أبدأ رسالتي هذه إليك كما بدأت سابقتها منذ يومين إلى السيد حسين عطية القطراني ، بأني لم أتشرف بمعرفتك الشخصية ، وإن كنت أعرف جيدا المدينة المجاهدة التي تنتمي إليها ودورها الجهادي والسياسي في التاريخ الليبي القديم والمعاصر ، فبقدر ماشارك أبناؤها في مقاومة الاحتلال الطلياني في بداياته كانوا من المبادرين لتأسيس الجمهورية الطرابلسية 1918 قبل أن يُعلن اسم ليبيا سياسيا والتي كانت نواة مبكرة لوحدة ليبيا التي تحققت عام 1951 وكان ابن مصراتة المغفور له المجاهد الكبير بشير السعداوي أحد بُناتها ، كما قلت لم أعرفك شخصيا وإن كان اللقب يتردد حيث سمعت به لأول مرة خلال العقد الأخير من القرن الماضي أي من حوالى 30 عاما فقط مرتبطا ب”ياغمة تطوير المرافق الإدارية ” التي كانت المفتاح إلى البزنس المتغول وخزينة رأسمال إليه ، ثم تكرر مرة أخرى في دهاليز لقاء جنيف 75-1 مرتبطا بشائعة “الرِشى” التي قيل إنها وصلت مبالغ تراوحت بين (100.000 ) مائة ألف ونصف مليون يورو للصوت الواحد ولم تنفها السيدة ستيفاني التي يبدو أنها ما إن فتحت فمها للحديث عنها حتى أصابها طل وقد يكون وابلا فجعلها تسكت راضية عن الكلام المباح ! .
ياباش مهندس إدارة الحكومة تختلف عن إدارة المشروعات التجارية التي تقوم على تحقيق الربح المادي والمادي فقط ، بل في الوقت الراهن لا يُعطى حتى للجانب الأخلاقي اعتبار فيها ، في حين أن معيار النجاح في ادارة الحكومة يراعي جوانب كثيرة منها المصلحة العامة والجانب الإنساني والجانب الاجتماعي ، والعدالة بين أقاليم الدولة ، أما الجانب المادي فيكون في العمل على تنويع مصادر دخل الدولة وتنميتها ومراعاة أوجه الصرف وفقا لضوابط مالية وقانونية تطبق بكل دقة ومراقبة كل درهم يتم إنفاقه . المهندس الدبيبة ، جاءت بك محاصصة لتولي المسؤولية على رأس حكومة ولايتها لا تتجاوز تسعة شهور (حمل بطن) أمامها مهمتان :
الأولى : تهيئة البلاد لانتخابات 24 ديسمبر القادم حسب خارطة طريق جنيف 75- 1 .
الثانية : العمل كرئيس لحكومة تصريف أعمال خلال هذه الشهور التسعةً وحتى تضع صناديق الاقتراع حملها . إلّا أنك للأسف بدأت بوضع مشروع ميزانية تجاوز المائة (100) مليار دينار وتحدثت عن برامج دراستها فقط تستغرق العام أو العامين مما جعل أذهان بعض الموضوعيين تعتقد أنك تخطط للبقاء لاسترداد عائد ما استثمرت في جنيف ، إنك تبرمج لتحويل الشهر إلى عام فتصل بولايتك من تسعة شهور إلى تسعة أعوام ، وبدأت في اتخاذ قرارات غير مدروسة بإنعامات مادية على قطاعات من الشعب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ( لا تدافع عنها بأنها مثل علاوة الأسرة التي قررها مجلس النواب ، فتلك يُنظر إليها ككفارة قررها هذا المجلس الذي رزح على قلب الشعب ضعف ولايته والتي جيرها لصالح أعضائه أقول هي كفارة عما ارتكبه من تقصير في القيام بواجبه ونكوص عن تعهداته وحنث بقسمه الذي أقسمه الأعضاء يوم 2 أغسطس 2014 ) مفتتحا دعاية انتخابية لانتخابات لا زالت في علم الغيب ، وياليتك “درت عليها اذريرة ” وأشركت أعضاء حكومتك أو على الأقل نائبيك عن الشرق والجنوب فيها وصدرت عقب اجتماعات رسمية وفق مضابط مدونة تسجل كل رأي موافق أو معارض والعدد الذي وافق على القرار أو رفضه ، لا أن تأتي قراراتك من خلال خطابات شعبوية غير معدة ومدروسة سلفا في تجمعات توصف إعلاميا بأنها شعبية وردة فعل لهتافات معدة ومدفوع ثمنها مسبقاً، ماهكذا تُورد الإبل يادبيية ولا هكذا تدار الحكومات وتقاد الدول ، إن تصرفاتك هذه تعطي العذر للدعوات الانفصالية التي انطلقت مؤخرا ، وتدينك كما أدين دعاة تلك الدعوات في الشرق والجنوب ، بل وأشد وطئا. اتقوا الله في البلاد وتعالوا إلى كلمة سواء أبعدوا البغضاء والأحقاد والطمع وتذكروا أن الكراسي زائلة وأن الكفن بلا جيوب.