ارسلت الجزائر للجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي إنذارا شديد اللهجة، واشارت إلى أنها قادرة على قلب الموازين في الميدان عندما تقتضي الضرورة ذلك، وجاء هذا بعد حصول الجزائر على معلومات استخبارية حول دعم عسكري واتصالات بين الجنرال خليفة حفتر ودولة الاحتلال الاسرائيلي، واشار مصدرنا إلى أن الجزائر رسمت للجنرال حفتر خطوطا حمراء لا ينبغي تجاوزها مهما كانت الظروف.
أنذرت الجزائر الجنرال الذي قام بترقية نفسه إلى رتبة مارشال خليفة حفتر من تبعات التعاون المباشر مع الكيان الصهيوني ، واستجلاب خبراء عسكريين اسرائيليين إلى داخل ليبيا، وقال مصدرنا إن الجزائر ابلغت ممثل خليفة حفتر في العاصمة المصرية القاهرة أنها قادرة على تغيير موازين القوة على الأرض عندما تقتضي الضرورة ذلك عبر مساعدة خصوم حفتر العسكريين في حكومة الوفاق، إذا لم يتوقف التقارب بين الجنرال ودولة إسرائيل، وقال مصدر مطلع لموقع الجزائرية للأخبار إن أجهزة أمن عدة دول رصدت تنسيقا متزايدا بين قائد الجيش الوطني الليبي الجنرال خليفة حفتر واسرائيل، آخر هذه التقارير تشير إلى أن اسرائيل وفرت معلومات استخبارية على قدر كبير من الأهمية للجنرال في عملياته العسكرية الأخيرة قامت بجمعها عبر طائرات تجسس تحلق فوق الأجواء الليبية ، وعبر وسائل تجسس أخرى، ولا يتعلق الأمر في مجال التعاون بين الجنرال خليفة حفتر واسرائيل في مجال المعلومات الاستخبارية بل يتعداه إلى مجال التسليح حيث حصل الجيش الوطني الليبي على شحنتي سلاح تم نقلهما جوا من مطار اللد الإسرائيلي إلى ليبيا، وتضمنت الأسلحة الإسرائيلية صواريخ مضادة للدبابات، ومعدات رؤية ليلية وبعض أنواع الذخائر الموجهة، وقال مصدر مطلع لموقع الجزائرية للأخبار إن التعاون التنسيق بين اسرائيل و الجنرال خليفة حفتر بدأ في التصاعد في الأشهر الأخيرة بوساطة من الامارات العربية المتحدة.
وما يثير الاستغراب في مجال السياسة الخارجية للجنرال خليفة حفتر هو التقلب والمزاجية التي تطبع توجهات الرجل السياسية والتي تشير إلى أن المنطقة أمام شخصية مزاجية لا تختلف عن شخصية الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي ، لكنها أكثر سوءا لأن سياسة قائد الجيش الوطني الليبي لا تنطلق من اية ثوابت وأفضل مثال على التقلب والمزاجية في قرارات الجنرال حفتر هي التقارب مع الجزائر في بداية عام 2017 الذي بلغ حد طلب المساعدة العسكرية، و التسريبات التي تحدثت في شهر فبراير شباط 2017 عن حصول الجيش الوطني الليبي على شحنة سلاح من الجزائر ، وهو التسريب الذي لم تنفيه الجزائر كما لم ينفيه الجنرال حفتر في حينه ، وقبلها التقارب مع روسيا الذي بلغ حد رسو حاملة طائرات روسية في سواحل ليبيا وزيارة الجنرال حفتر لهذه القطعة البحرية، ثم التقارب الشديد حاليا بين الجنرال وبين الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب حيث تؤكد كل المؤشرات أن الانتصارات العسكرية التي حققها الجيش الزطين الليبي في الاشهر الأخيرة جاءت بدعم مبار امريكي، وتشير مصادرنا إلى أن التقارب بين الادارة الأمريكية الحالية وقيادة الجيش الوطني الليبي تم في اطار صفقة مع إسرائيل .
وتتخوف الجزائر من إحتمال تواجد قوات إسرائيلية أو حتى قاعدة مخابرات إسرائيلية في ليبيا مع ما يمثله هذا الاحتمال من تهديد للأمن الوطني وأمن المنطقة المغاربية ككل، كما ان استمرار تحليق الطائرات الاسرائيلية في أجواء ليبيا ، قد يؤدي في النهاية لإعطاء مبرر قوي للجماعات الإرهابية التكفيرية في ليبيا يسمح لهاب العودة إلى الساحة ، وهوما ترفضه الجزائر، وقال مصدر مطلع لموقع الجزائرية للأخبار إن الجزائر تبني سياستها الخارجية على عدم التدخل في سياسة باقي الدول الخارجية إلا أنها ترى أيضا أن الجنرال خليفة حفتر ليس من حقه اتخاذ قرار مهم وخطير يتعلق بمستقبل العلاقات الخارجية الليبية وهو التطبيع مع اسرائيل ، الذي قد يفتح ليبيا أمام احتمالات تجدد الحرب الأهلية واشتدادها .
المصدر :: الجزائر الاخبارية