عثمان البوسيفي
كلما هممت بالخروج من البيت تساءلت في نفسي متى تنقطع الكهرباء على البيت ويتحول إلى غرف إسمنتية لا يمكن الحياة فيها وخصوصا للأطفال الصغار الذين ذنبهم الوحيد هو ميلادهم في هذه الأرض التي نحلم كل ليلة وكل نهار أن تتحول إلى بلد حقيقي لا تنقطع فيه الكهرباء وهو ينتج أجود أنواع النفط في العالم . كل وزراء الكهرباء الذين أتت بهم المحاصصة والفساد وعودهم براقة وعمل لا أثر له فالبيوت تتحول إلى جحيم ساعات طويلة في ظل صراخ الصبية الصغار ودعوات الكبار . الحكومة الحالية مثل من سبقها وعود كاذبة وظلت الكهرباء تمارس فعلها الشنيع فينا دون بارقة أمل تلوح في الأفق .
المخجل في الأمر أن الحكومة تتحدث عن تنمية وألف سؤال يصرخ في السر والعلن كيف يمكن صناعة تنمية والبلاد تعيش حالة ظلام وانقطاع مستمر في الكهرباء . إنه الفساد يا سادة يقود المسؤول الليبي إلى الكذب من أجل سرقة الميزانية وإهدار ما تبقى من مال في خزينة السارق الكبير . من أي طينة هؤلاء الذين يقودون قطاع الكهرباء وكافة قطاع الدولة وهم لا هم لهم غير جيوبهم فقط ولا يقع المواطن المسكين في دائرة اهتمامهم بل هو في نظرهم ميت وشبع موتا .
اللعنات لا تتوقف مثل تصريحاتهم النكبة التي تقول في شهر كذا سوف يتوقف انقطاع الكهرباء ونسوا وتناسوا أنها مشكلة دائمة هدفها سرقة المزيد من أوراق العملة والفرار خارج هذا السجن الكبير الذي يسمونه وطنا . المسؤول عن الكهرباء لا يقرأ مثله مثل بقية السراق .
الكتابة عن ملف الكهرباء مؤلمة كأي حديث عن البلد الكبير في المساحة والخالي من الخدمات … هل سأقول لك تبا أيها المسؤول البائس عن الكهرباء أو أقول مليار تب . في كل صباح ومساء تسافر الدعوات لرب السماء في ظل حكومة غبية لا تعرف إنتاج الحلول بل تعرف زيادة حجم المشاكل أكثر .. معجونة الأيام هنا بمزبد من الدعوات علها تطال حرق من يساهم في حرقنا وبقاء أحلامنا غارقة في مستنقع البهيمة التي لا تعرف غير الأكل والشرب فقط وهو أقصى أمانيها … حين يبقى حلم الإنسان كهرباء فاعلم أنه إنسان ميت …