الدعوة لاستئجار جيش

الدعوة لاستئجار جيش

كتب :: محمد مسعود 
حفتر المشير ما كان ليعقّد المشهد السياسي المعقد في ليبيا أصلاً ، ربما أراه خلق توازناً من حيث لا يدري خصومه ، ومن حيث لا ندري نحن الطبقة الصامتة ، واعتقد أنها من ألطاف الله بنا ربما ان كان حفتر , فليبيا كانت لخصومه قبلاً وما عرفوا كيف يقدموا أنموذجاً مقنعا لدولة تنشأ ولو بحجم الكونغو حتى ، أما خروج الرجل فأتقبله كما أتقبل تغوّل الكائنات البائسة على المشهد الحالي رغم أنوفنا , لذا لا أرى الحل إلا بتقليد مشهدية حي رابعة العدوية بمصر للخلاص ، فالإسلام السياسي لا يمكن له أن يتراجع للوراء خطوة واحدة ، وما فعلته (النهضة) بتونس لن يفعله المشري وصوان وبن قايد ومن على شاكلتهم مطلقاً ولو سويت ليبيا بأكملها بالأرض وصارت صفصفاً ، ذلك لان المجتمع التونسي متعلم متحضر منذ زمن بعيد وأن تنافخنا كبراً و تعنثا بخلاف ذلك ، ذلك لأنهم لا يرون خلافهم غير كفرة فجرة لا يليق بهم إلا الحدود الدموية ، ولن يعجزوا أن يجدوا الفتوى التي تبيح لهم ذلك ، وذلك منهجهم على مدار التاريخ ، إنها عقدة “شعب الله المختار فيهم” فهم لا يروا سواهم كمستخلفين في الأرض يخصهم الله بالدود عن دينه وحدهم دون سواهم ، على أن تكون لهم الآخرة جزاءً كما لهم الأولى كفاءً .
عندما أعلن المشير انقلابه وحلّ المؤثر الوطني والقبض على كائناته ، توجّست كثيراّ وقلت جن الرجل ، أنه يحاول تلبيس الحالة الليبية بجلباب المشير السيسي ، وما عنده مقومات نجاح السيسي مطلقا، وعندما مرّ النهار ولم يعره الشارع الليبي انتباهاً ، ولم تخرج تلك القوات الوهمية للشارع لفرض الحظر الذي توهمه ، قلت ربما كانت ليلته حمراء فقط ، وما أن راحت (السكرة) حتى وجد نفسه بأحدي مزارع المرج يشخّر قرب مواقد الشواء ، لكن لنكن منطقيين قليلا ، ماذا لو أن المشير ما عاد من فرجينيا الأمريكية ، وبقى صامتاً للأن يكتفي بالمنحة الأمريكية ويسبح شاكرا لله ، أما كانت بنغازي ستكون ولاية مستقلة على قياس “قندهار” ؟ ،كما هي درنة خارج سرب الوطن ، وقبلها كانت سرت دولة الخلافة التي تؤمن المأكل والمشرب والمأوي لأمة الإسلام جميعا .
سبع عجاف ولم يقدر غيره أن يجمع فصيلا منضبطاً واحداً ، وسنحسبها له مهما كانت نواياه سلطوية تسلطية تطلب الحكم .
أما عن مقاييس الربح والخسارة ، ذلك لاني أعتقد أن بطانته تهتم للديكور والأثاث أكثر من اهتمامها بتأمين العدد الكافي لحماية الحقول .
وحتى أن كان ذلك الجيش الذي استعرض به مؤخرا مؤجرا من مصر الشقيقة وحملته طائرات “اليوشن” المصرية – هكذا يقول خصومه ، مع اننا نقبل منهم استئجار جيش من تركيا او قطر او حتى من الصين الشعبية ، فيكفيه إقناعا أنه أبهرنا بذلك التنظيم المبهر الذي تهاوى أمام صباحات الجضران البائسة .
لكن الجضران قطعا سيهزم وسيسحق جيشه فيما لن يتجاوز أسبوعاً ، ذلك أن منطق الحرب والصحراء والمسافة والطيران يقول هذا .
قصة استئجار جيش أراها مجدية ومربحة وستكلفنا اقل بكثير من هذا العبث الذي نعيشه واني اتكلم بجد ، لماذا لايستأجر المشري مليون عسكريا من الصين يؤمن بهم النفط والاموال والانفس و باي سعر كان ، واعتقد ان الامور ستكون على ما يرام خلال شهور معدودة .
تصادف اني كنت بإحدى مشافي مصراتة بالعام 2014 وكنت مهشم الساقين وكان برفقتي نفراً من أنصار الشريعة من رفاق الزهاوي ووسام بن حميد وبوكه العريبي ، والحقيقة إني لم أدخل معهم بحوارات أيدلوجية مطلقاً ، وذلك من باب “ما فيا كافيني” لكنهم تعاملوا معي بخلق كبير ، حتى أنهم عرضوا أن يحملوني معهم لتركيا لإتعالج معهم وعلى حسابهم ، ورتبوا ليزورني مشرفهم بالمشفى ليلاً ، ليرتب لي تفاصيل سفري معهم لتركيا التي كانت لهم أيسر من الذهاب (لحج احجيل) القرية الجنوبية قرب مرزق .
لكني ما كنت راضيا عن ذلك ، فأنا ضحية الحرابة ما علاقتي بالحرب ضد حفتر كي يمنون على بتلك الهبة . وليتني ذهبت معهم ، لكنت رجعت بصحتي وبصحبتي جارية أو اثنتين مما ستمتلك يميني ، لكن الله قدر وشاء .
يبقى المشير حفتر كحالة ليبية بامتياز لها أن تتغول وتشطح في حلمها ، فكما يحق لغيره كمستهتر صعلوك مثل الجضران شرقا و مثل هاشم بشر و هيثم التاجوري و أغنيوة الككلى غرباً ، أو حتى ناشئ كالقملة أو أكبر قليلا كالبقرة . كذلك يجوز لهذا الحفتر أن ينشئ مليشيا حوله يفرض بها حلمه ، وأن كان يزعجكم فقط أنه يسمي جيشه بالعربي الليبي أنا أقبل منه أن يسميه بمليشيا “الخراء الاغبر ” حتى !.
صدقوني لن تستقيم الأمور إلا بدموي حانق يفرض الأمور بحد السيف ، وإلا فكيف لعاقلٍ أن يتصور أن أوباش كان يشلّ يمينهم وتبتل ملابسهم الداخلية وهم يمرون من أمام باب العزيزية ، يأكلون ويشربون ويسافرون ب مبلغ 300 دينار كمرتب شهري أيام العقيد شاكرين وقانعين وحامدين ، كيف لهم أن يعقلوا ويتعقلوا وهم يعاقرون سحتا قوامه 16,000 ستة عشر ألف دينار سخطاً ووبالاً ومرضاً كل شهر !!؟.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :