. عبد الحق امحمد القريد.
اتضح أن الربيع العربي هو سلسلة من مواسم ربيعية عالمية تعم خضرتها كافة أرجاء المعمورة وإن ثوار أوكرانيا يأتيهم الدعم كما وصل إلى ثوار ليبيا ومصر وتونس والعراق وسوريا واليمن وبطريقة أوكرانية صرفة إلى السعودية والإمارات وقطر وبطريقة أقل وضوحا يصل الدعم على غرار الطريقة الربيعية العالمية إلى تركيا وإيران والكويت والمغرب والأردن أما السودان والبحرين وموريتانيا فقد نالوا حصصهم كما نالتها الجزائر وإن كانت بطريقة مغايرة ومختلفة عما نال الصومال أرايتم هذه الخارطة البديعة لحلف الناتو التي تجبر السويد على تقديم طلب للانضمام للحلف وذهب حياد سويسرا أدراج الرياح وها هي هلسنكي تستقبل موانئها بواخر أمريكية لايعرف سكانها مافيها كجهل السويديين موقف أنقرة التي هي عضو بالناتو وليست من الاتحاد الأوروبي إن تقويض الاتحاد السوفييتي هو بداية الربيع.
وإنه من البديهي جدا أن يعرف كل إنسان أن جائحة كوفيد 19 هي تسلسل رقمي في قائمة المصائب والمثالب والمصاعب التي يصنعونها من حمى جنون البقر إلى جدري القرود ومازال سيل الاستخدام الممنهج في خارطة الربيع العربي كعنوان لدرس طويل من الحروب والأمراض تفتك بالعالم في دهاليز أروقة السياسة ومعامل البحث وصناعة الأسلحة والجراثيم على قدم وساق من دلهي في الهند إلى بكين وطهران وموسكو وباريس ولندن وكل مدن العالم المصدرة للدمار بإرادتها أو بتوجيه لا تعرف مصدره.
إن معارك أوكرانيا ليست جديدة ولم تكن وليدة اللحظة. إن نجاح الربيع العربي عام 2014 م بسرعة مذهلة في أقل من أربع سنوات كان بداية مغازلة أوكرانيا كدولة تملك مقومات هزيمة أحلام بوتين في استرجاع الاتحاد السوفييتي الذي أطاح به أبو اللائحة الجبينية كأحقر نمودج للعمالة في العالم تماما كما كان عام 1948م بداية إرهاصات الربيع العربي هذا القول الغريب قد يستغرب القارئ هذا الخلط بين تواريخ لاعلاقة لها بالواقع والحقيقة أن حتى فتح المدارس العصرية المعروفة الآن بنماذجها المتنوعة هي بديل عن التعليم الحقيقي الذي مكن العرب من بسط سيطرتهم على العالم وفتح أمامهم آفاقا من المعرفة والعلم فكانوا روادا في كل علم من الفلك إلى الطب عندما كانت الكنيسة تكفر كل صاحب رأي مخالف لنظرياتها المستندة على أنها من يمنح صكوك الغفران عندما ارتعش قلب الأسد كانت كل فرائص أوروبا ترتعد من يوليان الذي مهد لهم الطريق إلى رأس لذريق إلى لويسات الأرقام التي تعاقبت على حكمهم بمباركة الكنيسة.
إن تاريخا مملوءا بالأحلام الوردية لايصنع أمة ومن ثم فإن الإتيان على هذا الجانب المضيء من تاريخ أمتنا العريق لايفيدنا في شيء إن أردنا الرجوع إلى المجد الذي صنعه الفاتحون. علينا لن نعود إلى أخلاقهم وعلمهم وليس إلى ادعاء أننا ورثة مجدهم إن القصة المقررة علينا في المرحلة الإعدادية عنترة بن شداد تختلف في أهدافها عن قصة الزنبقة السوداء والأخوين وروزا فالأولى تدور أحداثها في مضارب بني عبس والثانية في مدينة لاهاي بهولندا والتلميذ القارئ هو نحن الذين لانعرف حينها أين كان يقطن مالك ولا منزل المفتش في أي شارع المهم الأسلوب الأدبي للقصتين للأديب أعتقد فريد أبوحديد يجبرنا على حفظ صفحات تلك القصص والمهلهل سيد ربيعة وأبوالفوارس الذي يقول لاولا العزوز بمنبج ماخفت أسباب المنية ونحن لانعرف أين تقع منبج هذه برغم أن فارس بني حمدان نتمنى لن نكون مثله حتى وهو يهم بقطع رأس المتنبي وهو يدعي أن الخيل والليل والبيداء تعرفه كل هذا الزخم العنتري الذي ضخوه في رؤوسنا الصغيرة جعلنا ننسجم مع كل قائد أو زعيم يجيد الخطابة ويدعو لتحرير القدس وقومية المعركة ولاءات الخرطوم وانتصارات الفالوجة وحطين وجزيرة طريف والقادسية واليرموك ولولا إرادة الخليفة ماكنت أريد أن أؤمر على خالد هذا مقطع من مسرحية مثلناها على خشبة مسرح صنعه طلاب معهد جادو قبل أن يتحول إلى معهد إسماعيل الجيطالي وعندما سألنا عن الجيطالي هذا من أين اتضح لنا أنه من سكان قرية صغيرة مازالت قائمة اسمها جيطال بالرحيبات على بعد بضعة كيلومترات من مقر المعهد يومها تيقنّا أننا أمة نعم منها كل عظيم وهاهي قرية جيطال تماما كقرية بارون العمانية التي أرسلت لنا الزعيم سليمان الباروني ومثل قبيلة عبس التي منها عنترة وكذلك طي وحمدان وكل قرانا ومدننا من الشنقيطي إلى الخوارزمي فمن لم يكن عربيا كان مسلما فنحن إذن أمة تستحق أن يداهمها ربيع بعكس مسماه لتكتوي كغيرها ممن يريد أن يرفع هامته فس روسيا وأوكرانيا والصين وإيران وتركيا والهند وباكستان وكوريا وكوبا وكل المنتمين للجامعة العربية وإلى سياحة أخرى في عالم العجائب والغرائب والأحلام الربيعية العالمية في سلسلة توالي الفصول. أسعدكم الله