كتبت :: شهد الحجاري
في ظل غياب التوجيه التربوي للطالب في المؤسسات التعليمية خصوصا فيما يتعلق باختيار التخصص الجامعي يقف الطالب حائرا أمام تنوع الكليات وعدم جاهزيته للاختيار في حال عدم وجود ميول معين ومن هنا ينطلق دور الصدفة في عملية التوجيه.. ونحن على مشارف عام جامعي جديد يقف الكثير من طلبة الثانويات العامة عاجزين عن اختيار مايناسبهم من تخصصات جامعية متنوعة،وقد يلجأ البعض إلى الاختيار بناءً على رغبة أصدقائه أو محيطه أو أسرته، فيكتشف في نهاية الأمر أنه في مكان غير مناسب.. وفي أحيان كثيرة نلحظ تكدسا في بعض التخصصات على حساب الأخرى مما سيكون له تأثيره مستقبلا من حيث تناقص فرص العمل وانتشار البطالة.. ويرجع كل هذا إلى انعدام التوجيه ماخلا التوجيه الاجتماعي وبعض المبادرات التي قد تقوم بها الجمعيات أوالفرق الخاصة ،وقد يدفع الأهل كذلك الطالب إلى اختيار تخصص معين لقيمة دارسه الاجتماعية ولو كان هذا التخصص بعيدا عن ميوله.. رغم هذا لا نلاحظ بذل المؤسسات التعليمية جهودا حقيقية في عملية التوجيه لمساعدة الطلاب على شق طريقهم الجامعي.. ومن هنا يجب التنويه إلى أهمية عملية التوجيه لما سيترتب عليها من أمور اقتصادية ،مع ضرورة تبني المؤسسات المعنية محاضرات تعريفية بكافة التخصصات وكذلك إعطاء نبذة للطالب عن الحياة الجامعية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاختبار قدرة الطالب ومدى استعداده للفترة التي سيقبل عليها ومن المهم أيضا دور الأهل في هذه المرحلة المفصلية من حياة “ابنهم” وعدم الاستهانة بالأمر أو دفع الطالب لتخصص لا يرغب فيه لغاية اجتماعية أو غيرها وفي حال استعصت على الطالب عملية الاختيار يجب تشجيعه في النظر إلى ميولاته وعدم التأثر باختيارات أصدقائه لأن مايناسبهم قد لا يناسبه في أحيان كثيرة، وكذلك عدم جعل المستوى الدراسي للطالب هو الوحيد المأخوذ في الاعتبار بل يجب تشجيعه على الاجتهاد و أن المهم هو رغبته ووجب على الأهل هنا لعب دور المرشد الحكيم وذلك بعرض كافة المطبات المحتملة أمام الطالب وتشجيعه بدلا من إحباطه، وفي حالات كثيرة يكون ميول الطالب متجها إلى تخصص معين قد لا يكون متوفرا في جامعات منطقته أو بلديته فيفكر في السفر للدراسة وهنا قد يقف الأهل في بعض الأحيان موقف الرافض لأي سبب كان سواء بحجة الأوضاع الأمنية أو عدم مقدرتهم الاقتصادية لا سيما أنه في الوقت الراهن لا توجد بيوت طلابية في أغلب المناطق.. هنا يجب أن تتبنى الجهات ذات الاختصاص شؤون الدارسين خارج مناطقهم فعملية التوجيه سيترتب عليها الاختيار وبالتالي التبني..