الأضاحي الوطنية خارج اهتمام المواطن والمستورد يتصدر المشهد

الأضاحي الوطنية خارج اهتمام المواطن والمستورد يتصدر المشهد

  • تقرير : بية خويطر

تشهد أسواق المواشي في عموم البلاد حالة من التباطؤ اللافت في حركة بيع الأضاحي، خصوصًا الأغنام المحلية، التي لطالما كانت الخيار الأول لدى المواطن.

ويأتي هذا التراجع في ظل ارتفاع أسعار الأضاحي الوطنية، وتأخر صرف المرتبات، وغلاء تكاليف المعيشة، الأمر الذي دفع شريحة واسعة من المواطنين إلى الاتجاه نحو الأغنام المستوردة، ذات الأسعار الأقل نسبيًا.

في جولة ميدانية أجرتها “فسانيا” في يوق المواشي ، التقت خلالها بعدد من تجار الأغنام الوطنية وبعض المواطنين، وتباينت آراؤهم بين الاستياء، والواقعية، والأمل في تحسن الأمور قبيل يوم العيد.

الخسارة تقترب والمبيعات شبه متوقفة

مفتاح القذافي ، تاجر أغنام وطنية بمدينة سرت ، وصف هذا الموسم بأنه “الأسوأ منذ عقد” قائلا الطلب على الأغنام الوطنية شبه معدوم ، والأسعار ارتفعت بسبب كلفة العلف والنقل، ومع ذلك لا نجد مشترين فالمواطن يأتي للسوق ويغادر دون أن يفاوض حتى.

فيما أكد المربي الشريف فتحي ، أن المستورد بات ينافس بشكل لا يمكن تجاهله بسبب الضغوط المادية الاي يواجهها المواطن .

وأوضح أن الأغنام الإسبانية والسودانية غزت السوق بأسعار أقل بكثير، وهذا يضعنا في موقف صعب رغم تفوق المحلي في الجودة والطعم.”

أما عبدالله المزوغي ، تاجر من المنطقة الغربية، فأشار إلى تأخر المرتبات هذا العام أضرنا كثيرًا. الجميع ينتظرون الأيام الأخيرة، وهذا خطر علينا كتجار.”

ومن جهته، عبر البائع محمد نصر من أن الخسائر قد تكون كبيرة إذا استمرت حالة الركود.

قائلا إننا نعاني من تكاليف مرتفعة للتربية والعناية، وفي المقابل السوق متوقف تقريبًا ، فإذا لم يحدث تحرّك خلال الساعات الأخيرة قبل العيد، سنواجه أزمة حقيقية.”

الغلاء يحكم والمستورد هو الخيار المتاح

لا يختلف المشهد لدى المواطنين كثيرًا. فالأضاحي الوطنية محببة للغالبية، لكن الأسعار المرتفعة تدفع الكثيرين لتغيير قناعاتهم مؤقتًا.

سالم المبروك، موظف حكومي، قال: أحب أن أشتري خروفًا محليًا كما كل عام، لكن السعر يفوق قدرتي المستورد هو الحل الواقعي هذا العام، خاصة مع التزامات العائلة الأخرى.”

عائشة خليفة ، ربة منزل عبّرت عن إحباطها قائلة: نضطر لإختيار المستورد رغم قناعتنا بجودة الوطني لأنه متاح بنصف سعر المحلي .

فيما رأى محمد السنوسي، ، أن المسألة لم تعد دينية فقط بل اقتصادية بحتة الأضحية سنة مؤكدة، لكن ماذا يفعل من لا يملك ثمنها؟ ننتظر نزول الرواتب أو المعجزة في اللحظات الأخيرة.”

وفي ظل هذا التوجه نحو المستورد، يظل هناك من يتمسك بالأغنام الوطنية، لا تفضيلًا فقط بل قناعة راسخة.

يوسف الورفلي ، رب أسرة من مدينة سبها، قال أرفض شراء المستورد ، لم أعتد عليه لا شكلاً ولا طعمًا .

موضحا ، على الرغم من أن الأسعار مرتفعة، لكنني أؤمن أن خروف العيد لا يكون إلا وطنيا سأنتظر حتى اللحظة الأخيرة، لعل الأسعار تنخفض، وأشتري ما أريد دون أن أتخلى عن قناعاتي .

بين الشعائر الدينية ومتطلبات المعيشة، يقف المواطن هذا العام ، كما كل عام في المنتصف، يؤدي ما يستطيع ويتنازل عما لا يقدر، بينما تكتفي الدولة بدور المتفرج.

وفي غياب الدعم أو الحلول، تبقى الأضحية مجرد عبء موسمي يثقل كاهل من كان ينتظرها فرحًا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :