فسانيا / سلمى مسعود.
شهد مركز المؤتمرات الدولي (CICB) بالعاصمة باماكو الحفل الافتتاحي وأعمال اليوم الأول من المؤتمر الدولي العلمي: “اللغة العربية ودورها في الإنتاج المعرفي ومواجهة قضايا التطرف الديني بمنطقة الساحل الأفريقي: المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة”، وسط حضور واسع ضم وزراء ومسؤولين حكوميين، وأصحاب السعادة السفراء، ونخبة من العلماء والأكاديميين والطلاب من عدة دول عربية وأفريقية.

استهل الحفل بكلمات ترحيبية ومداخلات قيمة للجنة التنظيمية ومديري الجامعة، الذين أكدوا أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظرف إقليمي حساس يتسم بتصاعد التحديات الأمنية والاجتماعية والفكرية.
واعتُبرت كلمة الأستاذ الدكتور موسى سانوغو – رئيس المؤتمر ومدير عام المعهد الأوروبي للبحوث والعلوم الإسلامية بفرنسا – الأهم في الافتتاح، حيث أشار إلى أن اللغة العربية تمثل ركيزة حضارية وأداة استراتيجية في مواجهة الفكر المتطرف وتعزيز قيم التعايش والسلم.

كما ألقى ضيف الشرف الدكتور عبدالمحسن زين المطيري رئيس مجلس إدارة جمعية آيات الخيرية بدولة الكويت – كلمة أشاد فيها بالمؤتمر، معتبرًا إياه خطوة علمية مهمة في ترسيخ مكانة اللغة العربية ودورها في مواجهة خطاب التطرف.

وشارك في الحفل أيضًا سعادة القائم بالأعمال بسفارة ليبيا في مالي السيد عثمان محمد عثمان الحطماني ، الذي أكد على عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين ليبيا ومالي، وأهمية تعزيزها وتوطيدها في مختلف المجالات، مبرزًا أن حضور ليبيا في هذا الملتقى يعكس حرصها على دعم المبادرات الفكرية والثقافية التي تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

أما جلسات اليوم الأول فقد ناقشت قضايا محورية أبرزها دور اللغة العربية كأداة للإنتاج المعرفي في أفريقيا، وكيفية توظيفها في مواجهة خطاب التطرف الديني، إضافة إلى عرض استراتيجيات فكرية وثقافية للتصدي للتطرف، والتأكيد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في خدمة اللغة العربية كحصن للهوية الفكرية والثقافية لشعوب الساحل.

واختُتم اليوم الأول بالتأكيد على أن اللغة العربية، بما تحمله من إرث حضاري ومعرفي، تشكل دعامة أساسية لبناء وعي مجتمعي سليم يواجه الانحراف الفكري ويسهم في تعزيز الأمن والتنمية المستدامة.














