النقيب : إمحمد بن يوسف
في عملنا بشكل عام وخاصة في مدينة سبها ، دائما ما نشيد بالجهود الجميلة التي يبذلها الزملاء في شرطة المرور ، أولئك الرجال المصرّون على الوقوف بشوارعنا وتنظيم حركة سير المركبات الآلية بالمدينة والمحافظة عن أنظمة وقوانين وقواعد القيادة ، صامدون في مختلف الظروف وفي كل المواسم، صيفا وشتاءً تحت أشعة الشمس الحارقة وتحت وقع لفحات الزمهرير شديدة البرودة في بيئة يصعب فيها العمل والعطاء حتى على أولئك الجالسين في مكاتبهم والأمر ليس سرا.
والحقيقة علينا جميعاً أن نستبشر خيرا عند خروجنا من بيوتنا إلى بيتنا الكبير سبها ونهارنا يبدأ برؤية هؤلاء الرجال الصادقين في مفترقات شوارعنا الرئيسية وحتى الفرعية في وقت قريب بإذن الله تعالى
رجل المرور الذي يعمل بإمكانيات ضئيلة جدا ، حسب ما هو متوفر لا يكل ولا يمل ولا يتذمر وهو يؤدي واجبه اتجاه وطنه وإخوته المواطنين ، ولنا أن نتخيل شوارعنا وهي خالية من تلك البدلة البيضاء الأنيقة كيف ستعمها الفوضى وتكثر فيها الحوادث والمخالفات التي قد تصل لخسائر في الأرواح والممتلكات.
فعندما يتعرض المواطن لمخالفة مرورية عليه أن يدرك أن الأمر لصالحه تماما وأن أخاه في الوطن والدين حريص على أن يوفر له حماية تليق بمواطن راقٍ في مدينة محترمة ، وبطبيعة الحال لا معرفة سابقة ولا خصومة تليدة بين المواطن ورجل المرور ، إنما هي علاقة تكاملية جميلة يسودها الود والاحترام لا أكثر ، وحتى المخالفة التي تسجل ضد أي مركبة لا تعني أنها مسجلة ضد سائقها بشكل شخصي ، إنما هي لتنظيم حمايتنا جميعاً كمواطنين بالدرجة الأولى. تأتي فيما بعد بقية مسمياتنا العديدة وصفاتنا المختلفة.
زميلنا ورفيقنا المستمر في وقوفه لخدمة وطنه وخدمتنا والذي لا يطالبنا بأدنى حقوقه وهي إلقاء التحية الصباحية والمسائية عليه ، ربما هو بحاجة لابتسامة صادقة تحمل في طياتها تقديرا واحتراماً وثناء على جهوده العظيمة ابتسامة مرورية تخصه كلما مررنا عليه تشعره أننا نحمل له في قلوبنا ونفوسنا الكثير من الود الذي لا ينتهي أبداً.