ الخافت الناطق بالكلمة الموزونة والحكمة البالغة.. وأكاد أسمع كلماتك وأنت تحدثني عَن الثورة الّتي يُراد سرقتها وتشويهها، والوطن المتآمر على أبنائه المخلصين وكيانه، ويعبث بمصيره امتداد الدّكتاتور السّابق رافعي شعار: «نحن شرابين الدّمّ»، وأفاقون وأصحاب أجندات خارِجِيّة وأطماع سلطويّة، ومَا يستوجب علينا ومَا يتطلب لإنقاذه وإفشال مخططات تفتيته وشرخ نسيجه الاجتماعي.
رحلت، أي نعم رحلت، ولكنك باقٍ فينا مَا حيينا.. لن ننساك أبداً يا صـلاح وستظل الأجيال تلو الأجيال تذكرك بالخير وتدعو لك بالرحمة والمغفرة وجنَّةٍ عَرضُهَا السَّمَاوَات والأرض أعدَّت لِلمُتَّقِين.
رحمـــك الله وأسكنك الفردوس الأعلى مِن الجنّة، وألهم زوجتك وأولادك وآل «بوقرين» و«قرقوم» كافة الصبر والسّلوان.. إنّا لله وإنّا إليه راجعـــــــــــــــــــــــــــــــــون.