هدفها احياء التراث العربي
“الجمعية الليبية لأصدقاء اللغة العربية”.. منبرٌ لاستقطاب الكتاب والأدباء
كم هو جميل ورائع عندما يكون حديثنا باللغة العربية، ولكن الذي يثلج قلوبنا عندما نرى مخلصين ليبيين أرادوا ان يكون لهذه اللغة منبر لاستقطاب مبدعين من الكتاب والادباء والفنانين والمدونين والاعلامين .
“الجمعية الليبية لأصدقاء اللغة العربية” هي عنوان لهذا التألق والابداع، والتي سوف نتعرف من خلال مؤسسيها على فكرتها، وهدفها، وتطلعاتها في سياق التقرير التالي.
حاولنا بفضول الاقتراب مع متبنية هذه الفكرة والتي تعتبر أحد مؤسسي الجمعية ، وهي المهندسة فتحية محمد المفتى, بكالوريوس هندسة مدنية.
فكرة ترى النور
وقالت م. المفتى لـــ “فسانيا” حول هذه الموضوع :” كنت مهتمة بنشاطات اللغة العربية قبل احداث الثورة على صفحات الفيس بوك، حيث كنت اتابع نشاطات الجمعيات المصرية للغة العربية ,وكذلك حضوري للدورات اللغوية في فن الالقاء للأستاذ علي أحمد سالم, فتعرفت على أصدقاء كان لهم نفس الاهتمامات مثل الاستاذة زينب الاسكندرانى , واريج المحجوب “.
وأضافت:” كانت الفكرة تراودنى مند فترة فقلت للأستاذ على أحمد لماذا لا ننشئ جمعية تتبنى علوم اللغة العربية , وخاصة أن الأمور ميسرة لإنشاء الجمعية الآن فاعجب بالفكرة, وطرحتها على باقي المؤسسين وهم الاستاذ خالد موسى, والاستاذ احمد محمد المهدى, والاخت زينب الإسكندراني, والذين واقفوا ايضا على انشاء هذه الجمعية”.
وأكدت على ان انفتاح الإعلام كان أحد الدواعي الأساسية وراء انشاء الجمعية وقالت:” ان الاعلام أصبح مفتوح الآن والكل يريد المشاركة والكتابة, فلماذا لا تكون كتاباتهم بأسلوب بسيط وواضح وراقي باستعمال اللغة العربية نطقا وكتابة و لتقوية أنفسنا باستعمالها وكذلك لاستقطاب واظهار مبدعينا من الكتاب والأدباء والمدونين والشعراء وغيرهم لكى يتعرف عليهم المواطن الليبي وكذلك المواطن العربي حيث كانوا هؤلاء المبدعين مطموسين في عهد الطاغية كما أن اللغة العربية لم تدرس جيداً في مدارسنا لأولادنا فكان نصف المنهج ملغي، فهذه سياسة ممنهجة لطمس لغتنا “.
اظهار المطموس
وأضافت:” على هذا الأساس كان اتجاهنا لإنشاء هذه الجمعية ولقد سألنا المتخصصين لاستيفاء الشروط اللازمة للموافقة. تمكنا من الحصول على الشعار بمساعدة الفنان عادل شربوح الذى صممه لنا, وكذلك هناك بعض الخطاطين الذين مكنوننا من اصدار الختم وكل ذلك كان بجهود ومساعدات تطوعية “.
وأوضحت أن جمعتهم هي جمعية أهلية غير ربحية تعنى بشؤون اللغة العربية الفصحى وتحي التراث العربي لغة وعلوما وأدباً وفنونا، كذلك تشجع استعمالها نطقا ورسما وتدريسا وتشجع الانتاج الفني والبصرى والانتاج الأدبي بمختلف اجناسه سواء كانت رواية , قصة قصيرة ،شعراً ’مقالة. اما وسائلنا هي : الدورات التطبيقية العملية ،وورش عمل، ومعامل اللغة زيارات عملية ميدانية .
وتابعت بالقول:” مستقبلا سيكون لمبدعي بلادنا جمعية تظهر ابداعاتهم التي كانت مطموسة, في حين كانت تزدهر الدول العربية بالأمسيات والبرامج الثقافية, فمثلا في مصر كانت هناك جمعيات ثقافية مصرية مثل وكالة الغوري, وجمعية حماة اللغة والذي اسسها طاهر ابو زيد رحمه الله الذي كانت له برامج مسموعة أسبوعية تهتم بالثقافة واللغة فهو كان مواكب للأحداث العربية التي من حوله و دائماً يتحاور مع الشباب بأسلوب راقي مستخدما اللغة العربية تشكيلا واعرابا, كأنه شاب, وليس رجل يناهز الثمانين من عمره ,في حين ان مبدعي ومثقفي ليبيا سجنوا وماتوا بالسجون.
وختمت حديثها بالقول :” وايضا لا ننسى شريحة الشباب كالمدونين والمصورين للأحداث , والدين لم يستطيعوا نشر مقالاتهم للأحداث الجارية ،وسنمكنهم من التواصل عبر صفحتنا في الموقع الإلكتروني , ونشر كل ما هو جديد , وتشجيعهم على استعمال اللغة العربية الفصحى كتابةً ، لكى تفهمها كل الدول العربية عند زيارتها لصفحتنا في الفيس بوك ،وكذلك نحاول تحسين الذوق والمستوى العام للشباب . والجمعية مفتوحة لأى أحد يريد الانضمام لنا ، والاقبال أصبح كبيراً وهذا يدل على وعى ورغبة المواطن في التلقي والابداع .
و أكدت المفتى على أهمية مثل هذه الملتقيات بما لها من تبادل أفكار وخبرات إيجابية, بغض النظر عن فارق العمر، فهم لهم نفس الاهتمامات، والاختلاف لايعنى الخلاف . كما أتمنى من الاعضاء التفاعل الإيجابي , وأن تعم الاستفادة للجميع, لكى تتحسن لغتنا العربية نطقاً وكتابةً، ولهذا كانت الجمعية الليبية لأصدقاء اللغة العربية لجميع التخصصات وجميع الشرائح .
التواصل الالكتروني
من جانبها ذكرت زينب الأسكندرانى المشرفة على صفحة الفيس بوك بأن” التواصل عبر صفحتنا إيجابيا وكبيراً ومن جميع أنحاء ليبيا من سبها – تراغن -غدامس –زليتن – البيضاء . وجلهم يتفاعلوا معنا باستمرار وباهتمام ويمدوننا باقتراحاتهم وهناك مؤسسات مدنية من غرب وشرق وجنوب البلاد يتواصلون معنا على صفحة الفيس بوك أيضاً .
وأضافت:” ستكون هناك نشاطات ومسابقات قادمة على صفحتنا الالكترونية.
يجدر الإشارة هنا إلى أن الأستاذ والفنان علي أحمد سالم الذي حمل على عاتقه أوزان اتقان واسرار جمال هذه اللغة, للعبور بها عبر جسور المحبة والاخلاص ببرامجه الاذاعية ونشاطاته اللغوية المختلفة فكان مبدعا في اتقانها وصوتا جميلا في هجاء حروفها.
أمتدت بصماته لعقود من الزمن, حيث كان الاخلاص والعفوية له عنوانا, والعطاء والابداع ميزة نفتقدها في زمن ساده التصنع وطغت فيه المادة وندر فيه الاخلاص والحس الفني. ولعل فيلم الرسالة واقتباسه ببراعة لشخصية الصحابى بلال كانت عنوان البداية له.