بقلم :: عابد الفيتوري
اثار حدث طباعة عملة معدنية جديدة من قبل مصرف البيضاء شرق ليبيا لفئة الدينار بنقش صورة نبات السلفيوم ، وفئة النصف دينار بنقش صورة النخلة ، موجة من الانتقادات :
مدير ادارة الرقابة على المصارف والنقد بالمصرف المركزي طرابلس حدر من تداوله لكونه لم يصدر عن الادارة المختصة بإصدار النقد ، وبالمخالفة لأحكام القانون رقم 1 لسنة 2005 بشأن المصارف المعدل بالقانون رقم 46 لسنة 2012.. وطالب مدراء المصارف التجارية والمصرف الخارجي بعدم قبول تداوله او الاحتفاظ بها في المصارف.
نشطاء بمواقع التواصل بين معارض ومؤيد ، وسؤال عن المغزى ، ابن فزان .. د . السني .. يتسأل بما ينبئ عن دلالة انفصالية وتهميش لفزان ، قائلا : ” حكومة في الشرق وحكومة في الغرب , اما الجنوب فهو ينضج على نار التهميش والاهمال الهادئة , والآن دينار معدني في الشرق يحمل شعار نبتة السلفيوم المنقرضة التي اشتهرت بها مدينة قورينا وكان شعار عملتها قديما ، ويمنع تداول هذا الدينار القورنائي في الغرب ,هل المسألة هي تطبيع لواقع التقسيم والدفع الى استيعابه تدريجيا …ربما ؟
على غرار ذلك اعتبر نشطاء اخرون ان الخطوة لم تكن موفقة ، فلما اختير السلفيوم نقشا للدينار ، فيما النخلة شعار طرابلس على النصف دينار ، ( محقرانية ) .. واين موقع فزان من هذا ؟ هل سيتصدر نقش الجمل فئة الربع دينار مستقبلا ؟ . لكن هناك من ذهب الى اكثر من ذالك ، معتبرا ان في الامر إيماءة تقارب وخطوة على طريق التطبيع وطلب ود لدولة اسرائيل التي تحمل عملتها ” الشيكل ” النقش ذاته .
السلفيوم نبات طبي ، فاتح للشهية ، واكسير الحياة – حسب الرويات القديمة – الذي خالج البحث عنه المشتغلين بالكيماء منذ عصور سحيقة ، واشتهر هذا النبات في جميع بقاع الأرض لندرته ، وفيما يرى البعض انه نبات اسطوري ، يرى اخرون ان منطقة شحات بليبيا هي المكان الوحيد في العالم الذي عثر على اثره به ، وقد ذكره المؤرخ هيرودوت ، وكان يؤخذ كهديّةٍ للملوك .. وقيل ان عبارته الشهيرة ” من ليبيا يأتي الجديد ” اشارة منه لهذه النبتة الغريبة .. فيما يعزي اخرون عصر انقراضه لفترة الاحتلال الإيطالي ، كانوا يجنونه بنهم قبل موسم إزهاره .
الاهم من كل هذا .. سؤال عن امكانية تزويره او اعادة تدويره ، فثمة خشية من اعادة تدويره في مرحلة تضخم ، ورواج سلع خردة المعادن ، واخرون يخشون تزويره على غرار ما يحدث هذه الايام للدينار التونسي ، فقد ذكرت صحيفة ” الشروق” الجزائرية ” ان مصنع في الصين ينشط بطريقة غير قانونية ، يختص في صك العملة المزيفة ، ويتعامل معه بعض الجزائريين الذين ينشطون في مجال الاستيراد ، حيث يجلبون منه العملة التونسية المزورة ، ويبيعونها بـ ” الميزان ” لعصابات تونسية ، تتولى ضخها في السوق التونسية.. واضافت : ” جدير بالذكر أن الأسواق الجزائرية ، لاسيما بالمدن الحدودية ، باتت تستقطب الجيران التونسيين ، الذين يفضلون اقتناء حاجياتهم من الجزائر ، للاستفادة من فرق العملة ، حيث يباع الدينار التونسي الواحد ، في السوق الموازية ، بحوالي 70 دينارا جزائريا.
السلفيوم فاتح للشهية .. فهل سيكون الدينار المعدني فاتح لشهية المرابين ؟ .. وماذا عن فزان وعملتها ؟