سالم ابوخزام
كانت أروع كذبة (أمسلڤرة) لحكومة الوحدة الوطنية هي مشروع المصفاة النفطية بالجنوب ، تلاحقت وراءها بهارات أخرى من أجل العبث وزيادة الأعباء والمصاريف ، والإسهاب في استمرار تدجيل عبدالحميد الدبيبة !!
وقلنا لحظتها وبصوت عال (زهق الباطل )؛ لكن استمر الرجل ، وظل كذلك حتى وصل للمحطة الأخيرة لقطار التجني.
الآن عليه النزول من امتطاء ظهور الليبيين وانتظار محاكمته حول إهدار المليارات الليبية في الداخل والخارج ، وسنفهم ما إذا كان لوحده قد أدار هذه المسرحية السمجة. الآن جاءت حكومة الاستقرار ، ونحن لانريد غير الاستقرار ، ونطمح في الوصول إليه لتستطيع ليبيا أن تتحرك.
كانت المصالحة الوطنية عمليا أولى خطواته ، فقد مد الرجل يده للشرق عازما على تضميد الجراح قبل أن يكلف رسميا برئاسة مجلس الوزراء ، وهذه الخطوة الشجاعة ستحسب للسيد فتحي باشآغا ، وحفرت في الذاكرة الليبية بكل احترام ، وإن بدت صعبة على بعض المناوئين للسلام والمصالحة. الحكومة المشكلة واسعة وستكون أمام اختبار قاسٍ وصعب ، وهي كسابقتها تفتقر للكفاءات المطلوبة ، ولو أن التعويل بالدرجة الأولى سيكون من مهمات رئيس مجلس الوزراء لوحده ، وبكل صدق سيكون على المحك وفي اختبار للثقة الغالية. أول المهمات القضاء على الفساد الذي داهم البلاد وعم والقضاء على أدواته. أما ثانيا فإننا بحاجة ماسة لتقويض أنشطة التشكيلات المسلحة والبدء في تشذيبها ، وتوقيف أخطارها المحدقة بزوال ليبيا نهائيا!
كما أنها فرصة سانحة وكما تعهد رئيس مجلس الوزراء المكلف الاتجاه نحو بداية مثلى لأعمال الانتخابات بشكل جديد. ليبيا لابد أن تقفز بجرأة وشجاعة نحو الخطوة الموالية وهي منح الثقة للمجلس الأعلى للقضاء الليبي ، لتولي رجالات القضاء قيادة البلاد نحو مراحل جديدة ، تتسم بالكفاءة والحكمة والنزاهة والحيادية والعدالة ، والاتجاه نحو مزيد من الاستقرار وتعميده وتثبيته.
إن الخطوة الموالية يجب أن يتبناها وبدعم شعبي كبير ، حل مجلسي النواب والدولة ، وإعادتهم إلى أمكنتهم الطبيعية بعد تعذيب ليبيا عن طريقهم مثنى وثلاث ورباع! إن هذا النحو سيأتي في صورة مراسيم قادرة وقوية على إعادة ليبيا إلى المجرى الطبيعي والتاريخي لها.
نحن في أمس الحاجة لرجال قادرين على مواجهة الصعاب بقوة وجسارة السيد فتحي باشآغا أجزم أن هذه الملامح قادرة على إنقاذ بلادنا وبشكل فعال وسريع ، قبل أن يداهمنا التقسيم والتجزئة والضياع نهائيا!
فزان لاتبحث عن مصفاة للنفط ، وطرابلس لاتنوي استحداث مترو الأنفاق وبنغازي لا تريد العاصمة! بينما ليبيا تلهث وتبحث عن الاستقرار!