استهداف الإعلاميين

استهداف الإعلاميين

محمود السوكني

في محاولة يائسة لإخفاء المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ، يتعمد جيش الإحتلال مطاردة المراسلين الإعلاميين الفلسطينيين في غزة وقتلهم حتى في بيوتهم وأخرهم كان المراسل  محمد أبوحطب الذي قتل في بيته يوم السبت قبل الماضي هو وزوجته وبعض أفراد أسرته  ، أما من نجا من الموت ، وألقى الجنود الصهاينة القبض عليه ، فإنه بما يواجهه من تعذيب جسدي ونفسي في سجون المحتل المرعبة ، قد يصل إلى أن يغبط زملائه على رحيلهم عن الدنيا لشدة مايلقاه من ألام مبرحة يتفنن سجانوه الحقراء  في تنويع أساليبها الفظيعة . لقد وصل عدد الشهداء من الإعلاميين الفلسطينيين حتى كتابة هذا المقال مائة وثلاثون شهيداً ، وأعداداً تفوقهم يقبعون في سجون العدو ذكوراً وإناث ، يواجهون نفس المصير ، وبذات القسوة ، والشراسة التي لا تحفل بٱدميتهم ، ولا تهتم بنبل رسالتهم .

لقد أدركت عصابة النتن خطورة التواجد الإعلامي في ساحة المعركة ، فقامت من البداية  بالإمتناع عن منح التراخيص للإعلاميين الأجانب ، ولم يبقى على أرض المعركة سوى الإعلامي الفلسطيني الذي تصدى لنقل مخازي العدو ، وتوثيق حرب الإبادة التي يشنها منذ عام مضى .

لم تستطع كل المنظمات التي نددت بالجرائم الصهيونية أن توقفها عند حدها ، ولقد قامت ستين منظمة إعلامية وحقوقية على رأسها منظمة مراسلون بلا حدود ، ولجنة حماية الصحفيين ، ومنظمة هيومن رايت ووتش ، بمطالبة الإتحاد الأوروبي بتعليق إتفاقية التعاون مع (إسرائيل) وفرض عقوبات عليها ، بتهمة القتل العمد للصحفيين ، وإنتهاك حرية الصحافة . ومع ذلك ، فإن عصابة تل أبيب لم ولن تتوقف عن إرتكاب المجازر في حق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لم يجد من يحميه من (الأشقاء) ولا من يدعمه أو يساعده على ردع العدوان بإستثناء جيوب المقاومة  التي رغم بسالة أبطالها وإيمانهم بعدالة قضيتهم ، لن يتمكنوا من الصمود طويلاً في وجه عصابة يقف العالم من ورائها رغم ما يدّعيه من شجب ، وإستنكار ، وعبارات الإستهجان التي لا تغير في الأمر شئ!

العدو مستمر في صلافته ، غير مهتم بما يواجهه من غضب الشارع وسخطه ، فالدعم يصله بسخاء ، وبأحدث أنواع الأسلحة ، وأكثرها خطورة ، والجيران خائفون ، قابعون في جحورهم ، يطلبون النجاة ، ويرجون السلامة ، أما إيران فهي تنتظر الرد الصهيوني المتوقع حدوثه في أي لحظة بعد أن تفاهم النتن وساكن البيت الأبيض الخرف على أن تكون الضربة المتوقعة لا تتجاوز أبار النفط ، فيما يستهوي  قادة جيش العدو الرأي القائل بضىرب المنشٱت النووية الإيرانية الذي نادى به مرشح الرئاسة دونالد ترامب ! ألم أقل لكم أن أربع سنوات عجاف قادمة على العالم إذا ما فاز هذا المعتوه في الإنتخابات القادمة ، وعاد يعربد في البيت الأبيض من جديد .

……………………………………………………………………………..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :