بقلم :: رضوان ضاوي باحث في الدراسات الألمانية/ الرباط- المغرب
يناقش المُؤلّف الأستاذ رفائيل بال في هذا الكتاب نشأة “علم التحليل الإحصائي للمنشورات المكتوبة، أو علم تحليل الاستشهادات المرجعيّة” الذي يعمل على مساعدة أُمناء المكتبات في عملهم، وأثناء اختيارهم للكتب؛ من أجل تحسين تدبير وجرد هذه المطبوعات. ويرى الكاتب أنّ “علم تحليل الاستشهادات المرجعيّة” يعمل على قياس حجم المطبوعات لفرد ما. ويُعَدّ المنشور الذي أَوردت عنه عديد المنشورات الأخرى استشهادات، وذكرته عديد المصادر، يُعدّ منشورًا مهمًّا جدًّا، وفي المقابل تُعدّ المنشورات التي لم يتمّ الاقتباس منها، أقلّ أهميّة. بدأ الكيميائي الأمريكي (أوغن جرفيلد) في الخمسينيّات من القرن العشرين في تقييم مقالات المجلات على المستوى التّنظيميّ. أمّا الفيزيائي (دي سولا بريس)، فقد بحث في سنة 1956 في مقالة له في مجلة “علم” في موضوع التواصل بين المؤلفين و”سلوك الاقتباس” من العلماء. وقد أصبح هذا المجال يدخلُ ضمن “حقل بحثيّ إحصائيّ” يُناسب حاجات العصر حسب تعبير الكاتب. وضّح الكاتب أنّه كلما كان عدد المطبوعات وكلّ أشكال النَتاج العلميّ كبيراً، كان تقييم الإنتاجية العلميّة وتقييم الاستجابة المناسبة للاستشهادات ضروريًّا، فمثلاً لا يوجد رئيس جامعة لا يعرف موقع مؤَسّسته ضمن المقارنة الوطنيّة والدوليّة، وكذلك السيّاسي هو مُهتم بالموضوع: “العلم والسياسة يُؤثّر أحدهما في الآخر ويراقب أحدهما الآخر”. جاء هذا الكتاب في وقته، لأن استخدام “التحليل الإحصائي للمنشورات المكتوبة” أثار في الجامعات وعند العلماء إشكاليّة المناهج ومشكلة الفهم، كما أثار إشكالية قاعدة البيانات و”ثقافات النشر” المختلفة والمتباينة بعد أن زاد اهتمام المتخصّصين في القرن الحادي والعشرين، بالوصول إلى “القدرة على استعمال أكبر كمية من البيانات بسرعة عالية وبشكل مسؤول”، أي ما يُسمّى”Datability”: وتعني تبادل المعلومات عبر الشبكات العالميّة المترابطة فيما بينها وعبر سجّلات البيانات ومراكز البحث. وتكمن أهمية ارتباط التواصل شبكيّاً في جعل العالم أكثر سرعة. وقد تنبّه العلماء لهذا البُعد الإعلاميّ الجديد بسبب توفّر البيانات في الشبكة العنكبوتيّة وحضور البيانات الشخصية في الوسائط الجديدة، وهذا البُعد يُتيح إمكانيات هائلة مُعاصرة للتعاون والتّشارك وللعمل المشترك؛ من أجل تقييم المنشورات العلميّة وتأثيرها على مجال بحث معين. وهُنا يتمّ استعمال منهجيتين: المنهجيّة الكميّة، والمنهجيّة الكيفيّة النوعيّة. ويتعلقّ الأمر بالمعاينة من جانب، ومن جانب آخر يتعلّق بالتّحليل الإحصائيّ للمنشورات. ووضّح الكاتب أن فائدة التحليل الإحصائي هي الاستجابة لفهم العناصر المكوّنة للعلم جميعها، والتعرّف إلى الأنشطة العلميّة في كلّ تخصص، وطنيًّا ودوليًّا، ومعرفة مدى تأثير كل بلد أو جهة على مجال معرفيّ معيّن، إضافة إلى التعرّف على أساليب العمل المشترك الوطنيّة والدوليّة، وعلى مدى علميّة العلماء ومدى معرفتهم بالتطوّرات الجديدة في بعض المجالات المعرفيّة. وفي رأيه، فإن هذه الأبحاث تهدف إلى زيادة إنتاج المنشورات العلميّة ومعرفة خصائصها الوصفيّة وتحليل الاستشهادات التي تفتح مسالك جديدة للتّواصل. ويُعدّ هذا الإحصاء الكميّ للمنشورات وسيلة تبليغ للبيانات الموضوعيّة التي تخصُّ النشر. وتضع مناهج التّحليل الإحصائي للمنشورات العلميّة للأفراد، وللمعاهد وللمؤسسات، وللجامعات، والجهات والدول شهادات عن كمية وحجم التكرار، وعن المعنى والارتباط للمنشورات. إنها مناهج رياضيّة وإحصائية تعمل على تغيير قضايا ومسارات الإفادات الكتابيّة. ويعود أول تحليل إحصائيّ للمنشورات للعالِمَين كول Cole)) وايليس (Eales)، وهما عالمان درسا سنة 1917 نوعيّة الكتب التي ظهرت بين (1550 -1860( في مجال علم التّشريح. ورغم أنهما لا يستعملان أيّة استشهادات في عملهما، إلا أنّ الهدف من هذا العمل هو تحديد وحصر أهم عناصر محتوى حجم المطبوعات في مجال مُعيّن وفترة محددة. أمّا ما قام به جروسGross) ) وهو أوّل عمل إحصائيّ تحليليّ للاستشهادات، فيعود إلى عام 1927. إذ حلّل الباحثان هوامش الاستشهادات المستعملة في مجال الكيمياء واستطاعا وضع لائحة للمجلات الأكثر ورُودًا في تخصّص الكيمياء. وقد استفاد هذان الباحثان من وظيفتهما باعتبارهما أُمناء للمكتبات ومن تجربتهما الطويلة في الميدان، وحاولا استغلال دراستهما من أجل إيجاد وسيلة تساعد على تحصيل المجلات عبر مكتسبات هذا البحث. ويربط المؤلّف بين عمله هذا وتجربته في مجال المكتبات باعتباره مؤرّخًا للعلم، وفيلسوفًا، ويعمل حاليًّا مديرًا لمكتبة معهد التكنولوجيا بزيوريخ في سويسرا. كما أنّ لديه اعديد المنشورات في موضوع المكتبات وتغيير وسائط الإعلام. ويمتدّ اهتمام المؤلف بال بهذا الموضوع إلى كتابات سابقة له مثل كتابه” التّحليل الإحصائيّ للمنشورات”(2013)، وكتابه “نهاية قطب، ماذا يبقى حقيقةً من المكتبات؟”(2013)، إضافة إلى كتب لمؤلفين آخرين مثل كتاب “الإشراف الرقميّ على المكتبات” للباحثة أنتيا تسوكر.
يروي الكاتب بأنّ الأمريكيّ الرّياضيّ (ألفريد جيمس لوتكا) بحث في سنة 1926 إنجازات العلماء، وعمل على وصف العلاقة الموجودة بين الكاتب والمنشور. إن القليل من المُؤلّفين لديهم الكثير من المطبوعات، والكثير من الكتّاب لديهم القليل من المطبوعات. وتسمى هذه العلاقة “قانون لوتكس”Gestzt Lotkes . واهتمّ الكيميائيّ الأمريكيّ أوغن بالموضوع، فوضع مجموعة من البيانات “Current Contents” عن المطبوعات وعن الاقتباسات وأنتج دليلاً للمحتويات، بصورة قاعدة بيانات بالإنجليزية توفّر معلومة سريعة عن المنشورات المُتاحة لأهم المجلات. وقد أسس معهد “المعلومة العلمية ISI”، وحقّق بذلك مشروعًا مهمًّا هدَف إلى مساعدة أُمناء المكتبات أثناء قرار شراء الكتب، خاصةً المجلات. فاستُعملَت مؤشراته من أجل تقييم الأشخاص والمؤسسات.
إلى جانب التصوّر الكلاسيكيّ للمعرفة، أصبح القياس مهمًّا أيضًا لمضامين الشبكة العنكبوتيّة: أي لمضامين المنشورات المفتوحة والمواقع الخاصة على النت. والتحليل الإحصائيّ للمنشورات الرقميّة Webmetrie هو إحصاء لمحتوى المواقع على النت، وهو يُضيف قيمة لمفهوم التحليل الإحصائي البنيويّ، وتُغني إجراءات استعمالها. إن تحليل كميات كبيرة من البيانات Big Data يُعدّ تحديًّا جديدًا، أو بمعنى أدق “فُرصة جديدة تُتيح دائمًا تحليلاً إحصائيّاً مفصلاً للنّتائج العلميّة”. فإلى جانب اعتماد المنشورات وتحليل الاستشهادات، جاءت التطبيقات الكميّة التي توسّع من دائرة المؤشّرات (عدد التحميلات، مدة الانتظار عند تحميل الوثيقة). ويشيرُ الكاتب إلى أن فكرة إحصاء المنشورات جاءت على مرحلتين: أولاً الإحصاء العلميّ، وثانياً الضبط الكيفيّ والقيميّ. إن تحليل كمية النَتاج العلميّ له أهمية خاصّة للعلماء ولمدبّري الشأن العلميّ وكل السياسيين الذين يحملون قرارات في مواضع استراتيجية للجامعات وللمؤسسات البحثية وللوزارات. كما تُتيح حصر وإحصاء البحوث التي تمّ الإشراف عليها في الجامعة. ومع ظهور النت ومع التغييرات في التواصل العلمي أصبح هذا المفهوم غير محدد. لهذا فمن يريد إحصاء المنشورات، عليه أن يحدد ما الذي يريد قياسه وأيّ نوع من المنشورات يستخدمه القاعدة للتحليلات.
ويثير الكاتب تساؤلاً مهمًّا وهو: إلى أي حدّ يمكن أن يُبلغ الإجراء الإحصائيّ التحليليّ للمنشورات صورة كاملة وموضوعية عن قدرة وجودة العلماء ومعاهدهم بالاقتصار على قياس أشكال النشر الكلاسيكية (كتب، ومقالات) والإلكترونية (مقالات علميّة، ومدوّنات)؟
ويُضيف إن إدراك وفهم المنشورات يتمّ عبر نظام يعترف بقدرات علماء آخرين أو يتعامل معهم بالنقد البنّاء، حيث ينشأ تاريخ معيّن لفهم الأفكار والمعارف، نسمّيه “تاريخ التّلقّي”. و”تاريخ التلقي” في مجال التحليل الإحصائي هو “قياس الصّدى، أي قياس تكرار الاقتباسات في منشورات معيّنة من طرف العلماء، وهو أهمّ مؤشّر أساسيّ للتّحليل الصدى”. وكثرة الاستشهادات دليل على عدد الاقتباسات لمنشور ما في فترة زمنية معيّنة. إن القبول بأن منشورًا ما يحوي الكثير من الاستشهادات يُعدّ عملاً مهمًّا، ربما هو أكثر احتمالية من قبول أن مطبوعًا ما يحوي اقتباسات قليلة أو بدونها هوعمل غير مهمّ ولا قيمة له.
إن استعمال التحليل الإحصائي للمنشورات يعطي أهميته، ومعناه الكبير فقط في المقارنة: مقارنة أرقام عن المطبوعات العلميّة وعن تكرار الاستشهادات. المقارنة مع أشخاص ومع معاهد ومع مجموعات وفرق للبحث، وبين مناطق أو بلدان تجعل الوضعيات واضحة وقابلة للتفسير. ويتحدث الكاتب هنا عن “الشريك المقارَن” الذي نحتاجه عند قياس قدرات العلماء في مجالات علميّة معينّة.
حقّقت إتاحة المطبوعات العلميّة ومضامينها في النت بعدًا تواصليّاً مهمّاً. ويُساعد تحليل المحتوى الرقميّ على ربط بنيات وتشعبات ومحتويات الويب أثناء دراستنا للمطبوعات العلميّة الموجودة أونلاين. ويَعرض إحصاء المحتوى المناهج العلميّة على الويب والمناهج الإعلامية باعتبارها جزءًا من علم الإعلام. ومع الوثائق الرقمية عاد ما كان طيلة قرون تقليدًا، جزءًا من الكتب المتخصصة العلمية التي لا يمكن إنتاجها في أي دار نشر إلا بعد دفع أتعاب الكاتب. وبالضد، فإنّ إحصاء تكاليف تحميل كلّ وثيقة يُتيح لنا معرفة إلى أيّ مدى هو عمل علميّ مهمّ. فكلما كانت بيانات العلماء والشواهد والمطبوعات بمختلف أشكالها متاحة، ساعد ذلك على استخلاص أهمية المطبوعات وأهميّة مؤلّفيها. ويجب أن نلاحظ أن هناك نموًّا كبيرًا للبيانات التي تخصّ الأشخاص والشواهد والقدرات في النت، ومضامين مواقع النت والمواقع الاجتماعية، والمدوّنات والشات، وأيضا بيانات الهواتف الذكية نحصل منها على معطيات مهمّة عن العُلماء، وتترك لنا حقائق عن أهميّتهم العلميّة.
لا تأبه الدّراسات القانونيّة كثيراً بالنشر الإلكتروني، فهي تقليديّة سلطويّة، كما أن هناك استعمالاً خجولاً للإنترنت في مجال الأدب وعلم الآثار إذ لا يجد نفسه جذّاباً في النت. أما العلوم الطبيعية فيبدو أنها مواكبة للتطوّر التكنولوجي وتطوّر المعرفة وأشكال التبليغ. في حين تختلف مصادر الشواهد وتتنوع: فالعلوم الطبيعية والتكنولوجيا والطب، تستقي ثمانين في المائة من الشواهد في المجلات العلمية، و”هنا نعترف بسيّادة ثقافة المجلات العلمية في مقارنة مع ثقافة الدّراسات عند العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة”).
وقد عملت ندوة التّسجيلRus السويسرية على مشروع “معايير الجودة” في البحث في العلوم الإنسانيّة. وينطلق المشروع من مسألة أنّ الكثير من النتاج العلميّ في العلوم الإنسانيّة يصعب ضبطها، واستعمال الإجراءات الإحصائية التحليليّة والمؤشرات توضحُّ أنه لا يمكن تغطية كل البيانات العلميّة، فمن ناحية توجد مجموعة من الإنجازات في مجال البحث لا أثر لها في البيانات الإحصائية، ومن ناحية أخرى لا توجد قاعدة بيانات مناسبة تسمح بمعالجة المؤشرات البيبليوغرافية الكلاسيكيّة لهذا التخصص.
ويستهدف مجال الطّب والتقنيات والعلوم الطبيعيّة الجمهور الدّوليّ، لأنها مجالات تتناول مواضيع علمية عالمية. هذه النتيجة تفرض عليها كتابة نَتاجها العلمي باللغة الإنجليزيّة، لغة العلم؛ كي تُنشر على المستوى الدّوليّ لأنّها تستهدف الجمهور الدّوليّ. وتنشر الطب والعلوم الطبيعية نتائج أبحاثها في المجلات العلمية ومجلدات أعمال الندوات.
بينما نجد العلوم الإنسانية والعلوم الإجتماعية تعالج مواضيع وطنية ومحلية، وتهتّم العلوم الإنسانيّة في نتاجها بظواهر خاصة بسياق جغرافيّ واجتماعيّ معيّن، لهذا فهي أعمال قد لا تكون مهمة للجمهور الدّوليّ، ولذلك تشكل الكتابة باللغة الوطنية طابعًا خاصًا بها. يغلب على العلوم الإنسانية الاستشهادات المحددة والمتعارضة، وتطبع محليًّا أو وطنيًّا على شكل كتب فردية وجماعية ومقالات في مجلات.
حين نتحدث هنا، نتحدث عن “سلوك النشر” أو “ثقافات النشر”، ونستنتج أنّ شكل المقالات في المجلات العلميّة المتخصصة يغلب على نَتاج هذه التخصصات. بينما تحتلّ الكتب مكانة عالية في التواصل العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية. مقارنة بما يسود في العلوم الاجتماعية والإنسانية الدراسات والكتب الجماعية وأعمال الندوات، لكن المقالات المنشورة في المجلات العلمية ما تزال تحتلّ مرتبة أدنى. ويبدو أن التحليل الإحصائي للمنشورات العلمية يهتم فقط بقياس وتقييم الإنجازات العلمية المكتوبة، ولا يهتم بجودة هذه الإنتاجات. فهو يُركز فقط على تاريخ التأثير وعلى ثقافات وسلوكات النشر.
يؤكدّ المؤلفّ على أن الكثير من العروض، والندوات والمعارض والتعليقات في المدونات والمراجعات وعدد من الرسائل الجامعية والتكريمات والجوائز وأنواع أخرى لم تصنف في مؤشرات التحليل الإحصائي للمنشورات العلمية. ويستعرض المؤلف المزيد من المؤشرات التي تُستعمل في ضبط الإنجازات العلمية في شتّى التخصصات المعرفية، كالآتي:
تمكّن مؤشر هيرش-عالم فيزيائي أمريكي- من إتاحة قاعدة بيانات مقارنة وموضوعية ومضبوطة عن أهمية إنجازات العلماء. وتمكّن هذا المؤشر من اعتلاء مكانة لدى مؤسسة المجتمع العلمي Scientific Community. إنّ دليل هيرش (مؤشر هيرش/ عامل هيرش) هو عبارة عن جمع بين عدد من المنشورات وتكرار الاستتشهادات. فمؤشّر التأثير يقوم بإحصاء عدد من المقالات في مجلة ما، وعدد الاستشهادات التي تحتوي عليها كل مقالة، ثم يوزّع عدد الاقتباسات على عدد المقالات. من هنا نستطيع ترتيب هذه المطبوعات حسب عدد الاستشهادات الموجودة؛ لنتمكن من رؤية مدى تأثير مؤشر هيرش. يساعد مؤشر التأثير على قياس جودة مجلة ما من خلال قاعدة العلاقة بين عدد المقالات ومجموع الاستشهادات. إنه وسيلة تساعد على تحديد جودة المجلات، لكن هذا المؤشر لا يهتمّ بتحديد جودة المقالات ويقيّم أهمية جماعة علميّة إلا إذا نشرت هذه الجماعة في عامين أكثر من مائة مطبوع.
ويساعد ضبط ثمن الوثيقة المحمّلة من النت وعدد التحميلات وعدد القراء (نلجأ إلى عداد القراء) لتوثيق بيانات النت العلميّة. ولا يمكن لهذه البيانات أن تعوّض الاستشهادات ولكنها تكمل عملها.
-تقدم شبكة المعرفة web of Science بدائل للاعتراف بالأشكال الجديدة العصرية للتواصل العلمي وللمقالات العلميّة. ويفيد هذا المؤشر في مراقبة المؤشّرات العلميّة المبنيّة على الاشتراكات في النت، ويديرها تومسون رويترس: إنها تقدم خدمات شاملة في مجال البحث في الاستشهادات، وتتيح لنا إمكانية الوصول إلى العديد من قواعد بيانات مُختلف مصادر الأبحاث المتخصصة.
-أما سكوبوسScopus لـ Elsevier، فهي عبارة عن قاعدة بيانات للاستشهادات والملخّصات مُؤدّى عنها للمقالات الصحفية العلمية، وضعها السيفير Elsevierمنذ 2004 وتتيح للمكتبات الوصول المباشر للبيانات وللنصوص الكاملة في مجال العلوم الطبيعيّة والطّب، كما تضمّ ملخّصات المداخلات في الندوات والكتب. وأخيرًا، يُعدّ جوجل سكولار محرك بحث خاص بالمؤلفات العلميّة والأكاديمية، حيث توجد فيه أبحاث ورسائل علمية ومقالات، ويسمح للباحث باستخدام معايير بحث خاصة بالمكتبات مثل اسم الكاتب أو تاريخ النشر.
وأرى أنّ الكاتب عمل عملاً مهماً، ألحق به معجماً سرد فيه 46 مفهوما ومصطلحًا علميًّا خاصًّا بعلم المكتبات. أمّا البيبليوغرافيا فأغلبها مقالات علمية منشورة في مجلات علمية باللغة الإنجليزية، مما يحيلنا على فكرة الكتاب نفسه، بأنّ المواضيع العلمية تُكتب باللغة الإنجليزية وتُنشرُ في المجلات. إن ترجمة عربيّة لهذا الكتاب لا شكّ ستُغني المكتبة العربية التي تُعاني فقرًا شديدًا في مجال التحليل الإحصائي للمنشورات العلميّة.
الكتاب: التحليل الإحصائي للمنشورات العلمية ومعالجة البيانات في عصر الاونلاين.
الكاتب: رفائيل بال.
دار النشر: دنجس وفريك، 2015
مكان النشر: فيسبادن، ألمانيا. عدد الصفحات: 158.