الأضواءُ البَعيدة

الأضواءُ البَعيدة

بسمة عبد العزيز : كاتبة مصرية

تمهيد

خلال الأعوام القليلة الفائتة، شهدت مدينةُ القاهرة تغيُّرات عدَّة أعادت تشكيلَ خارطتِها وشبكةِ طرقها، وبدَّلت معالمَ أحيائها السكنيةِ القديمةِ المأهولةِ بالطبقةِ المتوسطة؛ فاكتنفتها جُملةً وتفصيلًا تحولاتٌ مُدهشة. على سبيل المثال؛ أُزيلَت الميادين الشهيرة التي ميَّزت تصميمَ حيّ هليوبوليس منذ أنشأه البارون البلجيكي إدوارد لويس إمبان، وأُنشِأَت محلَّها مَلفاتٌ مُتواترةٌ تُماثلُ متاهاتِ الأطفال، يُضطَر معها قائدو السيارات إلى الدوران مرات ومرات للوصولِ إلى مُبتغاهم، مُستغرقين زمنًا ووقودًا أضعاف ما درجوا عليه، خاصة والتخطيطُ المُستحدثُ لم يقضِ على الازدحامِ في أوقاتِ الذروة، إنما أوجد له أسبابًا أخرى.

شُيّدَت كذلك مجموعةٌ هائلةٌ من الجُّسور التي جعلت الحيَّ أشبه بدار ملاهٍ كبيرة، كما اجتُثَّت الحدائقُ الضخمةُ المُورقةُ التي جاوز عمرها المائةَ عام بهدف توسيع الشوارع، فكانت النتيجةُ وبالَا على المُترجّلين؛ إذ أُصيبَ كثيرون في حوادثِ سيرٍ مُرعِبة، وقضى البعضُ نحبَه مُحاوِلًا العبور من ضفَّةٍ إلى أخرى، وانتابت البعضَ الآخر أعراضُ كآبةٍ عميقة مع اختلال البيئة التي ألفها ردحًا من الزمن. لم تكُن هذه التحولاتُ بأخيرةٍ ضمن مَجموع إجراءاتٍ مَحَت جزءًا مُهمًا من تاريخِ الأمكنةِ المَكروبةِ وطابعها الأصيل؛ إنما ظهرت في السياقِ ذاتِه أنماطٌ استهلاكيةٌ مُخيفة، بَصَمَت تفاصيلَ الحياةِ اليوميةِ، وأضفَت على الحيّ طابعًا غريبًا لم يكُن يومًا بالبال.

          طبقةٌ تتهاوى وأخرى تَصعَد

إذا كانت التغيُّراتُ المَوضعية قد جاءت كاسحةً صارخةً بما حفَّز المُضارون على الجأر بالشكوى والانتحاب؛ فلا مَفرَّ من الحديثِ عن الأجواءِ العامةِ التي أحاطتها واحتضنتها وأسَّسَت لها؛ إذ يدور المشهدُ إجمالًا حول إنفاقٍ أريب مُتعدّد الأطرافِ والأغراض، وواقعٍ مُفتعَل لا تقف سيقانُه على أرض. لا جديد في القولِ بأن الديونَ الخارجيةَ المِصريةَ قد تنامت بصورةٍ غير مَسبوقةٍ في الفترةِ الأخيرة، وأن الحكومةَ قد تمادت في الاقتراضِ بما جاوزَ التوقُّعات، بينما تراجعت دخولُ الأفرادِ على خلفيةِ التضخُّم المُفجِع، وتقهقرت العُملةُ المَحليةُ وانهارت قوتُها الشرائيةُ أمام الدولار.

على هذا، دَعَت الدولةُ المُواطنين لخَفْضِ مُعدَّلاتِ استهلاكِهم وترشيدِ المَصروفات، وقدَّمت في هذا الإطار برامج مساعدات للفئات الأكثر فقرًا، كما أعلنت بالطبع عن وجود أزمة تطرق الباب وتدفعه دفعًا؛ لكنها انتحلت لتفاقُمها واستحكامها أعذارًا شتَّى عدا ما يخصُّ أداءَها؛ فقد تذرَّعت بالكساد العالميّ وبوادره المُتكاثفة المؤرِّقة، وبانعكاسات الحربِ الروسية الأوكرانية وتداعياتها، وبجشعِ التجار وفسادهم، ثم حَشَدَت الأبواقَ للإشادةِ بما اتَّخذت من إجراءات؛ فيما تملَّصت ببراعةٍ من مُكاشفة الجماهيرِ بالأسبابِ الكاملةِ التي تجُّب هذا وذاك، والتي تكمنُ وراءَ المُعضِلة الاقتصادية.

الحقُّ أن تدنيًا لا شكَّ فيه قد اعتور الطبقةَ المُتوسطة التي هبطت بعضُ شرائحها حدَّ الفقر، فتهاوت مُعدَّلات إنفاقِها في بنودٍ صارت بين عشيَّة وضُحاها خارجَ المُستطاع، وقد ضاق بها هامشُ الكماليات وتقلَّصت فُرصُ الترفيهِ ولم يعد أغلبُها مُتاحًا. رغم هذا التغيير الفادح؛ لم يؤد انكفاءُ قطعة الدومينو التي تضعضع هيكلها واهترأ قوامها إلى سلسلةِ انهياراتٍ مُتوالية؛ فما كسدت محالُ الترفيه التي اعتمدت على نمطِ معيشتها، ولا دالت مباعثُ بهجتها الخاصة ومنازلُها التي كانت. لقد حلَّت محلَّ الطبقة المتوسطة ذات الخصائِص والسِّمات التقليدية، شرائحٌ مجتمعيةٌ في طور التكوين، تتمتع بخيرات النظام الحاكم الجديد وتنعم بعنايته القصوى، وقد ملأت هذه الشرائح الفراغ الناشئ عن السقوط المدوّي، وطرقت أبوابَ التدلُّل والرفاهة أنّى صادفتها، وضخَّت من الثروات ما أبقى على الميزان إلى حين.

اقتصاد الوقت الضائع

في هذه الأثناء، وفي غضون فترة قصيرة نسبيًا، ارتدى حيُّ هليوبوليس حلَّته الحديثةَ، وإلى جانب الطُرقات الشاسِعة والجُّسورِ المُتعاقبة والأرضِ الجدباء، انقلبَ هدوءُه إلى مَهرجان زاخر بالأصواتِ والأضواءِ والألوان، يشدُّ نظرَ العابرِ ويُبهره. المصدرُ الرئيسُ مقاهٍ عديدة ومحالُ أطعمة مُتنوعة، راحت تتوالد وتتكاثر في كلّ مكان، تشغل الأرصفةَ وبعضًا من مساحاتِ الشوارع، ولا تترك شبرًا خاويًا وإن أسفل مَطلع جسرٍ ومَنزَله. تظهر بين عشيةٍ وضحاها؛ فيذهل أهلُ الحيّ الأصليون، القاطنون في مُحيطها، لسرعة استوائها وتشغيلها وتوافُد الزبائن عليها.

جعلت أغلبُ هذه المقاهي الأنيقة تموجُ بالحركةِ في المساء، ولا تهدأ حتى مع انتصافِ الليل وإلى ساعاتِ الفجر الأولى، فإن أشرقَ النهارُ؛ تكالب روَّادها فرادى ومَجموعات يتناولون الشايَ والقهوةَ وما يشبه الإفطار. لا ينقطع الزوار عند الظهيرةِ بل يتزايدون، وبين مواعيد الوجباتِ المألوفة تقام لقاءات على ما تيسَّر؛ بعضها للعمل وبعضها الآخر للتوَّاد أو التعارف، بينما يبدو معظمها وقد افتقر إلى هدفٍ واضح؛ سوى قضاءِ سُويعاتٍ في صُحبَةٍ تؤلفُ بين أفرادِها القدرةُ الماديةُ على طرقِ هذا المكان أو ذاك.

الحركةُ بركةٌ كما تقول الأمثولةُ الشعبيَّةُ الذائعة؛ لكن ازدهار هذا النمطِ من الحياةِ الذي يفور سطحُه بالنشاطِ ويمور؛ لا يلوح مِن البَرَكَةِ بمنزِلَة، بل يُمثِّلُ ظاهرةً مُثيرة، تمدَّدت أذرعها في سرعةٍ لافتة وتكرَّست معالمُها بلا تمهيد، ولم تعد قاصرةً على منطقةٍ بعينها. في كُلّ ركنٍ مِن كُلّ حَيّ طالته يدُ التحويرِ والتغيير؛ مَقاعدٌ ونوادلٌ وخِدمةٌ، وفي كُلّ ثقب إبرة مُتَّسعٌ للسامرِ ولتمضية وقت فراغ تحفُّه علاماتُ استفهام عديدة؛ فإذا كان هذا العددُ المُهول من البشرِ الذين لم يبلغوا بعد عُمرَ التقاعُد؛ قد تولَّى عن العَملِ والدراسةِ، واستتبَّ له المَقامُ على ناصية أو داخل مَقصفٍ شهير؛ دون حسابٍ لجدوى إهدارِ الوقتِ وفداحةِ الكُلفةِ التي ثقُلت واستوحَشت وأرهقت الجموعَ العريضة؛ توَجَّب الوقوفُ برهة في مُحاولةٍ لهَضمِ المُستجدَّاتِ واستيعابها.

فقاعات الاستهلاك

سار الخطان إذًا في توازي؛ خطاباتِ العوزِ والحاجةِ التي راحت الدولةُ تبثها، وتُشيع مِن خلالِها مُترادفاتِ الفقرِ المُدقع وتُبرِز قيمَ التضحيةِ والصَّبر والتجلُّد، جنبًا إلى جنبٍ مع مَظاهر الوَفرةِ المتصاعدة التي لا تخطئها عين، وأنماطِ الاستهلاكِ الطبقيّ المُرتفع التي انتعشت وأينعت. لقد انبثقت منشآتٌ ومُنتجعاتٌ وقُصور منيفةٌ مِن قلبِ العدمِ واتَّخذت مَواقعَ حيويةً فارقة، وتوسَّعت سلاسلُ المطاعمِ والمَقاهي العالمية، وزادت المَحَالُ التي تقدّم الوجباتُ السريعةُ في عددِ أفرعِها وتنامَت بما لم تشهده فتراتُ استقرارٍ سالفة، وظهرت قوائمُ وَجبَاتٍ ومَأكولاتٍ تبَدَّت أسعارُها المُحَدَّثة مُستحيلةً، تنكُص عنها النسبةُ الكُبرى مِن المُواطنين، وجدير بالذِّكر أن الدولةَ شاركت بنصيب في الأرباح التي تراكَمَت؛ مُنتهجَةً وسائلَ مُباشرةٍ وغير مُباشرة منها ما لا يتعلقُ على أي حالٍ بحَجمِ الضرائبِ القانونيةِ المَفروضةِ بداهةً، ومِن ثمّ دارت الأموالُ دورةً قصيرةً وتحرَّكت؛ لكن حركتَها ظلَّت لدى العارفين بدواخلِ الاقتصادِ خاليةً من أيّ بركة، ولإن جازَ استعمالُ الموروثِ الشعبيّ في توصيفِ الأحوالِ دون مزيدٍ من التفصيلِ، لكان للمَثَلِ الخَبيث: “مِن ذقنِه وافتل له” دورًا لا يُنكَر.

انطَلَت إذًا علاماتُ الرفاهةِ والبَذخِ هنا وهناك، وكلَّلت ما اعترضَ طريقَها من الجَّوامِد دون عامَّةِ البشر، ضاربةً بعِرضَ الحائطِ أوضاعًا ماليةً مُتدهوِرَة؛ تَفضَحُها بياناتُ وإحصاءاتٌ مُوثَّقة، وتُعزِّزُها مُلاحظاتٌ ميدانيةٌ دامغة. حالٌ تبعثُ إلى الذِّهن بعديدِ الأسئلةِ، والحقُّ ألا بأس مِن التساؤل؛ وإن لم تتبلور في مَعيته أجوبةٌ شافية.

الضَّوءُ التائه

جرى العرفُ على أن تختَّصَ الأضواءُ الكاشفةُ والزيناتُ، مُناسباتٍ ذات إطارٍ زمنيّ مَحدود؛ كاحتفالات الأعراسِ والأفراح وافتتاحاتِ الحوانيتِ والأسواقِ التجاريةِ، أو إبان تقديمِ خُصومَاتٍ كُبرى خلال مَواسمٍ مَعروفة؛ تُمَارَس فيها عملياتُ البَيعِ والشِّراءِ بغزارة. إذ تنتهي المُناسبةُ وتتوقَّف العروضُ؛ تعود الأمورُ إلى نصابِها، وتنطفئ الأنوار الزائدةُ عن الحاجةِ وتُزال الزينة. 

تغيَّرت الحالُ في الآونةِ الأخيرةِ، وتحوَّلت الأضواءُ الفائقةُ مِن عاملِ جَذْبٍ مُؤقَّت إلى خاصيةٍ دائمةٍ؛ لا تقتصر على مُناسبةٍ بعينها ولا ترتبِطُ بعروضٍ خاصةٍ أو خدماتٍ استثنائية، إنما تُمثِّل إعلانَ حضورٍ صاخبٍ لا يعرفُ التقيُّدَ بحَدٍ أو ضابط، وفي حين تطالب الدَّولةِ المُواطنين بترشيدِ استخدامِ الكَهرباء وتجبرهم على إغلاق مصادر رزقهم في مناطق لا حظَّ لها، فإنها تُبارِك في مناطقٍ أخرى حالَ البهرجة المُتفاقِمة التي تلفُّ جذوعَ الأشجارِ، وتشفُّ الأرصفةَ، وتتدلَّى من أركانِ السماءِ فتنتهك حرمَتَها وتخنق فضاءَها.

المُتنقِّل بين أمكنةِ مُتباعدة، تتفاوت في مَبلَغ شقائِها وثرائِها؛ يدرك أن ثمَّة مُظلِمًا مُقابل مُنير، وأن مكيالين في يدِ السُلطَة. بريق الشوارع وحيويتها في مناطق يقابله اسودادٌ ومَواتٌ في أخرى، والأمثلة كثيرة، والأوامر التي تقضي بغلق الأسواق التجارية الشعبية الفقيرة بدعوى توفير الكهرباء، ثم تمنح تراخيصَ وتصريحاتٍ لمحالٍ مُوسِرَة بمواصلة العمل أربع وعشرين ساعة في كامل زينتها وأضوائها التي تقتحم أعينَ السائرين على مسافة منها؛ إنما تعلن عن وجودٍ سُلطوِيّ لا جدال فيه، وتؤكد حضورَ الثروةِ والنُّفوذ، كما تؤشر على فجوةٍ آخذة في الاتساع، إلى أن يستحيل سدُّها على الراتق.

عبارةٌ قصيرةٌ ذات دلالة لا يخطئها السامع؛ تسري من رأس الشارع المتواضع إلى قدميه، فيسارع الباعة بدفع بضائعهم وإخفائها، تجنبًا لمضايقات تنتهي في العادة بالمصادرة، والحرمان من المكسب البسيط المنتظر. تقترب عربات الحملة الضخمة، مُعزَّزة بقوات الشرطة؛ فتنكل بهؤلاء الذين حظوا في لحظات سابقة بحرية القفز والنداء وابتكار العبارات المسجوعة الجاذبة لراغبي الشراء، وتخذل كلَّ من حملته قدماه بغرض الحصول على أرخص المتاح.

          حال البهجة المصطنعة ومقام البؤس

تنبع الرفاهة من وفرة، والوفرة وإن خصَّت فئةً من البشر، لا يتأتى بالتبعية حرمان الفئات الأخرى من فتاتها؛ لكن أرض الواقع القاتم تبدو مجافية للمأمول منافية للمنطق، فبينما يُطالَب المواطنون الواقعون على خطوط الفقر والمتساقطون تحتها والمتجلدون على حوافها؛ بمزيد من التقشُّف، تغترف القلةُ من فائضٍ زائفٍ وتُضفي مظاهرَ كفايتها على الأجواءِ وتلهجُ بأنفاسِ الرضاء.  يبدو الأمر وكأن البهجة صارت إجبارية، ومعالم الفرح المنتشرة قد غدت لازمة قسرية؛ الضوء الساطع يجرف كل أمارة تعكس عوزًا أو ضيقًا، ويحاصر علامات الاحتياج والسؤال، يلتمع بلا داع، فيغدو وجودًا مطلقًا بذاته؛ لا يصح إبداء الاستياء تجاهه ولا الاعتراض عليه، حتى وإن تحولت بعض الشوارع والطرقات إلى كتل متوهجة لا تراعي حقوق السكنى، ولا أوقات دعة يفترض بها أن تسربل الليل، وأن تحمل للمتعبين إناءه هدوءًا يفتقدونه في النهار، وينشدونه ما خلو لأنفسهم وعوائلهم.

العابر بمناطق الأضواء شديدة المُبالَغة؛ لا يسعه إلا التفكير في كمّ البهجة المُفترضة التي تزفها الفوانيس والأنجم والألوان الزاعقة، وتعكسها أصوات المرح والسيارات الفارهة المتراصة في المرآب الخاصة، وروائح الشواء ونسائم الحلوى. ما من براح لاجترار تعاساتٍ مُتزايدة وأوجاعٍ مُقِضَّة، مع هذا؛ لا مناص من القول بأن الضوءَ الذي يَعجز الرائي عن التمتُّع به، إنما يُزيد الوَحشةَ والوحدةَ ويُراكِم المَرارة. على خلفيةٍ كابيةٍ وبؤسٍ يتسلَّل مِن الثغور؛ يبدو الضوءُ فجًا مُفتعَلًا، غائمَ المَقصد.

          ختامًا

لا يبدو اختلاجُ كفتيّ الميزان أمرًا بعيدَ الحدوث، لاسيَّما والرؤية المُستقبلية مُضبَّبةُ لا يلوح في أفقِها بشير أملٍ، فيما العلاجُ المَوصوف يواري العَرَضَ ويتجاهل أصلَ المَرَض، وبينما يجلسُ المُتمتعون بكرمِ الحياة الطارئ وبضيافتها الفاخرة على المَوائد العامرة، تعلو وجوهَهم ابتساماتٌ تُضاهي الزينات الباهرة، وبينما يعكسون وسط الأضواء المتلألئة مَشهدَ رخاءٍ لا شكَّ فيه؛ فإن الناظرَ خلفَ الساطعِ من الأشياء، يُدرك أن الحالَ قد ضاقت بالسواد الأعظم وأمسى الناسُ في همّ كظيم.

الأضواءُ بعيدةٌ نائيةٌ مَجازًا، قريبةٌ حالًا ومقامًا، تعد بالمُتعةِ مَن لا يزالون على قمَّةِ الهَرمِ المُتداعي، وتراوغ العالقين في وَسطِه، بينما تتخلى عن  القابعين في القاع؛ أولئك الذين تآكلت أبصارُهم، وأعجزتها انعكاساتُ البريق.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :