بقلم :: علي أبورويلة.
كرة القدم بكل متعتها و جنونها و بكل ما تحمله من رسائل معنوية و مادية، بكل ما فيها من تلاحم و تنافر، بكل ما فيها من صراع على كل المستويات فرديا و جماعيا و إداريا و حتى في مجال التشجيع، يبقى أرقى و أجمل مافيها هو التنافس الكبير بين الفرق. لو أخذنا نظرة سريعة على كرة القدم في كل أقطار العالم سنجد هناك تنافسا تاريخيا بين الفرق في أسبانيا الكلاسيكو بين الريال و برشلونة، و في إنجلترا ديربي الكراهية بين ليفربول و مانشستر يونايتد، في ألمانيا ديربي الرور بين دورتموند و شالكة و في إيطاليا ديربي الغضب بين الميلان و الإنتر أو ديربي إيطاليا بين اليوفي و الإنتر، و هكذا في كل أقطار العالم يوجد تنافس تاريخي بين فريقين أو أكثر. لكل شخص منظوره الخاص نحو هذا التنافس فالمشجع ينظر له بشكل تعصبي و لا يرضى بشيء غير الفوز، و المحلل ينظر له بنظرة تحليلية و يراه وجبة تكتيكية دسمة تستحق المتابعة و التدقيق، و الحيادي يشتغل على مضايقة جماهير الطرف الخاسر في المعركة، و كل الأطراف تعطينا تنافسا من شكل آخر هو عبارة عن صراع خارج المستطيل الأخضر. #صَـاحِـبُ الْـعَـقْـل. في خضم كل هذه الصراعات و هذا التنافس اللامنتهي نجد فئة قليلة جدا و جدا هي التي تنظر للأمر من منظور عقلي لا تشوبه شائبة، فئة نادرة جدا قد تكون مكروهة من بعض المتنافسين لكن صورتها هي الأقوى. لا ضير من الاعتراف بالهزيمة و لن ينقص شيئا من المعترف أو الذي يهنئ خصمه بالفوز بل سوف يرفع من قيمته و لو بعد حين، لا يستوجب على المحلل اتباع ميولاته الشخصية حين يحلل مباراة و إلا افتقد للمصداقية ووقع في المحظور، و لا يجوز للمشجع أن يعترف بالفوز غير المستحق إن حصل، كما لا يجوز للخاسر اتهام الفائز زروا إن كان الفوز نظيفا. #هَـلْ هُـنَـاكَ نِـهَـايَة? التنافس الكبير في عالم الكرة بين الأندية و المشجعين هو مسلسل قديم جدا و لا أحد يرغب في نهايته سواء على مستوى الفرق أو على مستوى التشجيع، فلا معنى لكلمة كلاسيكو أو ديربي أو تنافس إن انتهى فريق و خرج من المنافسة و صارت المباريات عبارة عن تحصيل حاصل. #خـُـلَاصـَة عَـامّة. تنافس الفرق في المستطيل الأخضر و تنافس الجماهير في المدرجات و تنافس المتابعين على مواقع التولصل الاجتماعي و السوشيال ميديا هو النكهة الخاصة في كرة القدم و لكن في حدود المعقول