إنهاء فصل من المسرحية السياسية

إنهاء فصل من المسرحية السياسية

بقلم :: يونس الفنادي

بعد صدور الأوامر بإسدال الستار على الدور القطري الذي تولى من خلال أذرعه الطويلة المتمثلة في وسائل إعلامه وبيادقه وأمواله وبنوكه وأدواته ومؤسساته الأخطبوطية، خلخلة المنطقة العربية وتفكيك دولها الرئيسية، يتم الإعلان اليوم عن بدء عرض فصل جديد من فصول السياسة الدولية على مسرح الساحة الخليجية وذلك بقطع العلاقات العربية مع دولة (قطر) الشقيقة.

ثلاثة دول خليجية (السعودية، والإمارات، والبحرين) توجه رصاصة قاتلة لإعدام أهم مكون إقليمي عربي وهو (اتحاد مجلس التعاون الخليجي) وتقطع علاقاتها كافة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) بأحد أعضاءه وهي دولة قطر الشقيقة تنفيذاً لسياسات وأهداف مرسومة خارج المنطقة، مثلما كانت ساكتة عنها طوال سنوات لأهداف أخرى كانت مرسومة خارج المنطقة كذلك.

أما عن الدور المصري التابع للدول الخليجية، فبالطبع مصر الشقيقة ستواصل اعتماد نهج سياستها التقليدية المتأسسة منذ عقود على شراهتها لمشاريع المال من أجل حلحلة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية وما تتحصل عليه من مصالح ومواقف ومنافع مختلفة، وهي بذلك تستجيب تماماً للمفهوم السياسي الحقيقي، بعيداً عن العواطف العربية القومية وشعاراتها البراقة وتوجهاتها المتباينة. وانطلاقاً من مبدأ (من يدفع أو يمول هو الذي يشتري ويحكم) تستمر مصر الشقيقة في نشاطاتها المتعددة حتى وإن كالت بمكيالين أو رفعت شعارات مكافحة الإرهاب وتبني ديمقراطية حداثوية أو توطين الأمن والاستقرار المجتمعي أو برامج الحد من النسل نتيجة تضخم عدد السكان غير المسيطر عليه. فهذا يظل هو المنطق السياسي الأبرز وفق السياسة المصرية النشطة حالياً لإنقاذ ما يمكن انقاذه من اقتصاد الدولة الذي يحقق بعض الراحة المعيشية للشعب.

الفصول السابقة للمسرحية الدولية على الساحات العربية البائسة تمثلت منذ عقود بعيدة في محاولة ترسيخ وتوطين جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع العربي وهيمنتهم وسيطرتهم على المشهد الفكري والديني العربي، ثم مؤخراً إطلاق مشروع انتفاضات (الربيع العربي) وأحلامه الديمقراطية الوردية، والذي جاء في توقيت متزامن مع ظهور حركة (داعش) الدموية الإرهابية المسئية للإسلام … فما الذي يا ترى سيتغير خلال فصول المسرحية الدولية الجديدة التي بدأت عرضها اليوم على مسارح الأرض العربية غير ضحايا جدد من الشباب العربي … وسيول دماء عربية جديدة … وتشرذم وتفرق ودمار وخراب وتخلف عربي جديد قديم؟
فهل نفيق؟

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :