- خالد خميس السحاتي
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، التي سلف الحديث عنها في المقالة السابقة، لم يقتصر فقط على الحملات الانتخابية والتسويق السياسي، ومكافحة ظاهرة “الإرهـاب”، بل امتـد إلى العمـل الدبلوماسي بشكل مباشر، وهذا الأمر حاليا له شواهد كثيرة، ودلائل واضحة للعيان، أبرزها أن العديد من “البعثات الدبلوماسية” و”القنصليات” أصبحت لها صفحات على شبكات التواصُل الاجتماعيِّ، مثل: الفيس بوك (facebook)، تتضمَّنُ تلك الصفحات الإعلانات الرَّسميَّة الصَّادرة عن السفارات والقنصليَّات، والتي تتناولُ مثلاً: مواعيد العمـل، والإجـازات أو العطلات الرَّسميَّة، سـواءٌ منها المُتعلقة بالدَّولة المُعتمـدة أو الدَّولة المُعتمـد لديهـا “المُضيفة”، وكذلك بعض الأخبار المُتعلقة بالعمل الدبلوماسي والقنصلي، وما يخص الرعايا من تنبيهات أو إعلانات تتعلق بعناوين مقار البعثات، ووسائل التواصل معها هاتفيا أو إلكترونيا، وما يتعلق بتأشيرات أو إجراءات السَّفـر للدولة المُعتمدة، بالإضافة إلى التعريف بهذه الأخيرة، من الناحية السياسية والتاريخية والجغرافية وغير ذلك.. وذات الأمر ينطبقُ على مـا يُسـمَّى بــ: (المُلحقيات الفنية)، كالملحقيات الثقافية والأكاديمية والصحية والعمالية وغيرها.. حيث تتوجه كل منها عبر صفحات التواصل الاجتماعي (الرَّسميَّة) إلى الفئات التي تتعامل معها كفئة الطلاب المقيمين في الخارج لغرض الدراسة تتعامل معهم الملحقيات الأكاديمية، وتقدم لهم عبر صفحاتها خدمة توفير المعلومات حول ما يتعلق بمواعيد العمل، والخدمات المتوفرة في مقر الملحقية، ووسائل التواصل الهاتفي والإلكتروني، ونشاط المُلحقيَّة المُتعلق بتقديم الخدمات اللازمة لطُلاَّب دولتهم (المُقيمين في الدَّولة المُضيفة) حسب التشريعات واللوائح النافذة في الدولة المُعتمــدة.. ومع كل الإيجابيات التي يوفرها عصر العولمة للعمل الدبلوماسي لا ننسى أن شبكات التواصل الاجتماعي قابلة للاختراق، حيث يمكن إنشاء صفحات مزورة تحمل أسماء لمؤسسات أو بعثات دبلوماسية أو غيرهما، ولذلك دائما يتم التأكيد من قبل الجهات الرسمية التي تطلق صفحات إلكترونية على ضرورة التحقق والتثبت من شعار الصفحة الرسمي، وبعض التفاصيل الأخرى التي يمكن من خلالها معرفة الصفحة الرسمية المعتمدة من الصفحات المزورة… وكل ذلك بالتأكيد يُشير إلى أنَّ هذا الفضاء الإلكتروني الرَّحب بقدر ما فيه من إيجابيَّاتٍ كثيرةٍ فإنه كأي وسيلة تواصل يتطلب دائما التعامل معه بحذر، وتحري الدقة والمصداقية، والاستفادة من كل ما يوفره من خدمات للعمل الدبلوماسي والقنصلي… وللحديث بقية..