السيئة التي تعم

السيئة التي تعم

النقيب إمحمد بن يوسف

  تناقلت وسائل الإعلام الدولية تقريرا إخباريا لا تتجاوز مدته ربع الساعة عن ظاهرة إطلاق النيران بالأسلحة الثقيلة في الأفراح بمدينة سبها ، أظهرت الصورة شابا سبهاويا وهو يحمل سلاحا رشاشا تتراشق رصاصاته في تعبير عن الفرح ، الفرح الذي أصاب آخرين في مقتل وجعلنا فرجة أمام العالمين.

نوه التقرير في نهايته للتعهد الذي أبرم بعد جلسات ومشاورات عدة بين مديرية أمن سبها والجهات الأمنية والشرطية الأخرى وحتى الأعيان والوجهاء بالمدينة ، والذي يلزم المتزوج بتوقيع تعهد بعدم إطلاق النار في مناسبته وإلا سيتحمل المسؤولية القانونية كاملة اتجاه ما يقوم به من أعمال تعتبر مشينة في كل الأعراف !

هذه الصورة التي رسمها بعض أبناء المدينة عنهم وعنا هي صورة بشعة تندرج تحت بند السيئة التي تعم ، فالكثير منا غاضبون ومستاؤون ولا يقبلون بإطلاق الرصاص في المناسبات ، الكثير أيضا تأذوا وفقدوا أحبابهم نتيجة الرماية العشوائية  وهو ما أفردنا له مقالا في الأعداد السابقة ، والكثير أيضا لا يقبلون بإطلاق النيران في المناسبات بينما القلة يعيثون في مدينتنا تهوراً وفساداً.

القلة الذين لن يثنيهم عن فعلهم المشين إلا تفعيل القوانين وهو ما سيتم حتماً بالتدريج وما كان التعهد المذكور أعلاه إلا بداية الغيث ، فالقادم حازم وقوي ومتين ، ونافذ لا مجال لاختراقه أو تجاوزه.

وأعتقد جازماً أن الكثير من سكان المدينة شعروا بالخجل وهم يشاهدون التقرير الذي تفننت القناة التي نشرته في عرضه والتعريف بالسلاح المستخدم فيه ، ولأجل هؤلاء علينا أن نتكاثف جميعاً لتطبيق القانون ، وأن يساند المواطن رجل الأمن والقانون في تطبيق القوانين الرادعة لمن تسول لهم أنفسهم أذيتنا وأذيتهم ، فمهما أقرت من قوانين ومهما فرضت من لوائح سيظل تطبيقه قاصرا وغير نافذ إن لم يستشعر المواطن أهميتها بالنسبة له

إن لم يدرك أن السيئة التي تعم والتي لم يتركها ستطاله حتما وستؤذي كل أحبته والحقيقة أننا في مديرية أمن سبها نعول كثيرا على وعي معظم سكان المدينة ، الشركاء الذين لم يتغيبوا يوماً عن المساهمة في مساندة ودعم المديرية بالمواقف الرشيدة والاستشارات النيرة ، مستشعرين مسؤوليتهم تجاه كافة سكان المدينة من منطلق إنساني ووطني بحث لنمحوَ معاً كل أثر سلبي بالأقوال المتمثلة في النصح والإرشاد والتوعية عبر ما يكتب وما يدار من جلسات حوارية وورشة تدريبية  و بالأفعال المتمثلة في سن واستحداث قوانين جديدة  وفرض العقوبات وتفعيل القوانين الموجودة سابقاً الرادعة للكثير من الظواهر السلبية .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :