بقلم :: المهدي الحمروني
نامي لأبصر في محياك الكون الجميل ..
إصحي ..
ليشرق صباح خاص بي ..
صباح غير آبه بأسلافه العجاف
صباح مؤمن بملكوته منتهز لتفرده
صباح هجين من سلالة القمر وطمأنينة الليل
صباح مترف الطل من مقتبل الخير ..
أبسمي تتألق كل وجوه الخليقة البارة ( الملبدة بالنور ، الضارعة للآلهة ، المتصوفة كالأمهات ، الحبلى بالأبوة ، المهللة بالصبا )
أشيري تتحدد بك اتجاهاتي التائهة ( الإتجاه الذي تمخره الأوردة بأجنحة وأقدام ، وتعض عليه بالنواجذ ، المؤدي إليك ، المعبد بالغيم والكنوز والأسرار والنجوم )
في اتكاءك يأتي المساء كما نشتهيه معا ( الشهي المباخر ، الرخي الأشعار ، الفواح بالحكايا ، المخصوص بالنبؤات ، المحنى بالإبتهال ، الموشوم بالتمائم ، الممهور بالحلم )
وتصدق الأطيار إزدهار الصحارى ( المتناسلة بالجفاف ، النازفة بالقفر ، المحاكة بالريح ، الشتيتة بالمجاهل ، المثقلة بالفراغ ، النازحة بالكهوف ، السحيقة بالمفازات .. )
تصافحين فتنبت النضارة بأطراف رمل الكفوف ..
أنت لي .. تبذلين العلكة للأطفال ، والطيب للصبايا ، والقبل للجدات ، والإبتسامة للكائنات ، والدهشة للطبيعة ، والظلال للعصافير ولي .
لي أنا طائرك المقرور من فلوات هجرات تعاقبت من فرط التيه والحنين
منذ فجرك الأول صاح ديك البلد المفقود مؤذنا ، لأدرك انك طفولتي الغائبة ، مناديا أن أقم العناق المزهو بالحمد
يابهاء الأثواب ياألق الصحو
أيتها الصديقة القديسة النبية الضاجة بالخجل ،
الممشوطة بالحياء
ياعطارة الحنان ، ياخبازة الحب ، يافلاحة الوله …
ودان – 2 / تشرين الثاني 99 م