- محمود السوكني
أتابع كغيري من المهتمين بالشأن المحلي مايصدر من تصريحات من ولاة الأمر ، بعضها مثير وأغلبها مستفز وذلك عبر ما تتناقله الوسائط الإعلامية ، فذاك الذي يصف بلاده ب(الدولة المحتلة) وهي التي منحته شرف عضوية مجلسها الرئاسي ، إلى ذلك الذي يتهم القضاء بالتستر على تبدير المال العام وهو متهم كغيره بذات الفرية ، وما يثار من لغط حول توطين المهاجرين غير الشرعيين ، إلى تقسيم الوطن ، أو مقترح إستقبال المطرودين من (رحمة) حاكم البيت الأبيض ، إلى غير ذلك من المواضيع التي قطعاً تستفز الكاتب وتثير شهيته للخوض في غمارها ونكش خفاياها .
وهناك أيضاً جوانب أخرى غير السياسة يخوض في تفاصيلها الزملاء الاعزاء رفاق القلم يعز عليّ أن لا اشاركهم متعة تناولها خاصة ما يختص بالجانب الثقافي وشجونه ، وما يدور داخل مجتمعنا الذي تعددت مشاكله وفاقت همومه كل حد ، وغير ذلك من المواضيع القيمة التي تستحق الإلتفات إليها وإشباعها نقداً وتحليلاً .
كل هذا صحيح وفي غاية الأهمية ، لكنني موقن أن متابعة مايحدث هناك في الشرق الأوسط ومنطلقها قطاع غزة المنكوب أكثر أهمية وأشد خطراً من كل ما سبق ذكره . لماذا ؟! لأنهم هناك يُعدّون العدة لإحتلال أراض شاسعة من الوطن العربي ، بدأوا بغزة ولن يتوقفوا حتى يحققوا حلم (دولة إسرائيل الكبرى) التي يتباهى جنودهم بنقش خريطتها على سترتهم العسكرية ، ويتداول أبناء صهيون عملتهم المعدنية المحفور عليها تلك الخريطة الوهم !
تقول الخريطة أنها فلسطين بأكملها ولبنان والأردن وبعض العراق والسعودية وجزءً كبيراً من مصر !
هم لا يمزحون في هذا ، ولا يتوهمون ، لكنهم يعملون بجد دون توقف على تحقيق ذلك الأمل مستغلين وجود الصهيوني دونالد ترامب على رأس الإدارة الأمريكية التي لولاها لما بقيت (إسرائيل) على خاطر الوجود بعد حرب إكتوبر المجيدة .
أنا لا اذيع سراً ، فهم لا يستحون من قول ذلك علناً حتى لمن إنبطح وعقد الصلح معهم أو فتح البلاد يستقبلهم ، قالوا ذلك في مناسبات عدة ، ونشروه في وسائل إعلامهم بل وضمنوه مناهجهم الدراسية حتى يتشبع أطفالهم بهذا الحلم/الوهم !
كلهم في الوطن العربي على علم بهذا المخطط وللأسف يتجاهلونه ولا أجزم لماذا ؟ هل هو الخوف من المواجهة ؟ أم أنه الإستخفاف بما هو قادم ؟ قد يقول قائل :إن الله معنا ، ولن يخذلنا ! ونعم بالله ، لكن المولى عزّ وجل قال في محكم كتابه العزيز بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ..) كما قال سبحانه (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فهل اعددنا القوة ، وهل إنتصرنا لله سبحانه ؟ أم أنه ينطبق علينا قول الحق جلّ في علاه (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
………………………………………………………………………….














