قال الرئيس السوداني عمر البشير، خلال كلمة ألقاها، قبل يومين، في احتفال تخريج دفعة من قوات الدعم السريع، إن متمردين سودانيين وصفهم بـ”المرتزقة”، ويقاتلون مع قوات حفتر أو مع فجر ليبيا، أعلنوا عزمهم العودة إلى السودان. واشترط البشير عليهم “إما السلام أو الحرب”، قائلا “سيندمون حال اختاروا الحرب بدلا عن العملية السلمية التي بذل السودان جهدا كبيرا لتحقيقها”. ونسبت “الجزيرة نت” لخبراء لم تكشف هويتهم أن مشاركة مرتزقة في ليبيا لم تعد خافية على الجميع. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان الفريق معاش أحمد إمام التهامي، في تصريح للجزيرة، أن “منظمات ودوائر استخباراتية أجنبية تساعد الحركات المسلحة للقتال في ليبيا ودولة جنوب السودان مقابل تزويدها بالأسلحة وسيارات الدفع الرباعي، وإعادتها لإشعال الحرب مجددا بإقليم دارفور غربي البلاد”. وأضاف التهامي أن السودان رصد معسكرات تدريب عالية المستوى للحركات بجنوب السودان مع تنظيمات أخرى بليبيا”، مشيرا إلى أن الخرطوم وضعت الاحتياطات اللازمة “للحيلولة دون تنفيذ مخططاتها بالعودة إلى داخل السودان”.
وأعرب التهامي، في تصريحه الذي نقلته “الجزيرة نت” عن اعتقاده بأن عدد مقاتلي الحركات المتمردة بليبيا “غير مزعج” ولا يتجاوز المئات “لأن معظمهم اختار طريق السلام” مضيفا أن “من يدعمهم اقتنع بأن الحركات ليس لها هدف غير مصالحها الذاتية، ولا يهمها إنسان دارفور كما تدعي”. وبحسب نفس المصدر، يعتقد محمد مصطفى الضو، وهو ضابط سابق بجهاز الأمن والمخابرات، أن “فقدان الحركات المتمردة للأرضية في دارفور دفعها إلى دخول ليبيا للقتال إلى جانب العقيد معمر القذافي قبيل سقوط نظامه، ثم تحولت لاحقا للقتال مع مجموعات ليبية من بينها جماعة حفتر”، مؤكدا أنها “تعمل مرتزقة وتتاجر بالحروب وتأجيج الصراعات بدول الجوار كسبا للمال والسلاح بعدما توقف الدعم الذي كانت تتلقاه من دوائر عالمية وإقليمية”، على حد وصفه.