الشاعر : رائد قديح
…………..
تَهربينَ منِّي
تَرحَلينَ عنِّي
أَيّ الدُّروبِ سَتَسْلُكين
وَأَنَا الَّذي نَقَشْتُ فِيهَا حُرُوفَنَا
حَتَّى المَوَانِئَ يَا فَاطِمَة
بَاتَتْ تُغَنِّي نَشيدَنا
كُلُّ حَقَائِبِ السَّفِرِ فيها أَنا
كُلُّ قُصَاصَاتِ الوَرَقِ
حَتَّى المُوسيقَى والنَّاياتِ وَالمَطَر
أَغْصَانُ زَيْتونِ الجِبالِ
حَنونُ وَادِينَا الذي
أَعْشاشُ دوري هُناكَ
بَينَ القَوَافي والشَّجَرِ
أَيْنَ المَفَرُّ؟
الذِّكْرَيَاتُ
تِلْكَ اللَّيّالي العَامِرَاتُ
أَحْلَامُنَا…
صَوْتُ الْبَلابِلِ حَوْلَنَا
الْخَوْفُ مِنْ وَجَعِ الْغُرُوبِ
اللَّيْلُ وأَطْيَافُ الْحَنينِ
أَيْنَ الْمَفَرُّ؟
الْقَلْبُ بَيْتُكِ وَالْوَطَنُ
الْعَيْنُ مِحْرَابٌ لَكِ
الْعُمرُ مُفْتَاحُ السِّنين
أَيْنَ الْمَفَرُّ؟
اهْرُبي مَا شِئْتِ عَنِّي
هَيَّا ارْحَلِي
بِيعِي مَعَ الأَيَّامِ أَحْلامَ التَّمَنِّي
بِيعِي حَكَاوي حُبِّنَا
بِيعِي قَصَائِدَ عِشْقِنَا
الذِّكْرَى بِيعِي وَالْحَنينَ
أَيْنَ الْمَفَرُّ؟
وَالْكُلَّ مَزْرُوعٌ هُنَا
حَتَّى رَوَائِحُ مَاضِينَا الْجَمِيلِ
أَنْفَاسُكِ
ضَحِكَاتُكِ
هَمَسَاتُكِ
نَظَرَاتُكِ
حَتَّى دُخَانُ الأَطْعِمَةِ
وَسَجَائِرُ التَّبْغِ الثَّمينِ
مَنْ يَمْحُو فِينَا مَاضِينَا الشَّقِيِّ
مَنْ يَمْحُو أَحْلَامَ الْعَصَافيرِ الَّتي
مَنْ يَمْحُو طَعْمَ الْقُبْلَةِ الأُولَى
مَنْ يَعْزِفُ اللَّحْنَ الْحَزينَ
هَيَّا ارْحَلِي
وَلْتَجْلِسِي فِي مَقْعَدِ الرِّحْلَةِ الأَخيرِ
لَا تَنْظُرِي فِي النَّافِذَةِ
كَيْ لَا تَرَينْ وَجْهَ حَبِيبِكِ
سَتَرَيْنَهُ فَقَطْ عِنْدَ الْوُصُولِ
مَعَ بَائِعِ الْوَرْدِ الَّذِي يُهْدِيكِ بَاقَةَ حُبِّنَا
مَوْصُومَةً بِقُبْلَةٍ
إِنِّي أُحِبُّكِ فَاطِمَة