اجتمعوا فيها ولا تتفرقوا

اجتمعوا فيها ولا تتفرقوا

   د- احمد السيد

إن من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب

وإن من شر ما بليت به الأمة في هذه الأزمان الاستهانة بحدود الله ، وتضييع ما أمر ، والجرأة على حرماته… وهذا غاية الخسران

ومما استهانت به الناس من حرمات الله “الأشهر الحرم”

 فقد جعل الله السنة اثني عشر شهرا وجعل منها أربعة أشهر حراما

هي: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم

وها نحن في شهر رجب

فهل استشعرنا وفهمنا حقيقة تلك الأشهر وعظمتها، ومضاعفة عقوبة الذنوب فيها؟!

أم لا زلنا في غفلتنا سائرين؟!.

إن مما حرمه الله في هذه الأشهر هو القتال إلا أن يكون دفاعا عن النفس…

ألا يكفي هؤلاء المستبيحين لدماء المسلمين طول العام حتى يكملوا سفك الدماء وترويع المسلمين في هذه الأشهر المباركة

الم يسمعوا الآيات والأحاديث التي تحذر من قتل النفس بغير حق

قال تعالى “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً”

وقال صلى الله عليه وسلم

كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أنْ يغفره إلاّ الرجلُ يقتلُ المؤمنَ متعمداً أو الرجل يموتُ كافرا”

فأيُّ خطر هذا ، وأي مهلكة يقدم عليها المرء ويجازف بها ، حياةٌ لا ممات فيها وخلودٌ في مستقر لا تَقَرُّ به عينٌ ولا تُرفعُ به عقيرةٌ فخراً وزهواً ، وغَضَبٌ من الله وعذابٌ عظيم وخزي في الدنيا والآخرة مع مكث ولبث طويلين لا يعلم أمدهما إلاّ الله جل في علاه… نسأل الله السلامة لنا ولمن اتعظ واتّبع

يقول صلى الله عليه وسلم ” لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق

ويقول أيضا ” لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً

وفي الصحيحين من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قلت : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ، قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم، طاف بالكعبة وقال لها: “ما أطيبك وأطيب ريحك، وما أعظمك وأعظم حُرمتك! والذي نفسي محمد بيده لحُرمة المؤمن أعظم عند الله حُرمة منك”

ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: “لو أن أهل السماوات وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبَّهم الله في النار”

ذلك أن هذا الإنسان بُنيان الله تعالى، ولا يحق لأحد أن يَهْدم هذا البناء، إلا صاحبه وبانيه، وهو الله عز وجل.

بل ليس للإنسان نفسه حق في أن يَهدم هذا البناء، وأن يَقتل نفسه، ومَن فعل فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: “بَدَرَني عبدي بنفسه، حرَّمتُ عليه الجنة”

وهذا غيض من فيض في تغليظ عقوبة القاتل في الأيام غير أيام الأشهر الحرم

أما في الأشهر الحرم فهي أشد تغليظا ، وأقسى عقوبة ؛ إذ يقول سبحانه

“إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ “

فهذه الأشهر مما عظمها الله سبحانه في كتابه , فيجب علينا أولا أن نُعظم ما عظم الله , فإن تعظيمنا يُعد عبادة قلبية من أجلّ العبادات التي نسأل الله أن يتقبلها منا , فحين ندخل هذه الأشهر نستشعر تحريمها وتعظيم الله لها ,
ثم إن الله سبحانه قال فيها : ” فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنفسكم” فتأملوا معي قول الله تعالى :” فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ”
وكيف ينهانا الله عن ظلم أنفسنا في هذه الأشهر خاصة ، لأنها آكد و أبلغ من غيرها ,
والظلم أنواع:
• ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى : و أعظمه الشرك بالله .
• ظلم بينه وبين الناس : وهو ما ينشب بيننا من خلاف واقتتال.

• ظلم بينه و بين نفسه : ارتكاب الخطايا والآثام.
فلا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيِّء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح .

الدماء الدماء…

الله الله في الأشهر الحرم

اجتمعوا فيها ولا تتفرقوا…وأطيعوا ولا تعصوا …واعدلوا ولا تظلموا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :