- أحمد إمام
لياليكَ مَخْفورَةٌ بالحنينْ
وها أنتَ للآن
ما زلتَ تَبْحَثُ عن فِضَّةِ النهرِ
خلفَ الظلامْ
وتَعْبُرُ… من دونِ أنْ تَبْلُغَهْ!
ولا صوتَ كي تستعيدَ الكلامْ
وكي تحتويك اللغةْ
وحيدًا إلى نفسه يستكينْ
– غيابان
نساءٌ كثيراتُ
كُنَّ يُرَتِّبْنَ بالأمسِ فَوضاكَ
لَكِنْ فَشلْنَ،
فَقُلْ لِلَّواتي…
أنا الآنَ نَهْبٌ لهذا الضياعْ
وأسألُ هل لحظةٌ أمْ أبدْ؟
وأنتِ انتظارُ الذي لا يجيءْ
تَمُرِّينَ مَنذورةً للوداعْ
وطيفُك حِلٌ
بهذا البَدَدْ
– ذِكرى
البحرُ وكرسيّانْ
وسَلالِمُ مِنْ حَجَرٍ
كَتَبَ العشّاقُ عليها
بالحرفِ الأولِ:
للذكرى..
ماثِلَةٌ ثمَّ بيوتُ الرَّملِ
ومُشْرَعَةٌ فيها الأحلامُ
إلى جِهةِ النسيانْ؛
مرَّ الوقتُ
وأفْلَتَ كلُّ في آخرةِ الليلِ أصابعَه
وإلى الآنْ
والذكرى يحرسُها حرفانْ
– عزلة
رَذَاذٌ تَنَاثَرَ خَلْفَ الزُجاجِ
وصوتٌ بَعيدٌ تناهى صَداهُ إلى مَسْمَعِي..
رَفيقايَ في ليلةٍ ماطرةْ؛
وَحيدًا أقولُ: أنا لستُ وَحدي،
ولَكِنْ إلى الآنَ لستُ مَعي!
قريبًا سَتَنْغَلِقُ الدائرةْ
بليلٍ كهذا
تظلُّ النهاياتُ مفتوحةً
وما من عدوٍّ سوى الذاكرةْ
– مجرد غبار
لك الآنَ أنْ تَحْتَفي بالخسارةِ
في آخر الشوطِ
أو بالغُبَارْ…
لك الآنَ أنْ تَكْتَفي بالحنينْ..
مواعيدُ كانتْ وراءَ السياجْ
مُلَوَّنةً مثلَ حَلوى الصغارْ
وعالِقَةً كالندى في الزُّجاجْ
تَلُوحُ ولكنَّها لا تحينْ














