محمد عبدالحميد المالكي
باختصار مخل، التداولية هى “السيميائيات البيولوجية”، كما دشن بيانها الافتتاحي بيرس اذ اعلن في (نادي الميتافيزيقيا، جامعة هارفارد، 1872): “ان البراغماتية هي النظرية التطورية في الانتقاء الطبيعي المطبقة على الفلسفة” ان “منتج الكلام” يستهدف (او القصد) “امتلاك معيار القيمة” من اجل التأثير على الاخرين (متلق الكلام/ النص)، بل كل الكائنات الحية تستهدف (تتقصد) التأثير من اجل “امتلاك قيمة استمرار النوع“، حتى ان “البراميسيوم”(حيوان مجهري يعيش في البرك والانهار) يملك كل السلوكيات المعرفية (Cognitive behaviors) التي يستخدمها البشر ايضا: يسبح ويبحث عن الطعام والتزاوج، يتذكر ويتعلم، كل ذلك بدون اى تعقيدات في الترابط التجريدي المعرفي. (شيرينغتون، 1957). (all without synaptic computation) (2011 ,Penrose, Stuart Hameroff) ،،، بعيدا عن رومانسية اوهام التعالي للبشر، باعتبارهم “مركز الكون“(Homo-Transdantal centralism)، اذ يغيب عن “الكائن البشري”، نتيجة حروبه العبثية مع شركائه في هذا الكوكب، انه كائن بيولوجي ايضا، بل الكارثة الفعلية، ان “النخب”، وخاصة دارسي العلوم: “لا تعرف”ان تعقل العالم (ادراكconsciousness) هو امر يخص جميع الكائنات الحية، بما فيها النوع البشري، كما ان آليات الارغام والاكراه تخص تلك الضرورات الغرائزية لاستمرار النوع. هذا الامر ليس نتيجة تأملات انطباعية، او اختراعات افكار عبقرية فردية، بل هى نتيجة دراسات بيولوجية حديثة وجدية.