اختتام الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان

اختتام الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان

خاص فسانيا : متابعة نيفين الهوني خاص تونس

عشر سنوات من السينما من أجل الحقوق

اختتمت الأيام القليلة الماضية  فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان – شاشة الإنسان / كرامة تونس وذلك في مدينة الثقافة بالعاصمة بعد خمسة أيام كاملة من العروض السينمائية والنقاشات الفكرية واللقاءات الفنية التي جمعت فنانين وحقوقيين وصناع أفلام وجمهورا واسعا من المتابعين في مشهد احتفائي محمل بالدلالات بعد دورة تميزت بالكثافة والتنوع الفني والفكري خمسة أيام تحولت خلالها مدينة الثقافة إلى فضاء نابض بالإبداع والنقاشات والتجارب الانسانية حيث تلاقت السينما مع الموسيقى والتفكير النقدي مع الشهادات الحية والجمهور مع قصص شعوب تعيش لحظتها التاريخية وسط زمن مضطرب وحملت الدورة شعار الحقوق لا تتجزأ وهو شعار يختزل رؤية المهرجان منذ تأسيسه ويرسم اطارا يستوعب تنوع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية دون فصل أو مفاضلة بينها وقد جاءت هذه الدورة لتشكل محطة مفصلية في تاريخ المهرجان، ليس فقط لأنها السنة العاشرة لتأسيسه، بل لأنها حملت معها أسئلة راهنة حول واقع منظومة حقوق الإنسان في العالم، في ظل تصاعد الحروب والانتهاكات، وعلى رأسها ما تتعرض له الشعوب وخصوصا الشعب الفلسطيني وسكان قطاع غزة. فمنذ انطلاقته سنة 2012، جاهد المهرجان ليكون مساحة حرّة للسينما التي تدافع عن الحق والكرامة .عشر سنوات كان فيها صوت من لا صوت لهم، ومنبرا لقضايا النساء والمهاجرين وضحايا الحروب والتعذيب والتمييز والعنف وها هو اليوم في دورته العاشرة يواصل مهمته بإصرار أكبر وبأفق فكري وثقافي أعمق.

شعار الدورة وبرنامجها: سينما للإنسان… كل الإنسان

وحملت الدورة العاشرة شعارًا محوريًا هو: «الحقوق لا تتجزأ» وهو شعار يلخص رؤية المهرجان بأن حقوق الإنسان بكل أبعادها المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مترابطة لا يمكن فصلها أو التعامل معها بمعايير مزدوجة وقد انعكس هذا الشعار على اختيارات المهرجان وعلى طبيعة الأفلام المشاركة التي تناولت قضايا اللجوء وحقوق النساء والذاكرة الجماعية والحروب و العدالة الانتقالية مقاومة الاحتلال و والهويات المتعددة وقد تضمن البرنامج عروضا لــ 55 فيلما من 32 دولة، موزعة على النحو التالي: ستة افلام روائية طويلة وسبعة عشر فيلما روائيا قصيرا وتسعة افلام وثائقية طويلة وثلاثة عشر وثائقيا قصيرا وعشرة افلام تحريك كما كانت اسبانيا ضيف الشرف فساهمت بعدد من الافلام التي توسع البعد الدولي للدورة وتعمق النقاشات حول الذاكرة والعدالة والحرية فقد عرضت مجموعة من الافلام التي تناولت الذاكرة الجماعية والحروب والهويات الجريحة أما على مستوى جغرافيا المشاركات، فقد سجلت الدورة حضورًا مهمًا للعالم العربي بـ 8 دول و16 فيلمًا من: تونس و لبنان و المغرب و الإمارات و سوريا و فلسطين  و الجزائر و ومصر. كما شاركت دول إفريقيا جنوب الصحراء بثلاثة أفلام ودول آسيا غير العربية بستة أفلام ودول من الأمريكيتين بخمسة أفلام إضافة إلى 22 فيلما أوروبيا وقد كانت إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة

افتتاح المهرجان: موسيقى للحرية وفيلم من قلب غزة

وقد شهدت قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة حفل افتتاح مؤثر وممتلئ بالشحنات الوجدانية وقد استهلت فعاليات الافتتاح بكلمة رسمية ترحيبية جاء فيها: “عشر دورات من نشر ثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها من خلال السينما… عشر سنوات من الإيمان بأن الصورة قادرة على إيقاظ الوعي وإلهام التغيير… أهلا بكم في مهرجانكم، مهرجان شاشة الإنسان.” ثم افتُتح الحفل بوصلة موسيقية استثنائية أدتها الفنانة التونسية الكبيرة درصاف حمداني التي اعتلت خشبة المسرح بصوتها العذب وقوتها التعبيرية المميزة و قدمت برنامجا فنيا صمم خصيصا للمهرجان تحت عنوان موسيقى من أجل الحرية والكرامة كان العرض أقرب إلى بيان فني يتميز ببلاغته الصوتية وبحساسيته الشعرية فقد تداخلت الانغام مع الرسالة الانسانية ..صوت درصاف القوي والدافئ ارتفع مثل دعوة صريحة للتأمل في معنى الحرية وفي قدرة الفن على تشكيل الوعي الحفل كان  تجربة وجدانية حملت الجمهور عبر طبقات صوتية تنقل المعنى كما تنقل العاطفة فكانت الموسيقى شاهدة على ان الفن يمكن ان يكون مساحة للنضال لقدرته على لمس وجدان المتلقي مباشرة وأعاد تأكيد التلاقي العميق بين الفن وحقوق الإنسان وبعد العرض الموسيقي، تم تقديم الفيلم الافتتاحي: «ضع روحك على يدك وامشِ» للمخرجة الإيرانية سيدة فارسي، بالاعتماد على المادة المصورة للشهيدة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي استشهدت إثر قصف منزلها في غزة بتاريخ 16 أبريل 2025 والفيلم هو شهادة بصرية مدهشة وموجعة في آن  شهادة عميقة عن الحياة وسط الدمار وعن ارادة انسانية تتحدى القصف بالكاميرا كان العمل وثيقة بصرية تبني علاقة حسية وروحية بين عين المخرجة وصور فاطمة وقد بدت غزة من خلال عدستها فضاء للمقاومة اليومية وللإصرار على سرد الحكاية رغم الموت في مئات المقاطع التي صوّرتها فاطمة حسونة خلال أكثر من 200 يوم، من داخل ما كانت تسميه: “سجن غزة” حيث قالت المخرجة فارسي في كلمتها:

أغمضت عينيّ لأرى غزة من خلال فاطمة… كانت تقاوم العالم بقوة الصورة. ما تبقى من البكسل والأصوات بيننا تحول إلى هذا الفيلم.”

الفيلم يكشف وجوه النساء الفلسطينيات في زمن العدوان، ويعيد للكاميرا دورها الطبيعي: إيصال الحقيقة مهما كانت موجعة.

ملتقيات وندوات: حوار حول منظومة حقوق الإنسان

ضمن فعاليات هذه الدورة، نظم المهرجان ندوة فكرية دولية تحت عنوان:

صمود حقوق الإنسان في الواقع الحالي” ناقشت الندوة أزمة النظام الحقوقي العالمي، وفشل المؤسسات الدولية في مواجهة الجرائم المرتكبة بحق الشعوب خاصة في فلسطين والسودان وشارك فيها حقوقيون ومخرجون وباحثون من دول عدة وطرحت الندوة أسئلة مركزية كبرى منها:

هل يحتاج نظام حقوق الإنسان إلى إصلاح أم إلى إعادة بناء كاملة؟

أين يكمن الخلل: في النصوص؟ أم في الجهات التي تطبقها؟

هل يمكن لنظام دولي تقوم عليه الدول الكبرى نفسها أن يحمي الشعوب المستضعفة؟ وقد حاولت هذه الندوة أن تكون أحد أبرز محاور الدورة في محاولة بالارتقاء بالحدث من مجرد عروض سينمائية إلى فضاء تفكير واحد حول العدالة الإنسانية.

حضور دولي واسع ومتنوع

استقبل المهرجان قائمة متنوعة من الضيوف وصناع الأفلام من العالم، من بينهم: هانيا خوري (لبنان) روبا كايدباي (فرنسا) عمر معتصم الجبري (فلسطين) بهيجا سادات (أوغندا) نينا جولدفن (أوكرانيا) محمد علي رحيمي (أفغانستان) بيلار ألمَنار (إسبانيا) إيمانويل زوكالا (إيطاليا) الشيخ مأمون (كوريا الجنوبية) أيمن بردويل (فلسطين) إضافة إلى عدد مهم من المخرجين والنقاد التونسيين هذا التنوع منح المهرجان بعدًا عالميًا يعكس قيم الانفتاح والتعدد الثقافي التي يدافع عنها.

ورشات تكوين: الكتابة النقدية في الواجهة

وفّر المهرجان للشباب فرصة خوض تجربة الكتابة النقدية من خلال ورشة مكثفة دامت ثلاثة أيام، تتوجت بإصدار نشرة نقدية سينمائية في نهاية الدورة وقد لاقت الورشة إقبالاً كبيرًا، خاصة من طلبة معاهد الصحافة والسينما.

لجان التحكيم

لجنة الأفلام الوثائقية ضمت: سندس غربوج — أخصائية في علم النفس ورئيسة سابقة لمنظمة العفو الدولية. شاكر بوعجيلة — مدير شركة إنتاج متخصص في الوثائقيات. نضال عزام — مخرج وصحفي معروف بأعماله التوثيقية.

لجنة الأفلام الروائية تكونت من: هالة بن سعد — مديرة الشؤون الجهوية بوزارة الثقافة وبيلار ألمانار — مديرة مهرجان السينما وحقوق الإنسان بفالنسيا. ويونس بن حجريّة — مخرج وفنان تشكيلي.

أفلام ورسائل حقوقية

فيلم رسائل هو وثائقي قصير يعتمد تقنية الرسائل الحقيقية المكتوبة بخط اصحابها تحكي نساء ورجال يعيشون في مناطق صراع عن لحظات فقدان وحنين وحياة معلقة بين الخوف والامل يتنقل الفيلم بين قراءة الرسائل وصور الامكنة الخالية والوجوه الصامتة لتخلق تركيبة بصرية تقوم على شعرية الفراغ وعلى البلاغة المكتوبة التي تتحول إلى صوت حي عبر السرد والموسيقى في الفيلم اشبه بهمهمة بعيدة كأنها تنطلق من ذاكرة المكان الاضاءة طبيعية وخافتة تعمق احساس القرب من الشخصيات وتجعل الكاميرا عين شاهد على زمن لا يرحم وقد اعتبر الجمهور الفيلم أحد اصدق الاعمال التي وثقت حساسية الانسان تحت الضغط لكن المهرجان أيضا مرر رسائل أخرى لأفلام عرضت عبر أيامه الخمس مثل تركيزه على قضايا النساء وعرضت فيه عدة افلام لاقت صدى كبيرا لدى الجمهور من بينها غصة الفيلم اللبناني الحاصل لاحقا على جائزة افضل وثائقي طويل وفيلم بنات افغانستان الفائز بجائزة الوثائقي القصير واعمال اخرى عن حقوق النساء في الفضاء الخاص والعام وعن العنف المسلط عليهن في مجتمعات مختلفة الجلسات الحوارية التي تلت العروض كانت مكثفة وطرحت تساؤلات حول دور السينما في كشف العنف غير المرئي وفي فتح مساحات للتغيير الاجتماعي وتم عرض أيضا مجموعة من الافلام من بينها لماذا تعود كل صيف الفيلم الاسباني الفائز بجائزة الروائي القصير وفيلما سامية ومستنزف بالأحلام اللذان تقاسما جائزة الروائي الطويل إضافة إلى افلام تحريك بينها حدود الحائز على الجائزة و قضايا الهجرة واللجوء فعرضت اعمال من اوروبا وافريقيا وامريكا اللاتينية تناولت الرحلات الخطرة وسياسات الحدود والصور النمطية عن المهاجرين من بينها فيلم المنفى 24 الاسباني ووثائقي الحدود السوداء من كينيا وتوجو وقد اثارت العروض نقاشات حامية حول مفهوم الامان العالمي واختلال ميزان العدالة بين شمال العالم وجنوبه

 موسيقى الحرية وأصوات النساء في حفل الاختتام

احتضنت قاعة عمر الخليفي بمدينة الثقافة حفل الاختتام الذي كان حافلاً باللحظات المؤثرة افتُتح الحفل بكلمة مديرة الجمعية الثقافية التونسية للمسرح والسينما  المنظمة ريم بن منصور، التي عبّرت فيها عن الاعتزاز بما حققه المهرجان وحول مسار عشر سنوات من العمل على المهرجان حيث قالت: “هذا المهرجان ليس حدثًا فنيًا فقط… إنه موقف أخلاقي وإنساني إنه التزام تجاه الحقيقة وتجاه كل من يبحث عن العدالة” ثم تحدثت وحول الايمان العميق بقدرة السينما على نشر ثقافة حقوق الانسان وعلى تحويل القصص الى قوة للتغيير وأكدت فيها ان المهرجان ليس حدثا فنيا فقط بل مساحة مقاومة من أجل الكرامة ومنبر للقصص التي ترفض النسيان ولقد كانت لحظة صعود الفنانة الشابة فاتن بن خالد (FBK) إلى المسرح من أقوى لحظات الحفل حيث قدّمت FBK عرضًا موسيقيًا صاخبًا بالطاقة والحيوية، ترافقه فرقتها الموسيقية، في أداء جمع بين القوة والصدق ، وتقاطع فيه الراب مع الموسيقى الالكترونية بكلمات صريحة حول الحرية وحقوق النساء والعدالة الاجتماعية والحياة اليومية التي يعيشها الشباب في المدن العربية و كان اداؤها اقرب إلى مرافعة فنية استخدمت فيها الكلمات والايماءات والصمت لتركيب خطاب جمالي وسياسي في آن واحد وقد تفاعل الجمهور بقوة حتى تحولت القاعة إلى مساحة تشبه المظاهرة الفنية حيث اختلطت صيحات التشجيع بالإيقاعات السريعة لتولد حالة فريدة من التلاحم بين الفنانة والجمهور جعلت الحفل الختامي أقرب إلى احتفال جماعي بالقيم الإنسانية التي يحملها المهرجان. والموسيقى صوتًا شبابيًا يعبّر عن جيل يحمل حلمًا بالعدالة والمساواة.

فيلم الختام: «ما وراء الواقع»

بعد الحفل الموسيقي، عُرض الفيلم التونسي “ما وراء الواقع” للمخرج بشير بوزيان، وهو من إنتاج لهيئة الأمم المتحدة للمرأة ويتناول الفيلم العنف الموجّه ضد النساء في الفضاء الرقمي، وفي الشوارع ووسائل النقل، مع تقديم شهادات واقعية تعكس هشاشة المرأة في المجتمع، وتعرضها الدائم للانتهاكات فأعتمد بناء بصريا يركز على التفاصيل الدقيقة للوجوه وعلى القلق السمعي الذي يسبق ظهور الصورة في افتتاحية ذكية يعتمدها المخرج بإضافة اصوات خطوات وهمسات ورسائل هاتفية تشكل مقدمة حسية قبل رؤية مصدر الخوف والكاميرا تلاحق النساء في لحظات الارتباك والخوف والانتصار ايضا وتنتقل بين عالمين الواقع والافق الرقمي لتقول ان العنف يستنسخ نفسه رغم تعدد مساحاته ينتهي الفيلم بلقطات شاعرية لنساء يمشين في شارع خافت الاضاءة وكأن السينما تعيد اليهن القدرة على الحركة بعد محاولات تقييدهن.

جوائز وانتصارات

الجوائز الرسمية جاءت لتتوج الاعمال التالية:

أفضل وثائقي قصير: “بنات أفغانستان” — إيمانويل زوكالا

أفضل وثائقي طويل: “غصّة” — هانيا خوري (لبنان)

أفضل روائي قصير: “لماذا تعود كل صيف” — إسبانيا

أفضل روائي طويل (مناصفة):

سامية” — إخراج ياسمين سمديريلي

مستنزَف بالأحلام” — كوريا الجنوبية

أفضل فيلم تحريك: “حدود” — سعيد محسن حسيني (أفغانستان)

مهرجان للذاكرة… وللمستقبل

تؤكد الدورة العاشرة لمهرجان شاشة الإنسان أن السينما ليست مجرد مرآة للواقع، بل هي قوة قادرة على التغيير فخلال خمسة أيام، اجتمع الفنانون وصناع الأفلام والنقاد والجمهور حول قضايا الإنسان، في لحظة نادرة من التأمل والتفكير والاحتجاج أيضًا. فلم تكن أيام المهرجان مجرد سلسلة عروض بل كانت مساحة للإنسانية نفسها مساحة للصوت والصورة والذاكرة وللتساؤلات حول حاضر العالم ومستقبل الحقوق فيها قدمت السينما هنا باعتبارها وسيلة للفهم والمقاومة وليست مجرد فن للمتعة والقضايا التي طرحت كانت امتدادا لنضالات الشعوب من اجل الحرية والكرامة والعدالة وبذلك اثبت المهرجان مرة اخرى ان الفن السابع قادر على فتح ابواب اعمق نحو المعرفة والحوار والنقاش وان الحقوق ليست شعارا بل حياة كاملة تستحق الدفاع المستمر فمن موسيقى درصاف حمداني في الافتتاح، إلى صرخات كاميرا فاطمة حسونة، إلى الإيقاع الثوري لــ FBK في الختام… كانت هذه الدورة رحلة فنية وإنسانية تؤكد أن الدفاع عن حقوق الإنسان ليس رفاهية فكرية بل ضرورة وجودية وبهذا، يغلق المهرجان دورته العاشرة لكنه يترك وراءه سؤال ملحا: هل يستطيع العالم أن يبتكر منظومة حقوق إنسان جديدة… أكثر عدلا وإنصافا؟ وإلى أن يجاب هذا السؤال، تبقى شاشة الإنسان فضاء مفتوحا لكل من يؤمن بأن السينما يمكن أن تكون سلاحا… وملاذا… وأملا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :